الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عماد عبد اللطيف: نخضع للعبث باللغة ووهم الكلام المعسول




تساءل الدكتور عماد عبد اللطيف هل يثور الانسان ليخضع لعبث جديد باللغة؟ وأجاب نحن بالفعل نخضع الآن لعبث جديد باللغة، فهناك إعادة لوهم الكلام المعسول، وادعاء لامتلاك اليقين وإعادة للإقصاء والتمييز وهو أخطر من قبل لأنه يعتمد على الخلفية الدينية.
 
وعن رؤيته لما أسماه «البلاغة البائدة» و«البلاغة الثائرة» قال الدكتور عماد عبد اللطيف فى الندوة التى عقدت بجناح مصر، ضيف شرف معرض تونس الدولى للكتاب، وأدارها الدكتور محمد بدوي: هناك أشكال للعبث باللغة، منها ما يمكن أن يطلق عليه «البلاغة البائدة» التى تعتمد على العبث باللغة، ووهم الكلام المعسول، وهناك فجوة بين البلاغة بهذا المعنى والواقع، وهذا النوع من البطش اللغوى، وادعاء امتلاك الحق واليقين، لم تستخدمه الثورة، وإنما أعلنت صراحة أن الثورة للجميع، ولم تستخدم البلاغة للإقصاء أو التمييز.
 
وأكد أن أمام بلاغة المستقبل بعض التحديات، أولا حروب الكلام، فنحن الآن فى دائرة خطاب التناحر الذى يؤدى إلى خطاب الكراهية ونواجهه باستجابات متعددة قد تكون عنيفة مثلما حدث فى استقبال الفيلم المسىء عن الرسول وقد تتحول الى كراهية مضادة ويمكن مواجهة هذا الخطاب بأن نطور استراتيجياتنا استراتيجية التجاهل واستراتيجية التسامح، وهناك أيضا فجوة المصداقية التى تكشف القناع عن الوجوه، وتكشف عن عدم تحقيق الوعود والشعوب العربية تتميز بكثير من الصبر وتعطيه فرصة بعد فرصة إلى أن تصل للاحتقان ولمزيد من الثورات، والسياسى الذى يفقد مصداقيته لا يعود.
 
أما عن هيمنة خطاب الدعاية فقال، ما إن أصبح كرسى الحكم شاغرا حتى ظهر خطاب الدعاية، الذى كانت تجربته مع الفضاء العام تجربة سلبية، التمييز والإقصاء الخطابى ايضا شديد الاهمية ويوظف لأهداف فى الخطاب السياسى، وأخيرا ظاهرة الخصام مع التاريخ فى الستينيات كان هناك خصام فادح مع التغيير، وعلى السياسيين أن يخففوا حدة الخطاب.
 
ولفت عبد اللطيف إلى استخدام الثورة الصور البصرية إلى جانب الكلمات، لتقديم رسالتها وأيقوناتها، وكان من أهم هذه الصور صور الميدان، التى كانت تستخدم للتحريض على الثورة والحشد المعنوى، وهى الصورة التى حاول أعداء الثورة تشويهها وإظهارها فى صورة سلبية، وكذلك صورة «العلم» رمز الدولة، فقد ظهرت الجماهير تحمل الأعلام لنزع واستعادة رمز الوطنية والقومية من النظام الساقط، وظل الصراع على إظهار العلم بين مبارك الذى كان يحرص على وضع إظهار العلم فى خطاباته والثورة، إلى أن أسقطت الجماهير النظام، فجاء خطاب مبارك «الصوتى» بدون العلم، لأن الجماهير انتزعته.
 
وأكمل: من أيقونات الثورة أيضا «الهتافات»، التى كان منها ما يوحد المواطنين، ومنها ما يصنع الهوية مثل: «سلمية ... سلمية»، ومنها ما كان يهدف لاندماج بين قوى المجتمع مثل: «الشعب والجيش ايد واحدة»، واللافتات ايضا تنجز اشياء شديدة الاهمية، والاغانى ايضا كانت ترانيما للثورة.
 
وتحدث أيضا عن التسمية وقال انها عادة تسد الفجوة بين المعلن والمتحقق، وسبب من اسباب نجاح الثورة المصرية هو التسميات مثل «جمعة الغضب»، أما «الجرافيتى» فهو أحد التجليات الجمالية التى ندين للثورة المصرية بإظهارها «الجرافيتى حين تكون الحوائط لسانا للثورات»، والجرافيتى نوعان الاول انتقادات مباشرة للحكومة، والنوع الثانى جرافيتى ملحمى والرسومات الكبيرة على بعض الجامعات كانت تتجلى فيها الظاهرة الخطابية «كر وفر بين رسامى الجرافيتى والسلطة»، بعض سمات الخطاب الإبداع الفردى كأن يكتب شخص لافتة ويعلقها على صدره، وإنتاج خطاب ثورى خاص به، وكذلك فكرة أن الثورة المصرية هى ثورة ضاحكة، والثورة تنطوى على مشاعر القلق والتوتر وفى علم النفس الفكاهة تخفف من حدة هذه المشاعر وتهدئتها، وأظن أن الفكاهة قد تشكل خطرا جذريا على الثورة والفكاهة التى أعقبت الثورة فى ظنى كانت سلبية خاصة الفكاهة التى تنزع الجدية والصرامة عن الثورة وتحولها إلى نزهة.