الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قائد فرقة الإسماعيلية للتراث الشعبى: السمسمية رسالة مصر حول العالم

قائد فرقة الإسماعيلية للتراث الشعبى: السمسمية رسالة مصر حول العالم
قائد فرقة الإسماعيلية للتراث الشعبى: السمسمية رسالة مصر حول العالم




حوار- محمود ضاحى- هاجر كمال- سمر حسن-  دعاء محمد - محمد السيد- على أحمد

قال الفنان والمايسترو يحيى مولر، قائد فرقة الإسماعيلية للحفاظ على تراث الآلات الشعبية السمسمية، إن سويسرا هى أكثر دولة تهتم وتقدر الفن والفنان، مضيفاً أنه كفرقة مهمته الأساسية هى الحفاظ على الفولكلور الإسماعيلي.
وأضاف «مولر» خلال حواره مع «روزاليوسف»، أن السمسمية فن له أصول يبعث رسالة مصرية حول العالم، متمنياً وصول هذا الفن إلى كل شبر على الكرة الأرضية خاصة أن دعم الفن الشعبى ضعيف جدًا من الدولة.
 
وأشار إلى أن بيت الشباب بالإسماعيلية يعتبر منارة للزائرين ونحن نسعد عندما نكون موجودين فيه ضيوفًا، خاصة أن ضيوف الإسماعيلية يأتون إلى بيت الشباب، ومن خلال التعاون مع بيت الشباب يعرف الناس تراث البلد بشكل جيد لأن الفن هو لغة التخاطب بين الشعوب، ونحن بقدر الإمكان أن نقدم شيئًا يعلى من شأن الدولة بدون النظر إلى العائد المادى.
■ حدثنا عن صناعة آلة السمسمية؟
- آلة لها مختصون لصناعتها لأن لها مقاسات معينة وفى حالة صناعتها من تحت يد شخص غير محترف ممكن يحدث تغير فى صوتها وأسعارها تختلف وفقا لنوعية الخشب الذى تصنع منه فتتراوح بين 50: 2000 جنيه.
وهى آلة وترية تعزف عن طريق الأوتار كانت فى الأصل كبيرة تسمى بالطنبورة والفرق بينهم أن الطنبورة عدد أوتارها سته أوتار بينما السمسمية قد بدأت بخمسة أوتار حتى وصلت إلى اثنى عشر وترًا وتلك الطنبورة هى عبارة عن شقين والشق الأرجح أنها جاءت إلى السويس عام ١٨٥٩ وعندما قمنا بحفر الدلتا كانت الشمس حارقة لا يتحملها إلا من عاش فى هذه الأجواء من قبل، ولذلك قاموا بجلب العمال من جنوب الصعيد وأسوان لكى يقوموا بالحفر كانت معهم آلة (الطنبورة) ووصف هذه الآلة انها كانت بها مفاتيح عبارة عن الحواية وكان بها خشبتان الخشبة التى بالأعلى تسمى (دبلان) والخشبة التى بالأسفل تسمى (فرامان) وتلك الخشبتان يتلاقيان فى حلقة مربوط بها الأوتار.
وعند حفر قناة السويس بدأت تسمية الطنبورة بالسمسمية وبدأوا فى تغيير شكلها حيث أصبحت من حوايا إلى مفاتيح وتحولت الأوتار من الكتان او سلك السعر أو أمعاء الحيوانات إلى أوتار صلب.
■ كيف تعلمتها وما الذى جذبك لها؟
- كنت ألعب كرة قدم وبعد ذلك جذبتنى أغانيها، كنت أذهب إلى الأفراح والحفلات لسماع الأغانى والألحان وأحفظها، وألعب سمسمية من عام 1973 وكنت أذهب فى إجازة المدارس مكان تجمع الفنانين لسماعهم، فالآلة تجذب أى شخص حتى الأجانب.
والفنانون القدامى كانوا لا يحبون أن يعلموا أى شخص حتى يكونوا هم الوحيدون الذين يجيدون العزف ولكن الآن فى قصور الثقافة هناك أشخاص لديهم 89 عامًا وأقوم بتدريبهم لأنى ملم بأغانى التراث الذى يشمل إسماعيلية والسويس وبورسعيد وفى النهاية الشخص الهاوى سيتعلم كل شىء بسهولة.
■ كم عدد الفرقة ؟
- فى الماضى كان عدد الفرقة ٤٥ ولكن نظراً للضعف المادى قل عدد الفريق إلى ٣٥ وبعد ذلك إلى ٢٥
■ كيف ترى تجاهل فن السمسمية فى ذكرى الاحتفالات الوطنية؟
- شىء محزن طبعا لأنه من المفترض أن السمسمية لها دور كبير وفن مصرى أصيل وشاهدة على تاريخ المنطقة فبداية فن السمسمية من 1959، وكان افتتاح قناة السويس الجديدة فرصة لمعرفة العالم على حضارة وتاريخ وفن مصر ورؤية الآلات الشعبية التى تتميز بها مصر فقط ولا توجد بالعالم، ولكن فى مصر يكتفون بالغناء للفنانين فقط.
