الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النحات الذى صرخ فى وجه «خروشوف»

النحات الذى صرخ فى وجه «خروشوف»
النحات الذى صرخ فى وجه «خروشوف»






د.ياسر منجى يكتب:

منذ تسعة عشر يوماً فقط، مات النحات الذى صرخ فى وجه «خروشوف»؛ ففى يوم الثلاثاء، الموافق 9 أغسطس 2016، رحل «إرنست نيزفستنى» Ernst Neizvestny 1925 – 2016.
 قبل هذا الرحيل بحوالى أربعةٍ وخمسين عاماً، وتحديداً فى نوفمبر من عام 1962، تشاجر رجلان قصيران بدينان، داخل قاعة عروض فنية مجاورة لقصر «الكرملين». بدأ الشجار حين صاح الرجل الأول، مشيراً إلى مجموعة من الأعمال الفنية المعروضة بالقاعة: «قذارة! صفاقة! من المسئول عن هذا الهراء؟!». فما كان من الثانى إلا أن تقدم بثبات، صارخاً فى وجه الأول – وسط ذهول رواد المعرض والصحفيين وكبار رجال الدولة – قائلاً: «اسمع جيداً، صحيحٌ أنك رئيس مجلس السوفييت الأعلى، وأنك رئيس الحكومة، والسكرتير العام للحزب الشيوعى السوفيتى، لكنك هنا تقف فى حضرة أعمالى، وأنا هنا الرئيس! فإن شئت أن تناقشنى فلنتناقش رجُلاً لرجُل، ولا ترفع صوتك هكذا!».
بالطبع لم يكن «نيكيتا خروشوف» Nikita Khrushchev (1894 – 1971)، ليتصور، قبل ست سنوات فقط من هذه الواقعة، أن تفنيده لسياسة عهد «ستالين» سوف يُتَرجَم عملياً بمثل هذه الكيفية؛ ففى 14 فبراير 1956، افتتح «خروشوف» المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي، الذى كان بمثابة مطرقة ثقيلة، قَوَّضَت ضرباتُها دعائم الحقبة الستالينية الرهيبة.
فى ذلك المؤتمر، ظل «خروشوف» لثمان ساعات متصلة، يتلو تقريراً من مائة صفحة، عارضاً من خلاله تفاصيل أوضاع الاتحاد السوفييتى، أمام أكثر من ألف وأربعمائة مندوب، يمثلون الجمهوريات السوفييتية الخمس والخمسين، فضلاً عن ضيوف المؤتمر القادمين من أرجاء المعمورة.
   انتقل «خروشوف» بعد ذلك لشرح المشاكل الداخلية للحزب الشيوعي، ليشُنّ هجوماً عنيفاً على «لافرينتى بيريا» Lavrentiy Beria (1899 – 1953)، رئيس الأمن السوفييتى وجهاز الشرطة السرية فى عهد «ستالين»، والمسئول الرئيسى عن تنفيذ حملات القمع والاعتقال والتعذيب، التى سالت خلالها دماء عشرات الألوف من المعارضين السياسيين، فضلاً عن الأبرياء، فى مختلف أصقاع الاتحاد السوفييتى الشاسعة.
صحيحٌ أن «بيريا» كان قد أُعدِم رمياً بالرصاص قبل هذا المؤتمر بحوالى ثلاث سنوات، وأن إعدامه كان بمثابة العتبة المُمَهّدة أمام «خروشوف»، للقبض على زمام الأمور فى البلاد، غير أن الأخير كان يهدفُ، من خلال تقريره التاريخي، إلى طيّ الصفحة الستالينية برُمَّتِها تماماً، عن طريق تحليل المفهوم الجوهري، الذى قام عليه كيانُها بأكمله، وإخضاع هذا الجوهر للنقد العنيف. وقد تحقق ذلك بعد أيامٍ قلائل.
فبعد أن أقر المؤتمر الخطوط العامة لتقرير «خروشوف»، دُعِيَ مندوبو الجمهوريات السوفييتية لحضور جلسة مغلقة، بدأت مساء 24 فبراير 1956، لتنتهى صباح اليوم التالي، 25 فبراير. وفى هذه الجلسة، استمع الحضور إلى أشهر تقارير «خروشوف»؛ وهو تقريره المُعَنوَن «عن عبادة الشخصية وعواقبها»، الذى تحدث فيه عن فرض «ستالين» لنفسه، خلال عهده، كسُلطة مقدسة غير قابلة للمُراجعة، باعتباره «أب الشعب»، و»منقذ البلاد والعالم»، وغير ذلك من النعوت والألقاب التى كرَّسَت سلطاته المُطلقة، ورسَّخَت جذور صورته الذهنية الأسطورية فى أذهان البسطاء من أفراد الشعب. وقد عزا التقرير إلى تضَخُّم الشخصية السُلطَويّة لدى «ستالين» كل المآسى التى حاقت بالشعب السوفييتى وقتها.
