الحج جهاد.. ولا يجوز للحاج أن يترك أهله بلا نفقة أثناء الحج

كتب - صبحى مجاهد


 ينتاب الناس  فى كل عام العديد من الأسئلة حول الحج ودرجته وكيفية أن يؤدى الحاج حجه دون نقصان أو فوات لثوابه، وفى حوارنا مع د. على جمعة نتعرف على أهمية الحج وما واجب الحاج قبل حجه، وكيفية استشعار المسلم للحج، وحكم الاستدانة لاتمام الحج لاسيما وأن أداء الحج أصبح فرصة لا تأتى بسهولة، وفيما يلى نص الحوار:
 ■ بداية ما أهمية الحج للأمة الإسلامية؟
ـــ الحج من مظاهر الوحدة الإسلامية،  لأن الأمة أمرت بالوحدة وهو ليس فقط مقصورًا على الديانة الإبراهيمية فهو موجود فى الأديان الأخرى لأن الحج معناه أن به مركز حيث يسمونه الرحلة أى المكان الذى يرتحل إليه وهو بيت الله العتيق، وهو مظهر للوحدة التى هى كينونة الأمة، كما أن الكعبة هى البيت الأول الذى وضع للناس وبالتالى الحج يمثل وحدة من لدن آدم عليه السلام.
■ كيف يستشعر الحاج  الحج؟
ـــ الحج فريضة فرضت على المستطيع، والحج يجب أن يعلم الناس أنه ليس رحلة سياحية، وأنه رحلة إيمانية  فلا يسعى من يحج إلى الراحة فقط وان يكون فى موضع بالقرب من الكعبة، وعلى الناس أن تستعد للحج  بالمال الحلال وتحرى النفقة الحلال، واستشعار أنها رحلة جهاد تجعل المسلم يبدأ صفحة جديدة مع الله.
 ■ وما حكم من جاءت فرصته بالحج بعد سعى لها واضطر للاستدانة من أحد أقاربه لإكمال المصاريف.
ـــ وقيام بعض الناس تستدين للحج  لا يعنى الاستطاعة ولكن هذا لا يعنى أن حج فحجه غير صحيح، فيجوز أن يسافر الشخص للحج من مال الجمعيات التى ينظمها الأفراد، أو بالتقسيط من خلال شركات، فالخروج للحج وعليه دين جائز بشرط استطاعة السداد وألا يكون الدين عاجلاً.
■ هل يلزم الحاج أن يؤمن نفقة أهله قبل سفره للحج؟
ــ لابد أن يؤمن الحاج لأهله النفقة والرسول كان يحضر لأهله خزين عام، فشرط أن من يخرج للحج ان يترك لأهل النفقة الكافية، ولا يجوز للحاج أن يترك أهله بلا نفقة أثناء الحج.
■ ما حكم من لم يتذكر ما كان منه من مظالم للغير ويريد أن يبرئ ذمته قبل الحج؟
ـــ عليه أن يحج ناويًا رد المظالم، ومن كان فى ماله شىء حرام اختلط بالمال الحلال  فإن كان معينًا ومحددًا كالرشوة فليرجعه، وإن كان غير محدد فقال العلماء التوبة فيه تكفى.
■ ما حكم من يذهب لأحد أقاربه بالسعودية قبل الحج فيمكث عنده حتى موعد الحج فيحرم للحج؟
ـــ هؤلاء يسمونهم متخلفون، وهذا لا يصح، لأن الغاية لا تبرر الوسيلة، ويحرم على المسلم التوسل على الله بما يحرم عليه، لأن التخلف من العمرة للحج مخالفة لا يتفق معها العبادة، وحج هؤلاء المتخلفين من العمرة للحج  مردود لأن فى هذا أذية للمسلمين حيث يحدث الافتراش أثناء الحج  بسبب المتخلفين، كما أن المتخلفين للحج  يطغون  على حقوق الحجيج القادمين من بلادهم للحج.
■ هناك من يذهب كعمالة للحج ثم يؤدى الحج فيحرم قبل عرفات بيوم وهو فى مكة ثم يذبح هدى، فما حكم الحج هنا؟
ـــ الحج هنا جائز، ولذلك يتم عمل حسابهم رسميا  فى المبيت مع الحج، فمن خرج على خدمة الحجيج فقام بالحج كالسائق فهذا جائز، لكن لا يجوز الافتيات على الإمام بمعنى مخادعته للحج.
■ ما الحكم لو فات الشخص ميقات الإحرام دون أن ينوى لفظا ولكنه متهيأ بملابس الإحرام؟
ـــ التهيئة للإحرام لا تعنى الإحرام، وللشخص أن يضع الطيب على جسده وملابس إحرامه قبل الإحرام الذى هو القول: «لبيك اللهم بعمرة أو بحج أو بعمرة وحج، وعلى المحرم ان يقول بعد الإحرام  «أجعل محلى حيث حبستنى».. ومن لم يحرم فى الميقات فعليه ان يحرم وعليه دم بذبح هدى عن فوات الميقات بخلاف هدى.
■ هناك من ينتابه الشك عند الحج فيعتبر أن معرفة الناس بسفره للحج ينقص من ثوابه؟
ـــ على المحرم ان يحسن النية فقط ولا يشك فى شىء وليخلص النية فقط فى حجه لله، وينبغى أن يحمد من كتب له الحج ربه على توفيقه لأداء الفريضة.