الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ذكريات الجوافة» رحلة فى عالم جورج البهجورى

«ذكريات الجوافة» رحلة فى عالم جورج البهجورى
«ذكريات الجوافة» رحلة فى عالم جورج البهجورى




كتب ـ إسلام أنور


صدر حديثًا عن دار الثقافة الجديدة كتاب «ذكريات الجوافة.... رسم على رسم» للفنان الكبير البهجورى، يجمع الكتاب بين سحر الكلمة وروعة الصورة، متتبعًا السيرة الذاتية للبهجورى ورحلته الطويلة والممتدة مع الفن التشكيلى داخل مصر وخارجها، وعمله بالصحافة وترحاله وصداقاته مع كبار رموز الفن التشكيلى والكاريكاتير والأدب والسياسة.
يرصد الكتاب رحلة البهجورى منذ ميلاده فى الأقصر ثم تنقله بين المنوفية والقاهرة، حيث التحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج فيها عام 1955، وينتقل بعد ذلك لهجرته إلى باريس منذ 1970 ونهاية التسعينيات، قبل أن يعود ليستقر مرة أخرى فى القاهرة.
يفتتح البهجورى كتابه بالحديث عن ميلاده وفقده للأم فى عامه الأول وزواج أبيه من أخرى وانتقاله للعيش فى القاهرة بعد منوف والأقصر وقريته بهجور، يقول البهجورى عن شعوره بفقد والدته «ثقة عجيبة بداخلى أننى سألتقى بها يوما فى الحياة صدفة أو غير صدفة، لأنى أؤمن بسذاجتى الطفولية بأن الأرواح لا تنتهى ولكن الأجساد تتغير أو تتبدل حتى آمنت بالبعث فى طائر أو نبات أو شجرة أو سحابة أو عاصفة أو ربما حيوان طيب».. ينتقل البهجورى من ذكريات الصبا والبيت الذى زرع فيه أبيه شجرة الجوافة إلى شقاوة الطفولة فى الدراسة والمدرسة وحبه للغة الإنجليزية والأصدقاء الأجانب الذين يراهم مع أبيه فى القرية والبيت والكنيسة، ثم لحظة اكتشاف الأهل مهارته فى رسم الوجوه بأسلوب جديد ليكون ضيفا فى سهرات الأغنياء ليرسم أجواء تلك السهرات.
وعن مرحلة شبابه وبزوغ نجمه والدور الذى المهم الذى مجلة روزاليوسف فى حياته يقول البهجورى «أنا ابن ثورة عبد الناصر فى الخمسينيات، عشت العصر الذهبى لمصر حتى الستينيات والسبعينيات، وتألقت كرسام كاريكاتير فى مجلة روز اليوسف، قدمتنى السيدة «روز اليوسف» واحتضننى ابنها «إحسان عبدالقدوس»، كونت مدرسة خاصة فى الرسم بعد «صاروخان» و«رخا» و«عبد السميع» و«زهدى» وارتبطت رسومى برسوم «حجازى» و«رجائى» و«جاهين» و«بهجت».
وعن سر أختيار هذا العنوان يشير البهجورى إلى أن حديقة منزله كانت تضم أكثر من خمس أشجار من الجوافة، ومن هنا جاء أختيار ذكريات الجوافة لتكون عنوان لرحلته مع الفن والحياة، وفى هذا السياق يقول البهجورى فى كتابه «لو وصلت إلى الفرندة فى نهايتها ستفاجأ بأجمل شجرة جوافة فى حياتك إذ أنك تصبح على الفرندة كأنك واحد منهم. الجوافة عندما تقضمها تتذوق الطعم الوردى الداخلى.. لو صعدت إليها لأصبح لك منتصفها تماماً. لأنك إذا عبرت الخطوة الأولى ارتفاعاً إليها ستفاجئك صينية القلل الجميلة حيث تبقى وسط الشجرة على هامش الشجرة الكبيرة. هو اللون والشكل الجميل والارتفاع أيضاً كأنك تتسلقها فعلاً. فأنت عندما تصل إلى مجموعة القلل المثلجة ستجد لها أغطية نحاسية جميلة كالمعتاد ويضاف إليها تذوق حبة الجوافة وعندما تفتحها تجد لها لوناً زاهياً جميلاً هو لون الورد»..يضيف «لو صعدت أيضاً بعد القلل الموجودة فى زاوية معينة أنك تستطيع وأنت واقف أن تأكل الجوافة الوردية وتشرب الماء المثلج طبيعياً دون أية ثلاجة، ولو صعدت بعد ذلك ستدخل فى الفروع الغليظة حيث تستطيع أن تجد مكاناً للجلوس بين فرعين على درجة من النمو وزحام أوراق الجوافة الخضراء وليس لك وقت للهبوط تستطيع أن تحمل كراستك للرسم معك وتبقى اليوم بأكمله ترسم أو تقرأ أو تكتب، ولو جاء فكرة التفكير فى مشكلة. تبقى الجوافة والعنب والليمون والنعناع هى أجمل الطرق للتفاهم بينها. شجرة الجوافة تضفى إلى الذهن أفكاراً جديدة للإبداع والرس».
ويبدى جورج البهجورى فى ختام  «ذكريات الجوافة» حزنه لما وصل إليه فن الكاريكاتير فى مصر الآن مبينًا أن حالة الكاريكاتير فى الصحافة المصرية تعانى بشدة.