الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإفتاء : داعش حصر الجهاد فى القتل فقط وتناسى الجهاد الأكبر وهو مجاهدة النفس

الإفتاء : داعش حصر الجهاد فى القتل فقط وتناسى الجهاد الأكبر وهو مجاهدة النفس
الإفتاء : داعش حصر الجهاد فى القتل فقط وتناسى الجهاد الأكبر وهو مجاهدة النفس




   كتب_ صبحى مجاهد 

 

أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء عددًا جديدًا من نشرة «إرهابيون» والتى تقدم قراءة تحليلية فى فكر الجماعات الإرهابية، وجاء العدد الجديد من «إرهابيون» تحت عنوان: «لم يخذلوا عن دولتكم .. بل أنتم من شوَّهتم دولتنا»
حيث رصد العدد الجديد من «إرهابيون» إصدارًا جديدًا لتنظيم داعش الإرهابي، جاء تحت عنوان: «خذلوا عن دولتكم»، والذى أطلقته ما تُسمى بـ«ولاية الخير»؛ يبررون فيه قتل المدنيين ممن يسمونهم الكفار من غير المسلمين، ويلقون باللائمة على علماء المسلمين الذين يقولون بأن الإسلام نهى عن قتل المدنيين، واصفين هؤلاء العلماء بأنهم «حمير العلم»، وتناسوا أن من يحمل العلم ويطوِّعه لقتل الناس وترويعهم هو أقل من الحمير التى تحمل أسفارًا.
 وأوضحت «إرهابيون» أن الفيديو الجديد لداعش ذكر أسماء مجموعة كبيرة من علماء جميع التيارات بما فيهم علماء رسميين فى مصر ومجموعة من البلدان العربية، ووصفهم الفيديو بأنهم تخاذلوا عن الجهاد فى سبيل الله وأنهم لم يطلقوا طلقة واحدة مع المجاهدين فى سبيل الله.
من جانبها ردَّت «إرهابيون» بأن هذا التنظيم الإرهابى قد حصر الجهاد فى القتل فقط، وتناسوا الجهاد الأكبر وهو مجاهدة النفس، ولقد انتبه ابن القيم إلى هذه الحقيقة فقال: «إن العبد ما لم يجاهد نفسه أولاً لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه، ويحاربها فى الله لم يمكنه جهاد عدوِّه فى الخارج والانتصاف منه، بل لا يمكنه الخروج إلى عدوِّه حتى يجاهد نفسه على الخروج»؛ لذلك يعظُم دور العلماء هنا فى حثِّ الناس على الالتزام بما أمر به الله ونهيهم وردعهم عما يخالف ما جاء به الشرع الحنيف، وهذا الدور أكبر بكثير من «جهاد القتل» الذى يزعمون، فهؤلاء العلماء صمام الأمان فى الأمة لردع الشباب وحمايتهم من الانزلاق فى التكفير الذى يؤدى بهم إلى التفجير، وهم الذين ينيرون عقول الأمة بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
وبرر التنظيم عملياته التى يقوم بها ضد المدنيين من غير المسلمين بأنهم لم يؤمنوا بالله ولم يدفعوا الجزية ولم يعطهم أحدٌ الذمة أو العهد، باعتبار القاعدة التى تنص على أن الكفار إما أهل حرب وأما أهل عهد، وما داموا لم يأخذوا العهد من أحد ولم يؤمنوا فقد استحقوا للقتل.
 وأضاف مرصد الإفتاء فى نشرته أن التنظيم الإرهابى برَّر قتل المدنيين على لسان من يُدعى بـ«أبو إيثار الجزراوي»، الذى استدل على قتلهم للمدنيين بأن النبى صلى الله عليه وسلم نصب المنجنيق فى الطائف، فقتل به المحاربين وغير المحاربين، باعتبار أن هذه الآلة عندما تطلق قذيفتها لا تفرق بين مدنى ومحارب، أو بين مقاتل وغير مقاتل، زاعمًا حِلَّ هذا الأمر بما فعله النبى صلى الله عليه وسلم وهو استدلال خاطئ فى غير موضعه.
من جانبها قالت «إرهابيون»: إن حديث رمى النبى صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف بالمنجنيق ضعيف، ولم يثبت أن ضرب النبى صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بالمنجنيق، إنما حصارهم دام أربعين يومًا ثم انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم عائدًا إلى مكة.
أما عن فهم داعش الخطأ لحديث «أمرت أن أقاتل الناس..» فقد ردَّت «إرهابيون» بقولها: «ليس المراد من الحديث أن القتال وسيلة من وسائل دخول الناس فى الإسلام؛ بل المراد أن الإسلام الذى يُستدل عليه بالنطق بالشهادتين مانعٌ من القتال، لا أنه غاية أو هدف له.
وأضاف مرصد الإفتاء فى العدد الجديد من «إرهابيون»: أنه إذا كان فهمهم أن الإسلام قد انتشر بالسيف والقتل؛ فإن هذا الفهم غير صحيح؛ لأن العقائد لا تُغرس أبدًا بالإكراه، وذلك أمر معروف فى تاريخ الرسالات.