الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حج المصريين.. ذنب فى رقاب المسئولين!!

حج المصريين.. ذنب فى رقاب المسئولين!!
حج المصريين.. ذنب فى رقاب المسئولين!!




محمد عبدالشافى يكتب:

■ بدأت الطائرات المصرية والسعودية تحمل أفواج الحجيج محلقة إلى الأراضى المقدسة لأداء مناسك الحج لهذا العام 1437هجرى،  2016 ميلادى، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم حجهم وأن يرفعهم به إلى مراتب الأبرار والشهداء والصديقين فى جنات عرضها كعرض السموات والأرض أُعدت للمتقين.
■ أصبحت رحلة أداء مناسك الحج كابوساً يؤرق المواطن، وحلماً صعب المنال يمكن ان يحصل عليه فى عمر السبعين عاماً، حين لا يقوى على اداء تلك المناسك فنراه على شاشات التليفزيون فى يوم عرفة يؤديها بمساعدة شاب هندى او ماليزى ذلك لأن اسعار الحج فى الهند أو ماليزيا تتيح لهذا الشاب أن يذهب إلى الحج فى ريعان شبابه أما أسعار الحج فى مصر فهى تبعد عن أيدى الشباب بعد الشمس عن الارض لذا نرى الشاب الإندونيسى يقف إلى جوار العجوز المصرى فى صحن الكعبة أما عن اسباب ذلك فهى تتلخص فى الاَتى:
أولاً: التكلفة: فمثلاً تكلفة رحلة اَداء مناسك الحج لمواطن هندى تبلغ 84 الف روبية تعادل 1000 دولار أمريكى  بينما تكلفة الحج فى باكستان 200000 روبية تعادل 2200 دولار ومثلهما ماليزيا وأندونيسيا والفلبين وفيتنام وفنلندا ومعظم دول جنوب وشرق اَسيا، وايضاً دول أمريكا الجنوبية، بل والأكثر من ذلك نجد أن هذه الدول تساعد مواطنيها فمثلاً وزارتا الحج فى دولتى إندونيسيا وماليزيا تقوما بتوفير نفقات الحج للمواطنين عبر صندوق تأمين اجتماعى ـ شعبى تموله الحكومة فى الدولتين، ثم يقوم المواطن بأداء قسط شهرى لهذا الصندوق ومن مجموعة المبالغ المتوفرة بالصندوق تقوم الوزارة بتوفير نفقات السكن والمواصلات والتغذية للحاج طوال رحلة الحج، أما فى مصر فحدث ولا حرج، فإن تكلفة رحلة الحج تبدأ من 30000 جنيه، وتتدرج حسب مزاج شركة السياحة أو حسب مزاج الوسيط بينها وبين الموطن لتصل إلى 45000 وأكثر
ثانياً: نظام الحج: فى الدول التى ذكرتها يقوم النظام هناك على القرعة أو الحج المفتوح، ولكن العادل الذى يخضع للرقابة الصارمة من جانب الدولة بحيث يأخذ كل مواطن حقه ويؤدى حجه دون أن يتعدى على حق الاَخرين ولا يمكن لأى شركة سياحة أن تستغله أما فى مصر فهناك خناقة وردح على أعلى المستويات بين شركات السياحة ورجال الأعمال فى مجال السياحة وغرفة السياحة والوسطاء حول نظام الحصص ونظام القرعة.
(1) نظام الحصص: هو أن تمنح الدولة لكل شركة حصة محددة من التأشيرات ملكاً للشركة تتصرف فيها كيف تشاء وبالتالى هذا يؤدى إلى إرتفاع الأسعار لتصل إلى40000 جنيه وأكثر وبالتالى المتاجرة بالمواطنين والذى يدفع أكثر تكون التأشيرة من حقه ويضيع الفقير.
