الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مراكز الدروس الخصوصية بالمنيا تتحدى الغلق

مراكز الدروس الخصوصية بالمنيا تتحدى الغلق
مراكز الدروس الخصوصية بالمنيا تتحدى الغلق




المنيا - علا الحينى

إلغاء الدروس الخصوصية، وغلق السناتر، حلم تطمع وزارة التربية والتعليم فى تحقيقه، حيث إنها لم تجد طريقا له فى الواقع الفعلى، رغما من الحرب الوهمية التى تشنها وزارة التربية والتعليم على أوكار الدروس الخصوصية فى  جميع المحافظة، خاصة محافظة المنيا.
وبحسب تصريح للدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم السابق، أثناء زيارته لمحافظة المنيا العام الماضي، قال: إن هناك 1250 مركزا للدروس الخصوصية بالمنيا وسيتم طرح عدة بدائل للقضاء على تلك الأوكار، منها إعطاء محاضرات ولأول مرة يقوم الطالب باختيار المواعيد ويتاح له 4 مدرسين يختار منهم المدرس الذى يتناسب معه، مع أداء امتحان تجريبى يركز على مستويات التقدير للطالب ثم الانتهاء بحل بنك الأسئلة.


لكن شتان أن تتحقق تلك التصريحات الوردية التى يتجمل بها المسئولون فى وسائل الإعلام، حيث إن تلك الخطوات لم تجد الصدى المطلوب، وفى تحد واضح للوزارة قام مدرسو السناتر بالمنيا ببدء العام الدراسى الخاص بهم منذ منتصف شهر أغسطس، وبدء الحجز من منتصف يوليو، فى إشارة واضحة لتحدى قرارات الحرب على الدروس الخصوصية.
والمعاناة الأكبر هى شكوى الأهالى من رفع المدرسين لقيمة الدروس الخصوصية كخدمة مقدمة من المدرس للطالب مقابل مال مثلها مثل باقى أسعار الخدمات والسلع التى ارتفع سعرها أيضا، ما أنهك كاهل الأسر المنياوية التى اضطرت للحجز لأبنائها لدى هؤلاء المدرسين الذين لا يعرفون للرأفة والرحمة طريقا.
وما يؤكد معاناة المواطنين تصريحاتهم بأنهم يقتطعون مبالغ كبيرة من ميزانية أسرهم وبعضهم يضطر لأن يحرم نفسه من أشياء ضرورية للحياة من أجل تعليم أولادهم ومستقبل أفضل لأبنائهم، مؤكدين أنه لن يتحقق لأبنائهم أى تعليم أفضل دون دروس خصوصية، ولذلك لتردى التعليم داخل المدارس الخصوصية.
يقول محمد مصطفى، من أبناء المنيا: إن أولادى بالمرحلة الابتدائية والإعدادية والجامعة، وقد بدأوا بالفعل الدروس الخصوصية منذ بداية شهر أغسطس، قائلا: «دوخت السبع دوخات على المدرسين، منهم اللى قال مافيش مكان فى المجموعات عشان المجموعات كاملة».
ويشير مصطفى إلى أن هناك من يطلب عمل مجموعة إضافية بسعر آخر وبتكلفة ضعف الأولى، وذلك عند المعلمين الذين يطلق عليهم اسم «الملاكى»، حيث إن لقبه يدل على طبيعة عمله، فهو يقوم بالحضور إلى المنزل، منوها إلى أن سبب ارتفاع الزيارات إلى المنازل هى الخسائر، حينما يهدر وقتا أكبر فى الذهاب والإياب إلى تلك المنازل ما يشكل عليه خسائر مادية، لأن تلك الأوقات ستكون قد تمت فى وأفلت على المدرس ربح مجموعة كاملة مكونة من 10 طلاب، الأمر الذى يجعله يقوم بسداد 1000 جنيه شهريا لأبنائه الثلاثة من بعد أن رفعوا قيمة الدرس.
وتتحدث حنان أحمد، إحدى أولياء الأمور، والحسرة تعتصرها، مؤكدة: «حتى الدروس أصبحت بالواسطة فهناك أولياء أمور يبحثون عن واسطة عشان تتمكن من الحجز لابنك أو بنتك، بحجة إن مجموعاتهم كاملة العدد، والمجموعات درجات فالمجموعة المكونة من 10 طلاب غير مجموعة الـ15 أو الـ5، كل منهم بسعر».
 وتنوه أحمد إلى أن سعر درس العربى والحساب لأولى ابتدائى وصل 35 جنيها، وثانية ابتدائى 40، أما درس الإنجليزى لطالب الابتدائى فمتوسطه 25 جنيها، والأسرة التى لديها 3 أو 4 طلاب منهكين بسبب تكلفة الدروس على ميزانية كل أسرة.
