الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البنوك تترك الحجاج «فريسة» للسوق السوداء للعملة

البنوك تترك الحجاج «فريسة» للسوق السوداء للعملة
البنوك تترك الحجاج «فريسة» للسوق السوداء للعملة




كتب – أحمد زغلول


مع دخول موسم الحج يرتفع الطلب على الريال السعودى، فى السوق المحلية، لتوفير متطلبات الحجيج.. ويبرز هنا دور البنوك، كالجهة الرسمية والمسئولة عن توفير الريال (فى ظل توحش السوق السوداء، واستغلال شركات الصرافة) إلا أن البنوك أبت أن تقوم بدورها كاملًا، حيث امتنعت عن توفير الريال لغير عملائها من المقدمين على القيام برحلة الحج، وهو ما يمثل مشكلة للمقدمين على رحلات الحج، وهى مشكلة ليست وليدة هذا الموسم بل إنها تكررت على مدار سنوات ماضية دون حل.
واشترطت كافة البنوك أن يكون للحاج حساب مصرفى مدته لا تقل عن 6 أشهر، وإلا فإنه لن يكون له الحق فى الحصول على القيمة التى حددها أغلب البنوك بنحو 2000 ريال سعودى.
وقال عدد من المقديمن على رحلة الحج إن البنوك امتنعت عن توفير الريال لهم رغم أن كافة الأوراق مستوفاة من التأشيرة وتذكرة السفر، إلا أن المشكلة الرئيسية التى وضعتها البنوك، بحسب شكوى الحجاج، فهى اشتراط البنوك أن يكون للحاج حساب مصرفى مر عليه 6 أشهر، وهو الأمر الذى يصعب تحقيقه مع مواطنين كبار السن من الأرياف وغيرها من المناطق ليس لديهم أى حسابات مصرفية، ولم يترددوا على بنوك من قبل.
وأوضحوا أنه لو كانت الرغبة من جانب البنوك أن يتم زيادة عدد العملاء، من خلال فتح حسابات لكافة الراغبين فى أداء فريضة الحج، فهذا من حقهم، لكن هذا ينتفى لأنهم يرفضون أن يقوم الذين لا يملكون حسابات مصرفية بفتح حسابات جديدة من أجل الحصول على الريال، مشترطين أن تكون مدة الحساب على الأقل 6 أشهر.
وفى ظل ذلك طالب كثيرون من المقدمين على رحلة الحج، والذين فشلوا فى الحصول على الريال من البنوك، حتى الآن، بضرورة أن يقوم البنك المركزى بالتشديد على البنوك لتوفير الريال السعودى للحجاج، حتى إن لم يكونوا عملاء لأن هذا حقهم على الدولة، موضحين أنه من الممكن أن توفر البنوك الريال للحجاج الذين يقومون للرحلة للمرة الأولى، وأن يكون الامتناع عمن يقوم بتكرار رحلة الحج، ويقوم بأكثر من عمرة فى العام، إن كان الأمر يتعلق بأزمة فى توفير العملة.
وارتفع سعر الريال السعودى فى السوق السوداء ليقترب من 3 جنيهات و40 قرشًا، فى الوقت الذى يبلغ فيه السعر الرسمى نحو جنيهين و36 قرشًا.
وقال مدير قطاع التجزئة فى أحد البنوك العامة، إن شرط أن يكون للحاج حساب مصرفى لا يمكن التغاضى عنه، موضحًا أن البنك لا يستطيع الوفاء بكافة طلبات الراغبين فى القيام برحلة الحج.
من جانبه قال د.هشام ابراهيم، الخبير المصرفى واستاذ التمويل بجامعة القاهرة، إن المشكلة متكررة منذ سنوات، والبنوك تقوم بتوفير الريال لعملائها فقط، لافتًا إلى أن هناك بنوكاً لا توفر سوى 500 ريال فقط لعملائها، فى حين تقوم أخرى بتوفير 2000 ريال، قائلًا: بطبيعة الحال سيلجأ الحاج للسوق الموازية لأن القيمة التى يحصل عليها من البنوك ضعيفة.
وأكد «هشام ابراهيم» أنه من الضرورى أن يقوم البنك المركزى بإصدار تعليمات للبنوك بتوفير الريال لجميع المقدمين على رحلة الحج، مشيرًا إلى أن حصة مصر فى موسم الحج 70 الف حاج، قائلًا: هناك حجاج قرعة، وهؤلاء لابد من توفير الريال لهم دون تأخير لأن ملائتهم المالية محدودة ولن يستطيعوا الشراء من السوق السوداء، وهناك حجاج الجمعيات أيضًا لا بد من توفير الريال لهم، كما أن هناك من يقومون بالحج السياحى، وهؤلاء ليس لديهم مشكلة فى توفير الريال سواء من البنوك أو السوق الموازية.
وقال ابراهيم: على البنك المركزى أن يطرح جزءًا من عطاء اسبوعى بالريال حتى يتم الوفاء بمتطلبات الحجاج على أكمل وجه، لأن هناك من يعانون من أجل الحصول على الريال من السوق السوداء.
وشدد الخبير المصرفى على ضرورة أن تغلّب البنوك المصلحة العامة على مصالحها ومصالح عملائها، خاصة فيما تحصل عليه من عملة أجنبية فى عطاءات البنك المركزى، موضحًا أن البنوك دائمًا ما تغلب مصلحة عملائها، وما تحققه من مكسب، فى حين أنها لابد من أن تغلب مصلحة البلد، من خلال توفير النقد الأجنبى لمتطلبات هامة وماسة، وليس لعملاء هامين.