(2) نظام القرعة: وهو يحقق هامش ربح مستحق لشركة السياحة وفى نفس الوقت يضمن قيام المواطن بأداء الحج وبأسعار مناسبة وهو ما تؤيده الدولة والمتبع فى كل دول العالم، لكنه يفتقد إلى الرقابة من جانب الدولة قبل إغلاق التقدم والإعلان عن القرعة إضافة إلى ضرورة ربط أنظمة وزارات السياحة والداخلية والتضامن بالرقم القومى، بحيث يتقدم المواطن لجهة واحدة وفى حالة عدم التمكن من ذلك يتم إجراء قرعة الثلاث وزارات فى يوم واحد وكذلك ضرورة تغيير الجهة التى كانت مسئولة عن قرعة وزارة السياحة وفى النهاية التأشيرة هى حق للمواطن فقط وليس لشركة السياحة.
(3) حج الإنتر نت: هناك عدد كبير من الخبراء ورجال الأعمال الذين يعملون فى مجال السياحة يتخوفون بشكل كبير من حج الإنترنت كما يسمونه حيث يتوقعون وقد يكون ذلك العام القادم، أن المواطن يستطيع ان يحصل على تأشيرة الحج من مكتب سعودى مباشرة عن طريق الإنترنت من خلال جهاز او موقع يسمونه بوكينج دون اللجوء لشركات السياحة.
■ فى هذا العام فاجأتنا أسعار الحج بهذا الإرتفاع الجنونى الغير متوقع، والذى يثقل كاهل من ينوى تأدية المناسك هذا العام فحج الفقراء أو ما نسميه بالحج الإقتصادى إرتفع من 22000جنيه للحج البرى العام الماضى إلى 31000 جنيه هذا العام، بينما الحج الجوى فقد قفز من 29000 جنيه إلى 39000 جنيه، أما الحج السياحى فقد وصل إلى 70000 جنيه، أما تذكرة الطيران فقد قفزت من 4000 جنيه من شهر واحد إلى 9000 جنيه الاَن، وبالطبع لا نعرف المسئول عن هذا الارتفاع الجنونى! هل هى غطرسة وجبروت الدولار، بعد تزايدة الرهيب وقلب موازين كل شيء؟ أم هو جشع التجار «أصحاب شركات السياحة» دون رادع أو رقابة تحيدهم عن ذلك؟
■ أخيراً هناك تأشيرات تهديها السعودية إلى نقابات ومؤسسات وهنا يُطلب من المواطن عدد من الأوراق من بينها شيك المطوف الذى يُصرف لحساب مجموعة الوكلاء الموحدة بالسعودية، هذا الشيك قيمته 1070 ريالاً سعوديًا يقوم المواطن بشراء الريال من السوق السوداء بمبلغ 350 قرشاً، فى حين أن سعره فى البنوك ومكاتب الصرافة يبلغ 238 قرشاً، لكنه غير متواجد ومحجوب، إضافة إلى أن البنوك تمتنع عن صرف ريالات على التأشيرة لأى مواطن ليس له حساب مفتوح لديها، ومرّ عليه على الأقل 6 شهور، وبالتالى يدوخ المواطن فى الحصول عليه من تجار السوق السوداء الذين لا يرحمون، ونتيجة هذه الأزمة إضطر 222 مواطنًا إلى الاعتذار عن السفر لأداء مناسك الحج هذا العام، كما يطلب منه تذكرة الطيران ثم يسافر بمفرده ليبحث عن مسكن بأسعار باهظة أو يختار النوم فى الشارع أو أعلى الكوبرى أو أن يبحث عن شركة للتعاقد معها قبل السفر ويدفع الطاق طاقين.
■ تلك معلومات قليلة من كثير، توصلت إليها، وهذا هو وضع الحج المصرى وهذا هو حال الحاج المصرى يذوق الأمرين، ولماذا؟ هل من أجل بيزنس أو سبوبة يكتسب منها ملايين الجنيهات؟ كلا وألف كلا، بل من أجل أن يؤدى فريضة ليكمل أركان دينه، فهل هذا يرضى الله ورسوله؟ أترك لكم الإجابة.