تهكم «خروشوف» فى تقريره كذلك على حصيلة النفقات، التى خصَّصَها نظام «ستالين» للدعاية له، وإقامة تماثيله ونُصُبه التذكارية فى عموم البلاد، ذاهباً إلى أن هذا الإنفاق الدعائى تجاوز حصيلة ما أُنفِقَ على أىٍّ من الخطط الخمسية التنمَويّة آنذاك.   
أحدث التقرير ضجةً هائلة، داخل الاتحاد السوفييتى وخارجه، كما أدى للعديد من الانشقاقات الحزبية، وفتح أبواب الانقسامات الحادة فى العديد من الكيانات الشيوعية على مستوى العالم، إلى درجةٍ أفضَت فى النهاية إلى التأزُّم التاريخى الشهير فى العلاقات بين الاتحاد السوفييتى والصين.
لم يقتصر تأثير تقرير «خروشوف» على مجال السياسة فقط، بل تعدّاه ليؤثر على الخطاب الثقافى والإعلامى عموماً؛ وهو ما يتجلى فى كونه سبباً أساسياً لإعادة الانتباه لمصطلح «عبادة الشخصية» Cult of Personality، أو «عبادة الفرد» Cult of the individual واستخدامه على نطاق واسع.
وكان هذا المصطلح قد ظهر فى الإنجليزية لأول مرة فيما بين عامَى 1800 و1850. وخلال تلك الفترة، لم تكن له ظلال سياسية؛ إذ كان أقرب ما يكون إلى تطوير مفهوم «عبادة العبقرية» Cult of Genius، الرائج فى كتابات مفكرى الرومانسية وأدبائها، وخلفائهم من مفكرى العصر الفيكتورى. ولعل أبرز من تطرقوا لشرح تجليات هذا المفهوم هو الكاتب والفيلسوف الإسكتلندى «توماس كارلايل» Thomas Carlyle (1795 – 1881)؛ فى كتابه المهم «عن الأبطال، وعبادة البطل، والبطولة فى التاريخ» On Heroes, Hero-Worship, and The Heroic in History، المنشور عام 1841، والذى تأثر به أديبنا الكبير «عباس العقاد» تأثراً بالغاً، ألهمه تأليف سلسلة «العبقريات» الشهيرة، بعد حوالى قرن من ظهور كتاب «كارلايل».
غير أن الدلالة السياسية للمصطلح ظهرت على يد «كارل ماركس»؛ وتحديداً فى خطابٍ له، أرسله رداً على رسالة ناشط عمالى ألماني، بتاريخ 10 نوفمبر 1877؛ متحدثاً عن نفوره الشخصى من محاولات تبجيله على أيدى المتحمسين له، وهى المحاولات التى سماها Personenkultus، بمعنى «عبادة الشخصية».
كان «خروشوف» إذَن يستثمر فى تقريره تلك المرجعية النظرية المؤثرة، لفيلسوف الاشتراكية الثورية وعرّابها «كارل ماركس»، ليُظهِر مدى التناقض الذى مارَسَتْه سياسة «ستالين»، بالانشقاق عن التعاليم الأصلية للاشتراكية، والوقوع فى خطيئة «عبادة الفرد».     
لكن هذا التحول الجارف فى المسار السياسي، خلال عهد «خروشوف»، لم يؤَدِّ إلى تغييرٍ تام فى الممارسة الحياتية الفعلية، داخل الاتحاد السوفييتى، بالدرجة التى قد توحى بها ظواهر الأمور؛ فسرعان ما أظهر «خروشوف» نفاد صبره أمام المعارضة والمثقفين فى العديد من المواقف. ولعل أشنع المواقف التى كشف فيها «خروشوف» عن وجهه الناقم على المعارضة، تتمثل فى يومَى 1 و2 من يونيو عام 1962، عندما سمح لقوات الجيش بإطلاق النار على عمال بناء القاطرات الثائرين، حين تظاهروا بسبب نقص مستحقاتهم من الطعام والمؤن فى مصنعهم، مما أدى لسقوط 26 قتيل وجرح أكثر من ثمانين شخصاً، فيما عُرِف باسم «مذبحة نوفوتشيركاسك» Novocherkassk Massacre، نسبةً إلى المدينة الموجود بها المصنع.
وينطوى تاريخ هذه المذبحة على دلالة شديدة الأهمية؛ إذ إنها حدثت قبل أربعة أشهُر فقط من إطلاق النحات «إرنست نيزفستنى» صرخته فى وجه «خروشوف» داخل المعرض الفني، المقام فى نوفمبر من نفس العام. كان «نيزفستنى» بالتالى يواجه خطراً حقيقياً، تتحدد نتائجه وفق احتمالات قَدَريّة لا يعلم عواقبها أحد.
