السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوجع يضرب «مرضى الطود».. و«الصحة» لا تفعل شيئًا

الوجع يضرب «مرضى الطود».. و«الصحة» لا تفعل شيئًا
الوجع يضرب «مرضى الطود».. و«الصحة» لا تفعل شيئًا




الأقصر - أسماء مرعى

 

مأساة حقيقية ومعاناة يومية وموت قاب قوسين أو أدنى، يواجه مرضى الفشل الكلوى بمدينة الطود لتنقلهم بين مستشفيات الأقصر لأخذ جلسات الاستصفاء الدموى «الغسيل الكلوى» منذ 3 سنوات، بعد إزالة مبنى مستشفى العديسات المركزى لتطويره منذ عام 2014، وعدم الانتهاء من عمليات الإنشاء حتى الآن بعد أن كان من المقرر افتتاح المستشفى نهاية العام الماضى بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة.
فمستشفى العديسات المركزى تم إنشاءه على أساس أنه مستشفى قروى فى عام 1957 على مساحة 5 أفدنة، ثم تحول إلى تكاملى حتى عام 2008، فى عهد حاتم الجبلى، وزير الصحة السابق، الذى أصدر قرارا يحمل رقم 344، الذى جاء بموجبه تحوله إلى مستشفى مركزى، ليعمل بقوة 45 سريرا، فضلا عن أنه فى عام 2013 قامت وزارة الصحة باعتماد ميزانية تقدر بـ120 مليون جنيه لإزالة المبنى القديم وتطوير المستشفى، لكن سرعان من توقفت عمليات الإنشاء، لوجود مشكلات فى الصرف الصحى بالمدينة ثم عادت مرة أخرى.
«أنا مش عايزة حاجة غير المستشفى تشتغل ونرجع نتعالج فيها.. أنا بموت من التنقل بين المستشفات لأخد الجلسات».. بهذه الكلمات عبرت رفاعية محمود، مريضة بالفشل الكلوى، عن معاناتها وأملها فى سرعة الانتهاء وافتتاح مستشفى العديسات بحرى بالطود جنوب الأقصر، حيث إنها تعيش فى ألم ومعاناة شديدة بسبب تأخر افتتاح المستشفى، خاصة أنها تضطر للسير مسافة 25 كيلو مترا للذهاب إلى مستشفى الأقصر العام، وذلك 3 مرات أسبوعيا لأخذ جلسة الغسيل الكلوى.
وتشير إلى أن مستشفى البياضية رفض استقبال حالات الغسيل الكلوى، مشيرة إلى أنها تذهب من الثامنة صباحا وتنتظر بالساعات حتى يأتى دورها للدخول لغرفة الغسيل الكلوى، التى تستمر فيها قرابة الـ3 ساعات، حيث تخرج منها بآلام ومضاعفات صحية غير مسبوقة، منوهة إلى أنها تكون فى أمس الحاجة إلى الراحة، لكن سرعان ما تبدأ رحلة العودة 25 كيلو مترا للوصول إلى منزلها.
وبصوت حزين متقطع، ووجه أصفر شاحب، يرسم الحزن ملامحه، ويفقده المرض طلته، يشرح عبدالرحيم مرتضى، مريض الفشل الكلوى، معاناته داخل مستشفى الأقصر العام، فيقول: «إنه لا يوجد أدنى اهتمام بالمريض داخل المستشفى فالمكان غير آدمى، لا يصلح للعلاج، فضلا عن عدم وجود طبيب متخصص وترك المرضى يصارعون الموت على فراش المستشفى دون أن يهتم أحد، منوها إلى أنه يتعرض لمضاعفات صحية وشعور بإعياء شديد نتيجة التنقل والانتظار بالساعات حتى أخذ الجلسات، مطالبا المسئولين بضرورة الانتهاء من إنشاء وفتح قسم الغسيل الكلوى بمستشفى العديسات المركزى على وجه السرعة ليرحم المرضى من معاناة الانتظار إلى جانب «مرمطة الطريق».