■ حدثنا عن مدى الدعم المقدم من قبل الدولة لفن السمسمية؟
- دعم الفن الشعبى عادة ضعيف جدًا، ونتمنى زيادة الدعم من الهيئة العامة لقصور الثقافة، من أجل ارتقاء الفرقة من زيادة الميزانية وعدد السفريات إلى الخارج، خاصة وأن زيادة السفريات للخارج تؤثر فى ارتفاع أعداد جمهور السمسمية حول العالم، بالإضافة إلى ما نعيشه الآن معاناة فدخل أفراد الفرقة بالشهر 120 جنيها مقابل 15 بروفة فى اليوم.
■ صف لنا ما يحدث فى الخارج ومدى إقبال الجمهور على فن السمسمية؟
- فى الخارج يندمجون اندماجًا شديداً مع آلة السمسمية على العكس فى مصر، لكننا لا حياة لمن تنادى، وليس على مستوى السمسمية فقط بل فى جميع المجالات الفنية فى مصر.
■ أكثر دولة معجبة بفن السمسمية فى الخارج؟
- سويسرا، هى أكثر دولة أراها تهتم وتقدر الفن و الفنان، وأنا على المستوى الشخصى أحترم الشعب السويسري.
■ عدد الحفلات التى قمت بها فى سويسرا؟
- أقمت ثلاث حفلات وقمت بتعليم أشخاص بالأكاديمية العالمية للموسيقى ببازل ، وكانوا منبهرين بالعزف فهناك الكثير من الأشخاص يعشقون هذا الفن وأحزن جدا حين أجد هذا الكم من التجاهل فى مصر.
■ كيف ترى مستقبل فن السمسمية؟
- هى فن له أصول ويرسل رسالة مصرية حول العالم لذلك أتمنى وصول فن السمسمية فى جميع دول العالم، من أجل الارتقاء بالمستوى الفنى الهابط حاليا، فعندما أدعو لحفلة فى الخارج أتعامل مع الجماهير وكأنهم من الصم والبكم لا يعلمون شيئا عن السمسمية، عادة أبدأ الحفلة بأغان خفيفة للتعريف بها لنلفت اهتمامهم وإعجابهم وبعد ذلك أنتقل إلى أغانى التراث.
■ ما الأسباب التى من الممكن أن تؤدى إلى تدهور هذا الفن؟
- هناك أشخاص يعبثون بها وذلك بزيادة عدد أوتار الآلة للوصول لألحان أغانى أم كلثوم وعبد الحليم بحجة أنها مهارة ولكن المهارة أنك تسمعنا صوت السمسمية الأصلى بالإضافة إلى تجاهل التليفزيون المصرى والإقليمى لهذا الفن.
■ حدثنا عن أماكن تعليم السمسمية فى مصر؟
- لا يوجد مكان للتعليم فى القاهرة، ولكن يوجد فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، وفى السلوم وأسوان والسودان وتوشكا وحلايب وشلاتين ولكن يطلق عليها الطنبورة.
■ هل كان للسمسمية دور وقت حرب 1967و 1973؟
- نعم.. كان لها دور كبير فنحن نمتلك أغانى وطنية من فترة حرب الاستنزاف وحتى حرب 1973 كانت كالسلاح والكلمات عبارة عن رصاص يصيب أجساد العدو، فكانت المقاومة الشعبية يطلعوا الجبهة ويرتدون الأفارول ويغنون بالسمسمية والجراكن، فكنا نشعر أن شاعر منطقة القناة يقرأ الغيب وخاصة فى كلماته بعد هزيمة 1967 - راجعين وكتاب الله راجعين - جاى الصباح يا بلدنا-.
■ هل يوجد لها أشكال من الأغانى غير الوطنية؟
- هناك أغان دينية وأغان للكورة نقوم فيها بتشجيع نادى بلدنا الإسماعيلى.
■ هل لأغانيها شعراء مميزون؟
- طبعا لها شعراء خاصة لها ليس أى شخص من الممكن يكتب كلمات للسمسمية لابد أن يكون على دراية بنوعية الأغاني، ومن أشهر شعرائها خليل سليمان نائب رئيس رابطة الزجالين ، هناك أغنية عن قناة السويس، وأضفنا أيضا أغانى جديدة فنحن لا نعيش على أغانى التراث، من جانب الألحان أنا أقوم بتلحين جميع الأغانى لدرايتى بحدود العزف عليها، ومحتفظ بأصولها، وتم حصولى على مدار 17 عاما المركز الأول فى العزف على السمسمية.