غير أن هذا الفنان المتمرد لم يكن يملكُ إلا أن يفعل ما فعل، ليتصرف وفق ما تُمليه عليه طبيعة تكوينه الشخصى ونشأته الاجتماعية معاً. لقد وُلِد «نيزفستنى» ونشأ فى جبال «الأورال»، وكانت المنطقة التى ترَبّى فيها قريبة من المعتقلات المخصصة للمثقفين، مِمَّن كانت تُوَجَّه لهم تهمة (معاداة النظام) خلال عهد «ستالين».
وقد أشار «نزفستني» – فى أكثر من مناسبة - إلى أثر هذه الفترة على وعيِه؛ بقوله: «بدأَت الحرب بالنسبة لى منذ طفولتي، ولم تتوقف أبداً، ولازَمَنى الشعور بأننى فى الخطوط الأمامية على الدوام، إلى أن صار شعوراً مألوفاً».
تَرَسَّخ هذا الإحساس الحاد، بالمواجهة الدائمة والاستنفار المستمر، ووصل إلى مداه الأقصى، حينما تطوع «نزفستني» فى الجيش وهو لا يزال فى السابعة عشرة من عُمرِه؛ حيث أُلحِق فى عام 1942 بفرقةٍ فدائية، تم إسقاطها مَظَلّيّاً خلف خطوط الألمان، لتنفيذ عملية انتحارية، أصيب خلالها برصاصةٍ فى الصدر، لينجو بأعجوبةٍ، بفضل قوته الجسدية، بعد أن ظل طريحاً بين جثث رفاقه لعددٍ طويلٍ من الساعات.
ولم تَخلُ هذه المواجهة مع الموت من فائدة؛ إذ إنها مَنَحَتْه – بخلاف «وسام الشجاعة الأحمر» – ثقة مُطْلقة فى إرادة الحياة، ورغبة غير محدودة فى التغيير، وهو ما جعله على الدوام خارجاً عن السياق العام لمجتمع فنانى الاتحاد السوفييتى، مِمَّن كانوا يتهافتون على كسب رضا مؤسسات الدولة وأجهزة الحُكم، لضمان العيش المستقر ونيل الاعتراف الرسمى بهم، باعتبارهم (فنانين ملتزمين). كان «نيزفستنى» إذَن صوت المقموعين الغاضبين، الذى انفلَت متحدياً «خروشوف»، ومُذَكِّراً إياه بدعوته المزعومة لمحو ثقافة «عبادة الفرد»، وفتح الطريق أمام الحريات والرأى الآخر.
ربما يفسر ذلك – بالإضافة لطبيعة «نيزفستنى» النارية وتكوينه النفسى الصِدامى –الوصف الذى أطلقه عليه منافسوه من الفنانين، وروّجَه خصومُه السياسيون؛ حين وصفوه بأنه يُشبِه (قُطّاع الطُرُق)، لامِزين بذلك مظهره الجسماني؛ إذ كان قصيراً عريض الجسد، ويتمتع بقوةٍ هائلةٍ فى ذراعيه ويديه، كما كانت تعبيراته ولغته الجسدية تفتقر لسِمات التَحَضُّر الشَكليّة.
وبطبيعة الحال، لم تقتصر عداوات «نيزفستنى» على دوائر السياسة فقط، بل تجاوزَتها لتُتَرجِم نفسها فى هيئة صراعات لا تنتهي، ظل يخوضها ضد أهم مؤسستين رسميتين، كانتا تهيمنان على الحركة الفنية السوفييتية بأسرِها، وهما «أكاديمية الفنون الجميلة»، و»اتحاد الفنانين». خلال تلك الفترة، كان الاتجاه الفنى المَرضى عنه رسمياً لدى النظام الحاكم هو «الواقعية الاشتراكية» Social Realism، وهو اتجاهٌ تَبَنَّته الأنظمة الاشتراكية، واستعملته كوسيلة من وسائل «البروباجاندا» السياسية، لنشر أفكارها، والترويج لبرامجها، وتمجيد كبار قادتها.
وقد اتَّسَمَت معظم الأعمال الفنية لهذا الاتجاه بالصَرحيّة والضخامة؛ إذ كانت مُوَجَّهة فى الأساس للعرض الجماهيرى المفتوح، لذا كانت تُصَمَّم لتلائم أبعاد الميادين والساحات، ومساحات جدران العمائر الضخمة والمنشآت الرسمية. كما استمد أغلب هذه الأعمال موضوعاته من تفاصيل الحياة اليومية للعمال والفلاحين، ومشاهد القتال فى ميادين المعارك، فضلاً عن إظهار كبار رجال الدولة فى صور الأبطال الأسطوريين، فى تكوينات تغلب عليها الحماسية الزاعقة والمَلحَمية المصطنَعة، والإفراط فى تصوير الحشود الغفيرة.