وتلفت فاطمة محمد، مريضة بالفشل الكلوى، منذ 5 سنوات، ويبدو على وجهها آثار التعب والإرهاق، ورغم ذلك تذهب إلى مستشفى الأقصر العام فى الصباح الباكر، حيث تستقل السيارة التى خصصها الأهالى لنقل المرضى بدلا من التنقل بين وسائل المواصلات، مشيرة إلى أنها تعود للمنزل فى وقت متأخر، حيث تمكث أكثر من 8 ساعات فى المستشفى ما بين آلام الانتظار ومضاعفات الجلسات والتنقل والمواصلات، لكن كل ذلك يمكن الانتهاء منه فور الانتهاء من استكمال القسم الكلوى بمستشفى العديسات، الذى سيرحمهم من الانتظار طيلة النهار وصعوبة المشوار».
ويصف محمد عبدالرحمن، حالة زوجته المريضة بالفشل الكلوى أيضا، التى استسلمت لمرض لا يعرف للرحمة عنوان، فسلبها قواها وحرمها «حق العيش كإنسان» وأصبحت جليسة كرسى متحرك لمدة 17 عاما، فيقول: «إنها تتعرض لمضاعفات صحية وارتفاع حاد فى درجة الحرارة، قبل استكمال جلسة الغسيل الكلوى بمستشفى الأقصر العام، مشيرا إلى أنه يبحث عن طبيب متخصص داخل المستشفى لينقذ زوجته ويخفف من معاناتها فلا يجد إلا ممارسا عاما يقوم بإعطائها بعض المحاليل ويتركها تصارع الموت البطىء».
ويشير عبدالرحمن إلى أن أهالى قرية العديسات، يتكفلون بالمصاريف المادية للمرضى، حيث يقومون بتأجير سيارات أجرة، لنقل حالات الفشل الكلوى من وإلى المستشفى العام بشكل يومى بعدد 3 مرات فى الأسبوع لكل مريض، مشيرا إلى أن معظم المرضى غير قادرين على السير على الأقدام أوالتنقل بين المواصلات، خاصة أن المرض أنهكهم وأتعبهم وأفقدهم قوتهم وصلابة أجسادهم.
ويضيف عبدالمنعم نور، ناشط اجتماعى بالعديسات: إن الأهالى تنتظر افتتاح المستشفى بفارغ الصبر، حيث أصبح افتتاحه حلمهم المنشود الذى طال انتظاره 3 سنوات، فضلا عن أن المستشفى يوجد فى موقع استراتيجى متميز فى منتصف المسافة بين الأقصر وإسنا، حيث تقع على الطريق الزراعى السريع «أسوان - القاهرة» ما يجعله الأقرب لحالات حوادث الطرق عن باقى مستشفيات الأقصر، لافتا إلى أن المستشفى سيخدم أكثر من 200 ألف نسمة، وطلاب 30 مدرسة بقرى مدينة الطود المكونة من 14 نجعا، إلى جانب قرى الشمال الشرقى لمدينة إسنا «الشعب المعلا الدبابية».
ويشدد عبدالصبور سلطإن، أحد الأهالى المتضررين، على ضرورة تفعيل إعلان الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، أثناء زيارته للمستشفى الشهر الماضى، بإنشاء طابقين علويين آخرين، لتقديم خدمة التأمين الصحى لأهالى المدينة لمعاناتهم، وتعدد شكواهم من تلقى خدمة التأمين الصحى بالعيادة الشاملة الواقعة وسط المحافظة، مطالبا بتفعيل قرار نقل السنترال الواقع داخل حرم المستشفى فى المنطقة المخصصة لإنشاء مدخل الطوارئ إلى منطقة أخرى حتى لا يعيق حركة السيارات فى الدخول والخروج، ناهيك أنه من المقرر أن تستلم مديرية الصحى المستشفى فى أواخر شهر مارس من عام 2017، فور الانتهاء من جميع التشطيبات، طبقا لتصريحات مسئولى مديرية الصحة بالأقصر.