الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السلامونى.. تاريخ الإخلاص المهنى

السلامونى.. تاريخ الإخلاص المهنى
السلامونى.. تاريخ الإخلاص المهنى




يكتب: د.حسام عطا
حسنا فعل المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة د. مصطفى سليم عندما كرم الأربعاء الماضى 31 أغسطس 2016 بمركز الهناجر للفنون أيقونة الإخلاص المسرحى المهنى الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلامونى (المولود فى مصر1941) والذى ظل عمره كله يمارس فعل الكتابة، وإنحاز كعلامة بارزة فى جيل السبعينيات المصرية للتاريخ والتراث، وإن كان قد بدأ عمله المهنى مبكرا بالإتقان البنائى المسرحى والإحكام فى الصياغة ودقة رسم الشخصيات كما فى مسرحيته المبكرة ذات الفصل الواحد الشاردة عن عالمه الأساسى (تحت التهديد) بواقعيتها النفسية الكثيفة، إلا أن ارتباطه بالقضايا السياسية والوطنية لم يفارقه، حتى فى عمله المكتوب خصيصا للقطاع الخاص سواء فى المليم بأربعة والتى عالج فيها قضية الإتجار باسم الدين فى واقعة توظيف الأموال الكبرى، أو علاقة الفن بالإرهاب فى بحبك يا مجرم.
والرجل المولود بمحافظة دمياط نال دبلوم المعلمين العامة 1959، ليسانس فلسفة من كلية الآداب بجامعة عين شمس 1968، عين مدرسا 1959، انتدب إلى إدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية 1972، ثم مدير عام المسارح بهيئة قصور الثقافة.
ولاشك أن من عمل مع الرجل عن قرب وسعد بصحبته واقترب من إنسانيته المفرطة وإخلاصه المهنى الممتد لزملاء المهنة، يدرك أننا أمام حالة مسرحية إنسانية لم تنفصل عن فكرة التدريس التى بدأ حياته بها، ولا عن اهتمامه بالفلسفة، وولعه بالتراث والتاريخ، هذا الاختيار المهنى هنا للكتابة ما هو إلا استمرار لهدف نبيل هو صنع الاستنارة والاعتناء بالبشر، وهو واحد من جيل صنع خلال عمله بالثقافة الجماهيرية قيمة ومعنى لدور مهم كانت تحققه فعلا نبيلا، بقدر كبير من الاحترام والخلق الرفيع، حيث الإنتاج المسرحى حالة تحدث كما تدار المدارس العليا بنظار من طراز رفيع، حيث لم ينفصل سلوك أبوالعلا السلامونى عن أفكاره وهو يدير الإنتاج المسرحى المتعدد فى كل أنحاء مصر أدبا وحزما وإدراكا لقيمة وجهد الزملاء المسرحيين، وقد سعدت بعملى معه فى تلك الفترة، كما سعدت بزمالتى له بلجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وكان السلامونى الأكثر دأبا وحرصا وأدبا والتزاما كنموذج لحضرة الأستاذ الكاتب المحترم، برقة وإنسانية وبساطة، كان دائما منحازا لكل ما هو حقيقى ومناصر للإنسان، وهو ككل الكتاب الكبار يحب شخصياته المسرحية وإن استلهم معظمها من التراث والتاريخ متفاعلا مع الواقع مهتما من خلالها بقضيته الأثيرة ألا وهى علاقة السلطة بالجماهير، هكذا كانت شهادتى عنه بحفلة تكريمه وسط محبة المسرحيين له من مختلف الأجيال.