وبرغم أن أسلوب «نيزفستنى» تأثر نوعاً ما بسِمات هذا الاتجاه، وبخاصةٍ فى ميل تكويناتِه للحِسّ المَلحَمي، إلا أنه انحاز كثيراً إلى تعاليم المدرسة «التعبيرية» Expressionism، مازجاً إيّاها بما تأثر به من سِمات «التكعيبية» Cubism، التى استقاها من أسلوب مواطِنِه «جاك ليبشيتز» Jacques Lipchitz (1891 – 1973)، والعلاقات الديناميكية بين الكتلة والفراغ، التى وعاها من أسلوب النحات البريطانى الشهير «هنرى مور» (1898 – 1989) Henry Moore.
ونتيجةً لهذا الخروج على التعاليم الرسمية، صار «نيزفستنى» شخصية مُلهِمة للشباب والشعراء وطُلّاب الفنون، دافعاً ثمن ذلك من نقمة الأكاديمية عليه؛ وهو ما بلغ حد إلغاء مسابقةٍ بأكملها، لمجرد فوزه فيها، بتصميمٍ كان قد تقدم به، لتنفيذ نصب تذكارى بأحد ميادين موسكو.
شىءٌ واحدٌ أنقذ «نيزفستنى» من مصيرٍ عبثىّ، كان ليؤدى به فى النهاية لغياهب النسيان، والغريب أن هذا الشيء كان صراخه فى وجه «خروشوف»! لقد كان الأخير يُقَدِّر الرجال الأشداء، ويبدو أن الشبه النفسى والجسدى الذى جمع بينهما، قد أسهَم فى التمهيد لحوارٍ طويل، دار بينهما على أثر الصياح، ليتحول إلى مناقشة فنية تجاوزت ساعة.
وتُجمِع المصادر على «خروشوف» استدار قبل مغادرة القاعة، ليقول لـ«نيزفستنى» – على مَسمَع من الحضور – «اسمع! أنت نوعٌ من الرجال الذين أحبهم! مزيجٌ من ملاك وشيطان. إذا انتصر الملاك فيك فنحن أصدقاء، أما إذا انتصر الشيطان فسأقضى عليك».
وخلال إحدى مناقشاتهما اللاحقة، سأله «خروشوف»: «كيف استطعت أن تتحمل ضغوط الدولة طيلة السنوات الماضية؟!»، فأجاب النحات: «ثَمّة أنواع من البكتيريا، صغيرة جداً، دقيقة جداً، تعيش فى محلولٍ ملحيٍّ مركَّز، لكنها تستطيع أن تقرض حافر الخرتيت». ربما بسبب مثل هذه المناقشات اضطر بعض الأطباء، من المتعاونين مع أجهزة النظام، إلى أن يرفعوا تقارير لـ»خروشوف»، تفيدُ بأن «نيزفستنى» مجنون!  
وقد أدت هذه التطورات إلى انفراجة لاحقة، على مستوى موقف الدولة من فن «نيزفستنى»، وبخاصةٍ بعد تنحية «خروشوف» عن مناصِبه فى 14 أكتوبر 1964؛ فيفوز «نيزفستنى» عام 1968، عن تصميمه المُستَلهَم من زهرة اللوتس، ليُختار ذلك التصميم لإنشاء نصب تذكارى يبلغ ارتفاعه 75 متراً، ويُصبح رمزاً للصداقة المصرية السوفييتية، يرتفع شامخاً على مقربة من السد العالى حتى اليوم.
ولم يكن بالمُستَغرَب أن يقع اختيار أسرة «خروشوف» - بعد وفاته فى 11 سبتمبر 1971 – على «نيزفستنى»، ليتولى تصميم شاهد القبر لفقيدهم القوي، فما يكون منه إلا أن يُبدِع تكويناً من الكُتَل البيضاء والسوداء، تحيط برأس «خروشوف» فى مسطحات متداخلة، وكأنه حبيس رقعة شطرنج متعددة المستويات، وكأنه يترك لزائر القبر تقرير ما إذا كان «خروشوف» خَيّراً أم شريراً، أبيض أم أسود.
تُرى، هل أسهم «خروشوف» نفسَه فى تصميم شاهد قبره؛ حين أوحى لـ»نيزفستنى» بفكرة الملاك والشيطان الموجودان داخل شخصيته؟ ربما. لكن، قد يكون آخر شيءٍ دار بذهن «خروشوف»، حين صاح واصفاً أعمال «نيزفستنى» بـ(الصفاقة) و(الهراء)، أن يأتى اليوم الذى تعلو فيه قبرَه كُتَلٌ من هذا الـ(هراء) الفني، مُحيطةً بمُجَسَّم رأسِه إلى الأبد.