مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة.. «سمك.. لبن.. تمر هندى»

 كتب ـ إبراهيم المنشاوى


برك ومستنقعات.. روائح كريهة.. ضحايا مهددون بالإصابة بالأمراض.. شوارع تغرق فى الوحل.. هذا حال «جلال أبوطالب» و«أحمد عبدالفتاح» بكعبيش فى طوابق فيصل، خلف نادى 25 يناير، بمحافظة الجيزة، حيث إن مياه الصرف الصحى تغرق الشوارع ولا يستطيع الأهالى الخروج من منازلهم، ورغما من تحرير أكثر من شكوى إلى السادة المسئولين بشركة المياه والشرب والصرف الصحى، التابعة لها المنطقة، إلا أن الأمر يزداد من سيء لأسوأ، خاصة أن طفح المياه زاد عن الحد، وارتفعت مستوياته لدرجة أنها غمرت معظم المنازل الكائنة فى الشارع المذكور بشكل غير آدمى، الأمر الذى تستحيل معه المعيشة.
تلقت «روزاليوسف» شكاوى عديدة بشأن تقاعس شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى إنهاء المهزلة بـ«فيصل».
بداية يقول محمد عامر، موظف، من أهالى كعبيش: إننا قطعنا شوطا كبيرا فى إعلام مسئولى الشركة بالحياة المآساوية التى يعيشها الأهالى، وذلك لسرعة التدخل وإيجاد حل لتلك الأزمة، حيث إننا بدأنا بتقديم شكوى ضد المحطة 6، لشركة الصرف الصحى بالمريوطية، لكنها لم تلتفت سوى بعد أن كاد أن يتفجر إثر تقاعسهم بعد ثورة غضب، فتواضعت وأرسلت اثنين من العاملين، وبحوزتهما بعض الأدوات البدائية لتطهير تلك البالوعات.
ويتابع عامر: إننا تعجبنا من من الآلات التى أحضروها للتعامل مع مشكلة الصرف الصحى، فضلاً عن أنهم أفادونا بأن سبب المشكلة يرجع إلى الشبكة الرئيسية بالمنطقة، علما بأن الشبكة الرئيسة فى شارع الترابيع لا يوجد بها أى مشكلة فى الوقت الحالى، خاصة أن الأهالى قاموا بفتح إحدى البالوعات بها ولم يجدوا بها أى انسدادات أو رواسب، مستنكرا قيام الموظفين بترك الجمل بما حمل، حيث إنهما اصطحبا أدواتهما وفرا هاربين تاركين خلفهما روائح كريهة بسبب غرق الشوارع فى البرك والمستنقعات.. ويلفت كمال أحمد، أحد المتضررين، إلى أن أهالى المنطقة لم يجدوا حلا وضافت بهم السبل، فذهبوا إلى اللواء طارق، رئيس مصلحة المياه والصرف الصحى بمنطقة بين السرايات، الذى التقى المتضررين واحتوى غضبهم، الأمر الذى جعلوا أن الأزمة ستنتهى بعد توزيع الابتسامات على الحضور من قبل رئيس المصحلة، منوها إلى أنه تم وضع الشارع على خارطة الحياة من جديد، خاصة بعد أن ذهبوا إلى الموظفين ذات المناصب الإدارية الأدنى من قبل محاولة منهم فى إيجاد حلا جذريا للمشكلة، إلا أنهم أفادوهم بأنه لابد من سداد بعض المصروفات التى تقدر ما بين 1000 وحتى 5 آلاف جنيه، وذلك لربطهم بالمشروع الجديد المنشئ فى شارع كعبيش بنفس الحى، وبالتالى يتولون عملية الإشراف عليه.. وتشير الحاجة أم سعيد، أحدى القاطنات بمنطقة كعبيش، إلى أنهم استنكروا التصريحات والنصائح التى قدمها لهم الموظفون، ناهيك أنهم توجهوا إلى اللواء طارق ليتساءلوا: كيف نملك عدادات مياه قانونية ومازلنا خارج إشراف أى جهة تابعة لتلك الشركة؟ خاصة أنه سبق أن تم وعدنا بإرسال متخصصين لعمل اللازم بربطنا على المشروع الجديد عبر مد شبكة الشارع لقرابة 120 متر بالمشروع الجديد المنشأ فى كعبيش، إلى جانب إرسال عربات شفط المياه وعربات «النافورى» لتطهير البالوعات، ويقول صلاح عبدالمحسن، أحد المتضررين: لم نيأس وعاودنا مرة أخرى إلى مصلحة المياه والصرف الصحى بمنطقة بين السرايات، التى أفادتنا بأن الورق المطلوب تم نقله إلى المهندس سامى عبدالملاك المسئول عن مشروع مد شبكة الشارع إلى المشروع الجديد بكعبيش، ثم التقينا المهندس مصطفى، نائب رئيس شركة المياه والصرف الصحى بالوراق، الذى تعهد بأنه سينهى الكارثة من خلال إرسال عددا من المتخصصين لإجراء العملية الفنية المطلوبة، مستنكرا تقاعس محافظ الجيزة ورئيس حى الهرم.
ويضيف محمود حسنين، من سكان المنطقة: بالفعل وبعد ٢٠ يوم من المعاناة وصل أخيرا المتخصصين لربط الشارع على الشبكة الجديدة، مستنكرا استخدام القائمين على عملية التنفيذ وربط الشوارع يستخدمون معدات بدائية للحفر، رغم أن المدة المحددة للانتهاء من المشروع لم تتجاوز بضعة أسابيع، فكيف لهم الالتزام بالمواعيد المحددة؟!، منوها إلى أن الأهالى قاموا بجمع تبرعات من القاطنين بالشوارع المتضررة لاستئجار حفار آلى لإنجاز المشروع ـ بتكلفة ألف جنيه عن كل يوم ـ بعد علمهم بأن الحفار الخاص بهم معطل.
يذكر أن الأهالى كانوا قد تضرروا فى وقت سابق، من أن مياه الشرب تختلط بمياه الصرف الصحى، الأمر الذى يدفع السكان لشراء مياه معدنية وتحملهم تكلفة لا طاقة لهم بها فى الوقت الذى فيه جميع الأسر محدودة الدخل، ناهيك أنهم منطقة «كعبيش والترابيع» بطوابق فيصل، طالبوا المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، واللواء كمال الدالى، محافظ الجيزة، ورئيس حى الهرم، ورئيس شبكة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة، بعد وصول غرق عدد من الشوارع الشوارع  فى الصرف الصحى، واستمرار معاناة الأهالى يوميًا بسبب الإهمال الشديد فى المرافق وتفاقم المشكلات وعدم توفر أى مقومات للحياة الآدمية والامتناع عن التواصل مع المواطنين واستمرار الأزمة.
يشار إلى أن المهندس حنفى محمد حنفى، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة، أكد أن منطقة الطوابق من ضمن المناطق التى ستدخل ضمن منظومة تطوير الشبكات وإعادة هيكلتها مرة أخرى، وسيتم عمل تحسين للشبكة بشارع «فوزى» لحل أزمة كبيرة بالمنطقة.