الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مآثر المرصفى: المشهد الإعلامى غير مـُرضٍ ..وعبارة عن «سيرك» يعتمد على الفهلوة

مآثر المرصفى: المشهد الإعلامى غير مـُرضٍ ..وعبارة عن «سيرك» يعتمد على الفهلوة
مآثر المرصفى: المشهد الإعلامى غير مـُرضٍ ..وعبارة عن «سيرك» يعتمد على الفهلوة




حوار- محمد خضير

 

«راديو مصر» محطة اذاعية تعد الاكثر استماعا على 88.7 اف ام يعمل بها فريق عمل من مذيعين ومعدين ومخرجين على قدر كبير من المهنية والمصداقية التى تجذب المستمعين حال يريدون معرفة الحقيقة والاخبار الرسمية المؤكدة قبل اى وسيلة إعلامية، بالاضافة الى انها تشهد اقبالا غير مسبوق فى اى اذاعة رسمية من جهة اقبال الجهات والشركات الإعلانية التى تملأ ساعات وبرامج وفواصل «راديو مصر» وهو ما يعكس انتشارها ووصولها لآذان مستمعى الراديو فى كل مكان على مستوى الجمهورية.

صحيفة «روزاليوسف» التقت مدير عام محطة «راديو مصر» الإعلامية مآثر المرصفى صاحبة الصوت الاذاعى وبنت الاذاعة والتليفزيون المصرية، واجهتها وتعرفت منها على العديد من الجوانب المهمة فى عملها بالإذاعة ومدى تطورها وما تواجهه من مشكلات او عقبات ،وناقشتها حول رؤيتها للمشهد الإعلامى ومدى انضباط أدائه وسبل الخروج من الازمات التى يمر بها الاعلام وما يشهده من تطورات فى الحـوار التالى:

 ■ فى البداية نود التعرف على تجربتك الاعلامية ومدى تدرجك فى العمل الاعلامي؟
- تخرجت فى كلية الآداب قسم لغة انجليزية، وعملت فى كافة مجالات الاعلام حيث كانت لى تجارب فى الصحافة وفى الأصل مترجمة حيث كانت لى دراسات ترجمة فى الجامعة، وعملت فى الترجمة فى أكثر من مكان ،حيث عملت فى هيئات دبلوماسية كان منها سفارة الهند حيث عملت لمدة 15 عامًا كمدير تحرير لمجلة صوت الشرق، وهى مجلة ثقافية معنية بالشأن الهندى والعلاقات المصرية - الهندية ومازالت تصدر حتى الان ،وهى مجلة جيدة جدًا ولها قارئ خاصة، وتوالى على رأسه تحريرها قامات كبيرة كنت اشرف بالعمل بعدهم، بالإضافة الى اننى كان لى تجارب تلفزيونية ولكن كانت محدودة، وعملت فى مجال العلاقات العامة فترة ليست بسيطة حيث كنت مع شركات مؤسسات دولية، ثم التحقت فى الإذاعة عام 1991 ، ثم  تركتها فترة عندما كان لى الحظ أن أعمل فى الـ«bbc» وبعد ان تركتها عدت إلى مكانى حيث كنت مذيعة بأذاعة الاخبار وقتها كانت اذاعة الاخبار والموسيقى وتم تغيير المحطة واصبحت راديو مصر، وعدت كمذيعة فى «راديو مصر» وبعدها تم تصعيدى الى ان اصبحت مدير البرامج بالراديو وبعدها بفترة وجيزة توليت رئاسة المحطة.
■ ماذا قدمت فترة عملك الاذاعى بالراديو؟
- كنت اقدم برامج واقدم نشرات الاخبار، حيث قدمت فى بدايتى الاذاعية باذاعة الاخبار برنامجًا متخصصًا جدًا – كان تقريبا الفريد من نوعه- باسم «اتجاهات صحفية» حيث كان يقدم عرضًا للصحافة الاسرائيلية وتقديم رؤية تحليلية لما تتناوله الصحف الاسرائيلية، ،وعندما عدت راديو مصر كنت أقدم نشرات أخبار فقط.