ووفقا للمأساة التى ترويها غادة أحمد، إحدى المتضررات، فإن الأزمة ليست فقط فى التعليم الحكومي، فالمشكلة فى التعليم عامة لأن دراسة أبنائهم تتم فى مدارس خاصة وفى النهاية يحصلون على دروس فى كل المواد والعبء مضاعف بسبب مصاريف المدرسة التى ترتفع سنويا ومصاريف الدروس الخصوصية بخلاف مصاريف نقلهم للمدارس والمصاريف اليومية.
وهو ما ذكره أيضا حسين خلف، من أبناء المنيا، قائلا: «أولادى بمدارس خاصة ورغم ذلك يأخذون جميع الدروس لأن المناهج صعبة ونضطر لدفع مبالغ مضاعفة بسبب المدرسة الخاصة والدروس، فى الوقت الذى نشتكى فيه ضعف الرواتب وارتفاع الأسعار ومعدومية الدخل.
على يونس، مدرس، يقول: إن المدارس هى التى تجبر المدرسين على إعطاء الدروس الخصوصية، خاصة المدارس الخاصة لأنها تمتص دماء الشباب وتستغلهم وتتعاقد معهم على مبالغ زهيدة كرواتب أقصاها 700 جنيه راتب وهو مبلغ لا يمكن أن يعيش به أحد فى ظل الارتفاع المتزايد فى الأسعار حتى الطلاب أصبحت فترة المدرسة بالنسبة لهم ترفيه وفى النهاية الاعتماد على الدروس الخصوصية.
وتؤكد ناهد محمد، موظفة وإحدى أولياء الأمور، أن زمان لم يكن الوضع بهذا الحد وكان الطالب يأخذ دروس فى 3 إعدادى أو 3 ثانوى، لكن الآن الطلاب من أولى ابتدائى بتفتح عنيها على الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أن السبب فى ذلك هى المدرسة فلم يعد التعليم كما كان، حيث إن المدرسين لا يشرحون ويوفرون مجهودهم للدروس الخصوصية وفى النهاية يطالب المدرس بزيادة فى راتبه على عمل لا يعمله ويضيع فى الطريق الطالب الذى لا يقدر على تكلفة الدروس وطالب زمان هو الآن من أفضل الأطباء والمهندسين.
وتضيف فايزة محمد، إحدى الأهالى بالمنيا: إن الحل للقضاء على الدروس الخصوصية داخل المدرسة بزيادة اليوم الدراسى حتى نقطع الطريق على المدرس الذى يقوم بإعطاء الدروس الخصوصية، خاصة فترة 30 دقيقة أو 40 دقيقة للحصة فى المدرسة غير مناسبة على الإطلاق لتلقين التلاميذ درس كامل بشكل جيد والتفاعل مع المدرس.
قمر خليفة، ولية أمر أحد التلاميذ، تقول: إن أيام الدراسة مأساة حقيقية فلديها 3 أطفال يحتاجون للزى المدرسى والكتب الخارجية والمصروفات المدرسية والمصروفات اليومية وشهرية الدروس خاصة هذا العم بعد ارتفاع أسعار جميع المستلزمات المدرسية بشكل مبالغ فيه حتى الكتب الخارجية التى يطلبها المدرس الخصوصى ارتفعت هذا لعام بأكثر من 20 و30 فى المائة.
ويطالب أولياء الأمور وزير التربية والتعليم، ومحافظ المنيا، بأن تكون حربه المقبلة مع المدرسين لأن الأسر اضطرت للدروس بعدما عجزت المدرسة عن تقديمها المادة العلمية التى تمكن الطالب من النجاح، مشددين بضرورة محاسبة المقصرين من المعلمين الذين يتم اكتشاف تورطهم فى افتتاح مراكز للدروس الخصوصية.
يشار إلى أن أبرز المناطق التى تمتلئ بمراكز الدروس الخصوصية فى المنيا كان أبرزها منطقة ميدان لبنان بمدينة المنيا، وكذلك شارع عدنان المالكى بالقرب من مديرية التربية والتعليم، إلى جانب وجود أكثر من 4 مقرات أخرى بالقرب من نادى المنيا الرياضى.
وفى مدينة ملوى، تعتبر مناطق الجسطينى، وغرب المدينة، وباريس، ومنطقة الاستاد والمدبغة، هى الأكثر انتشارا لمراكز أباطرة الدروس الخصوصية، إذ يصل حساب الشهر من كل طالب لدى بعض هؤلاء الأساتذة إلى 200 جنيه، ويتعدى عدد الطلاب بالمجموعة الـ300 طالب، من خلال عقد تلك الدروس بالمجمعات وقاعات الأندية الصغيرة.