■ وهل كانت توجد السمسمية فى مدينة الإسماعلية فقط ؟
- لا بل كانت هناك منها أيضا فى بورسعيد والسويس كما يوجد منها أيضا فى السلوم
■ هل بداية ظهور السمسمية كان فى مصر ؟
- هناك شقان الأول منهم كان يقول أنها ظهرت فى مصر فى السويس ثم انتشرت إلى باقى المحافظات بعد ذلك وهذا هو الشق الأرجح، هناك شق آخر وهو يقول أنها ظهرت أولا فى السعودية بمدينة (جدة)، واليمن بمدينة (زنجبار) وظلت هكذا فى الانتشار حتى وصلت إلى السويس.
وكانت فى السويس تستخدم عند الصيادين حيث كانوا يقضون الكثير من الوقت فى المياه فكانت وسيلة التسلية الوحيدة آن ذاك وكان هو السبب الرئيسى فى دخول السمسمية مدن القناة حيث كانت تستخدم فى الاحتفالات والمناسبات.
■ كيف نعرف الفرق بين عزف الطنبورة والسمسمية ؟
- هناك فرق بدون ذكر أسماء فنانين لا يميزون بين الطنبورة وغيرها وهذا لعدم الدراسة أو الخبرة الكافية والبعض يعزفون السمسمية على أكثر من ٢٠ وترًا ولكنها فى الأصل ٥ أوتار ولا تزيد على الـ٦ أوتار.
■ حدثنا عن الفرقة وأشهر الاحتفالات وأين؟
- نحن كفرقة نقدم تراث ومهمتنا الأساسية هى الحفاظ على الفولكلور الإسماعيلى وهنا نتكلم عن محافظة الإسماعيلية ولها الكثير من الأغانى الوطنية من سنة ١٩٦٧ إلى سنة ١٩٧٣ ونحن فى هذه الفرقة قد طورنا بشكل كبير فى السمسمية فى الألحان والكلمات ولكن الأوتار ثابتة ، وقد قمنا بحفلات كثيرة جدًا فى دول عديدة .
■ لماذا يُعد العزف على السمسمية صعب بدرجة كبيرة ولا يمكن لأى شخص أن يقوم بعزفه؟
- لأن السمسمية تعتبر عزفا سماعيا ومن الصعب جدًا لشخص ليس بدارس أن يقوم بالعزف بشكل صحيح ويجب على من يعزفها أن تكون أصابعه قد تعودت على التماشى مع اللحن بشكل صحيح.
■ ما أصول العزف ؟
- بالطبع هى لها أساسيات فيجب فى البداية أن تقوم بحفظ الألحان بشكل جيد فيجب على العازف أن يكون كتله من الموسيقى.
■ ما مدى تعاون الفرقة مع بيت الشباب بالإسماعيلية ؟
- يعتبر بيت الشباب منارة ونحن نسعد عندما نكون موجودين فيه ضيوفا، خاصة أن ضيوف الإسماعيلية يأتون إلى بيت الشباب، ومن خلال التعاون مع بيت الشباب يعرف الناس تراث البلد بشكل جيد لأن الفن هو لغة التخاطب بين الشعوب، ونحن بقدر الإمكان نحاول أن نقدم شيئا يعلى من شأن الدولة بدون النظر إلى العائد المادى.
■ لماذا لم يتم إدخال السمسمية فى الأعمال السينمائية والدرامية ؟
- كنت فى الفرقة الماسية بقيادة الاستاذ أحمد فؤاد حسن رحمة الله وقد قمت بالتسجيل مع الفنانة وردة والفنان محمد رشدى فى أوبريت غنائى بمناسبة الاحتفال بحرب ٦ أكتوبر، كما قمت بتسجيل أغنية (أيامنا عيد) مع وردة أيضا وسجلت مع الاستاذ عمار الشريعى فى العديد من المسلسلات، ولحنا العديد من الأغانى لقناة السويس الجديدة وقد حصلنا على المركز الأول بها كما قاموا بتكريمى فى المجلس الأعلى للثقافة.
لكن الآن مستوى الألحان متدن بشكل كبير جدًا، وحس التذوق الفنى فى تدنى مستمر أين دور الرقابة فى الألفاظ التى تحدث الآن فى السينما من مشاهد وألفاظ، عندما قام الفنان أحمد عدوية بغناء بعض الأغانى (سلامتها أم حسن) (التشت قالى) كان هناك هجوم رهيب عليه آن ذاك ولكن لم يتم الهجوم على أى من الأغانى الحالية ما يسمونها أغانى المهرجانات، بشكل كبير فهل من الممكن أن تكون هناك أغنية تقول (بحبك يا حمار) وهذا يدل على الفرق بين الطرب والأغانى القديمة والوقت الراهن.