 ■ ما خطتك فى تطوير العمل والاداء التى بدأتى فيها بعد توليكى رئاسة راديو مصر؟
- انا لى سنتان مدير عام راديو مصر وأتصور ان الخطة التى وضعتها عملنا عليها من فترة ونفذناها بالإضافة إلى ان راديو مصر من بدايته وهو محطة متميزة جدًا وبها نسب استماع عالية للغاية وذات مصداقية عالية جدًا فى الشارع لدرجة ان المستمع لا يصدق أو يتيقن من الخبر الا لما يسمعه من راديو مصر، ووجودى كمدير عام للمحطة جاء مع وجود أدوات قوية جدًا ودورى فيها يقتصر على توظيف الأدوات، وبالتالى عندما جئت وجدت عناصر مجتهده وشبابًا متحمسًا وكفاءات، ولكن كان بعضهم امكانياته غير متوظفة فى المكان الصحيح، فأنا قمت بعمل اعادة توظيف للامكانيات التى لم تكن ظاهرة، إلى جانب وجود بعض الأشياء كانت بحاجة إلى إعادة تنظيم وفق ما كانت المرحلة تتطلب ذلك من فرضها لتصدر الجرعة الاخبارية لاننى أراها العمود الفقرى للمحطة لان فكرة راديو مصر فى الاساس محطة اخبارية ،فكان تركيزى الأساسى على الأخبار وقدمت أفكار واضفت برامج جديدة للمحطة لانه كان ينقصها برنامج رياضى واضفنا كريم حسن شحاتة ولكن للاسف لم يسمر البرنامج فقدمت البديل له وكان هذا سبق، ولأول مرة يتم عمل تعاوًان مع الـ»bbc» وعملنا برنامج «بروح رياضية» يذاع يوم الجمعة من 8 لـ10 مساء، من إنتاج الـ«bbc» ولكن بعد الاتقاق صار برنامج من إنتاج راديو مصر وهذا يقال فى مقدمة البرنامج ،حيث وجدناه برنامجًا يناسب الذوق المصرى وهى فقرات تنتج خصيصا لراديو مصر، وهذا لأول مرة يتم ذلك ان تنتج الـ»bbc» لمكان اخرى لأنها مؤسسة اعلامية جيدة، وهو ما عوض نقص البرامج الرياضية الى جانب استحداث فقرة رياضية يقدمها الزميل محمود الفقى باسم «اخبار الملاعب» يذاع مرتين فى اليوم.
 ■ ماذا عن اضافة برامج لنجوم من الاعلاميين للمحطة؟
- من البرامج الجديدة اننا نعمل مع أسماء إعلامية كبيرة شرفنا بالتعاقد معهم للعمل وتقديم برامح للمحطة أولهم الإعلامى خيرى رمضان حيث يقدم برنامج «يوم ويوم» والإعلامى جمال عنايت ويقدم برنامج «من أهل مصر» وهما يمثلان إضافة هائلة للمحطة، والدكتور معتز باله عبدالفتاح يقدم برنامج «ولكن»، بالاضافة إلى برنامج الدكتور عمرو الليثى ولكنه توقف لأسباب خاصة به، برنامج «تحيا الستات» للصحفية جيهان شعراوى وهو برنامج مستحدث قريبًا حيث ادخلت عددًا كبيرًا من البرامج وقدمنا برنامجًا جديدًا لأبناء المحطة اسمه «بين قوسين» يقدمه محمود الفقى وكان من الأشياء التى اسعد بها اننى ضممت لأسرة راديو مصر الاعلامى كريم كوجاك والاعلامية نسرين عكاشة فى برنامج «كلام وسط البلد» وهو برنامج قدم حالة مهمة فى الشارع حيث توجد بينهما درجة التناغم غير عادية نقلت البرنامج نقلة مهمة، وبرنامج خالد حبيب واستحدثنا فقرة تغطية اخبارية خاصة نحاول من خلالها متابعة الاحداث الجارية ونقدم أبعادها للناس من خلال إستضافة المصادر الرسمية والمسئولين، فنحن لدينا فريق من ديسك التحرير على أعلى درجة من الكفاءة ليس على مستوى المبنى ولكن على مستوى مصر كلها، ولدينا محررون ممتازون، والشاب المسئول عن ديسك التحرير زميلى شادى جمال من الشباب المتحمس والمهنى.
■ وكيف وجدت نفسك فى التعامل مع فريق عمل الراديو؟
- مهمتى فى وجود فريق عمل مثل هذا تكون سهلة بالاضافة الى اننى اتصور ان قرب السن بينى وبينهم وعدم تقمصى لدور المدير على الاطلاق، ولا احب ان اتقمص دور المدير واعتبرهم اخواتى الصغار وبعضهم أولادى.
■ وهل من الممكن ان تضم خطتك البرامجية الجديدة وجوهًا إعلامية جديدة؟
- أنا سعيدة جدًا بالخريطة البرامجية التى نعمل عليها ولا اتصور أننا سوف نضم جددًا لان خريطتنا بها كل أشكال البرامج وأننا نطور فى اطار الموجود، والخريطة مكتملة وأرى أنها محققة ردود فعل أكثر من رائعة والتى تصلنى من خلال المستمعين والمداخلات الهاتفية والرسائل النصية وغيرها ولا أرى أن الموضوع يحتاج تغيير فى الخريطة لأن كل البرامج الموجودة محققة المرجو منها وأكثر، وعندما نعمل على تطوير فيكون فى اطار المتاح.
■ حدثينى عن مدى تفوقك فى الاعلانات التى تحققها المحطة ومدى ارتباطها بما يقدمه الراديو؟
 - أرى ان الاعلام الحقيقى المتميز هو الذى يجلب الاعلان، ولاننا نقدم اعلامًا جيدًا ومختلف فالتالى لدينا نسب عالية من الاعلان التى اتصور انها اعلى نسب إعلانات فى الإذاعات كلها، ولا استطيع أن أحدد أرقامًا لان هذا ليس عملى ومن اختصاص القطاع الاقتصادى وهو المنوط به التعامل مع الاعلانات، بالإضافة إلى تحقيق طفرة اعلانية خلال شهر رمضان، ، لأن المعلن يريد ان يصل المنتج فى مكان مسموع ،وبالتالى ميزانية الاعلانات تدخل ضمن ميزانية اتحاد الاذاعة والتليفزيون لاننا جزء من قطاع الاخبار الذى هو جزء من الاتحاد الذى يأخذ ميزانيته منه، وبالتالى يدخل دخل راديو مصر فى ميزانية الاتحاد.
■ ماذا عن المشكلات التى تواجه العمل فى الاذاعة بشكل عام عن عقبات أو عراقيل أو تمويل؟
- عندما ذكرت خطة التطوير لك فبالتالى ما يميز عمل مديرًا عن آخر هو اننا عندما وضعت خطة للتطوير فوضعت خطة قابلة للتنفيذ وفق مهنية ومهارة ،واتصور ان من يفرق مديرًا من آخر ليس خطط التطوير ووضعها بل وضع خطط قابلة للتنفيذ وفق ذكاء ومهنية فى اطار وسياق الظروف المتاحة، وبالتالى ليس لدى مشكلات جوهرية بشكل عام، وما توجد من مشكلات بالطبع هى مشكلات باتحاد الاذاعة والتليفزيون كله، لأنه بالطبع لدى الاتحاد مشاكل خاصة بالتمويل لكن فى المستطاع كان لى الحظ ان رؤسائى يتعاونون معى كل التعاون الممكن لانهم مقدرون قيمة راديو مصر ويحبون التجربة وسعداء بنجاحها ،فبالتالى يقدموا الدعم اللازم فى حدود المستطاع ولا يتأخرون فى شىء، ومن الطبيعى لو هناك تمويل اكبر فكان الوضع سوف يختلف.
■ وهل مشكلات التمويل تنعكس على العمل، والمذيعين أم لا وهل تؤثر على مستوى واداء الراديو؟
- هذه المشكلات لا تصل إلى درجة اعاقة العمل، ولا يحدث ان تؤثر على اداء المذيعين او المراسلين، وخاصة ان دخولهم ومكافأتهم لا بأس بها، لكن نقص الإمكانيات قد يكون فى اشياء محدودة من ديكور أو أساس، ولكن لا يعوق العمل كما ان المسئولين لا يسمحون بنقص شيء ضرورى ويوفرون اللازم ،بالاضافة الى ان الشباب بالمحطة مقدرون الظروف جيد جدا ويعملون لانهم يقدرون راديو مصر ووجوده بمستواه هذا.
■ ما الجديد الذى سوف تشهده المحطة من اضافة عمل اعلامى جديد ومميز؟
- قريبًا جدًا سوف يكون هناك تعاون مشترك بين وكالة انباء دولية لعمل برنامج يقوم على فكرة البث المشترك ما بين راديو مصر وهذه الوكالة الدولية، وعندما انتهى من تفاصيل التعاون سوف نعلنها قريبا.
■ وماذا عن رؤيتك للمشهد الاعلامى المصرى الآن بشكل عام ،وما يمر به من حالة صخب وشد وجذب؟
- «رأيى فى المشهد الاعلامى هيزعل منى ناس كتير جدًا، لكن فى حياتى اعتدت على الصراحة المطلقة اعتدت ان اعبر عن قناعاتى بدون تردد، لاننى غير راضية بالمرة عن حالة المشهد الاعلامى لانه حقيقة تسلل الى المشهد الاعلامى ناس لا ينبغى ان يعملوا فى مجال الاعلام او ان يكونوا من الاساس اعلاميين للأسف، ،لان كل الاساسيات والقواعد التى يجب ان تكون متوفرة فى الاعلامى غير موجودة فيهم، والتى يجب ان تكون وفق مهنية وموضوعية وحقيقة، ولكن الآن نرى ان السبق الاعلامى اهم من المصداقية، وللأسف لم يفهموا بذلك رسالة الاعلام الحقيقية او يتفهموا تأثير ما يقومون به فى المجتمع، لأنه عندما يتم بث شائعات او احباط الناس بأخبار كاذبة يهدم المجتمع.
■ كيف تصفين هذه الحالة غير المرضية لهذا المشهد والاداء المتردى للعمل الاعلامى؟
- أرى ان المشهد الاعلامى هو «سيرك» غير منضبط نجد فيه كل من يعرف ان يقدم شيئًا بفهلوة يقدمه معتمدا على الفهلوة وليس العمل المهنى الحقيقى ،بالاضافة الى افتقاد القراءة او الاطلاع او الكتابة بلغة عربية صحيحة خالية من الأخطاء، وللاسف البعض يعمل على الشائعات والاثارة وغير مقدرين قيمة الكلمة التى تخرج وتؤثر بالسلب نتيجة الاخبار الكاذبة، وهو ما يعد حالة سيرك ولكن باستثناء الاعلام الرسمى الذى قد لا يجارى الاعلام الخاص فى الامكانيات والتخديم على العمل الإعلامى، وبالتالى الاعلام الرسمى مازال هو الاعلام الاكثر احترامًا والأكثر مصداقية والحمد لله لا نجرى وراء السبق او الكلم، ودائمًا ما اقول لزملائى بالمحطة: «إننا بنشتغل عند المستمع» لان الناس تدفع ضرائبها واننا نأخذ مرتباتنا من هذه الضرائب التى تدفع للدولة، وبالتالى من حق المستمعون ان اقدم له ما يريد ان يعرفة واقدم له معلومة وخدمة لأننا فى النهاية نتقاضى اجرنا من جيبه.
■ وما الحل من وجهة نظرك للجروج من حالة التردى الاعلامي؟
- يحتاج الى انضباط للاداء الاعلامى ،وهناك امل ننتظره لتحقيق هذا الانضباط من خلال وجود المجلس الوطنى للاعلام ونقابة للاعلاميين، وان يضع ضوابط تحكم العمل الاعلامى والعاملين فيه، لكن ما يحدث الان بالمشهد الاعلامى يضر ويهدم الدولة بوعى أو بغير وعى أو يعرف ما يقوم به، أو هو غير مهنى وليس من المفترض ان يكون موجودًا فى هذا المكان.
■ كيف يمكن ان يحدث انضباط للأداء الاعلامى واسس وقواعد هذا الانضباط؟
- أولًا يجب ان يتوافر الوازع الاخلاقى والضمير المهنى قبل اى شىء، وان يدرك العاملون بالاعلام قيمة العمل الذى يقدم وأهميته ورسالته وإن لم يدركوا هذا فلن يصلح اى شىء، والذى يتوافر من إصلاح المجتمع وكل الشرفاء يتحدون ويتكتلون كلا فى مكانه وادراك أهمية المرحلة التى نمر بها، وكل يدرك ان ما يقولة قد يسير بنا فى طريق غير جيد، وان يدرك المجتمع كله ويتفهم أهمية المرحلة واهمية الكلمة التى يقولها لاننا فى مرحلة نكون او لا نكون.
■ كيف يحقق الاعلام الرسمى هذا الادراك والانضباط الذى نأمله؟
 - ان يكون الاعلام الرسمى موجودًا وبقوة ،واهتمام المواطن بالبحث عن المصداقية والحقيقة التى يحققها وفق مصداقية عالية عند المواطن والمتلقى، بدليل انه عندما يحاول التأكد من خبر رسمى حقيقى ويريد التأكد من حقيقته يعود للإعلام الرسمى.
■ كيف ترين مدى أداء الإذاعة المصرية ودورها فى هذه الفترة؟
- راديو مصر ليس تابعًا لقطاع الاذاعة المصرية، وأننا تابعون لقطاع الاخبار، ،وانا لا يحق لى ان اتحدث بأى حال من الأحوال عما يخص الاذاعة المصرية لأننى اشرف برئاسة محطة تابعة لقطاع الاخبار، وليس للإذاعة المصرية، ولكنى أرى كمستمعة وليست كمسئولة باتحاد الاذاعة والتليفزيون- ان كل اذاعة لها شخصيتها ولها مستمعوها ولها هويتها وتحقق نجاحًا مميزًا.