السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مجتمعٌ يعانى.. وحلمٌ ثائر

مجتمعٌ يعانى.. وحلمٌ ثائر
مجتمعٌ يعانى.. وحلمٌ ثائر




سعد على  يكتب:

عبثًا من محاولة القدر الذى جمع شبابًا عظيمًا فى عنفوانه إلى ملذات حياة مفعمة بجراثيم متوترة متلهفة إلى التشبيه بالغرب فى كل شىء فاشل، وياليت الغرب يفعل تلك الأعمال بل إنها لا تنطوى إلا على العاهرات.
فى أى غيب يهيم ذاك الشباب المفعم بذكاء غير محدود، يحلمون دائمًا بمناصب قيادية خفاقة تحقق لهم ما يتمنون جزاءً لهم على ما قاموا بدراسته من حياة علمية، وإن كان غير ذلك يعلنون عصيانهم بل وتمردهم على الحياة والسعى إلى شياطين الليل البائد، حتى يخفوا أسرارهم ويعلنوا سيطرتهم على مجتمع يشوبه العنف وتقليد الأساطير من الفاشلين، فإلى أين ينتهى المطاف بمجتمع آلت به الأمور أن يكب على وجوهه بل ويمحو عقله وبعضا من ذاكرته التى أبى أن يستردها، مادام هناك تعليم فاشل، وتقليد أعمى، وتربية أبت أن تسترد كرامتها فى عالم منذر بالويلات، من تكنولوجيا وتطوير زاهد إلى استخدام ضال، وكل ما يسعون إليه هو أن يكونوا كالآفات الضالة كالأسطورة أو اللمبى أو إبراهيم الأبيض وكأننا نسوق فى الأرض الجرز، فتندثر الأحلام وتنفرط عقد الآمال فى جيل سيتسلم راية المستقبل، ولكن وياآسفاه!! فلا سبيل إلى اليقين فى هذه المسألة «التقليد»، ولو سلمت برأيهم لتعزر علىَّ معرفة معاناتى المستمرة التى لا أجد لها تفسيرًا، إنه عصر تخفق له الأفئدة حزنا على مجتمع ساده كل أنواع العيوب.
وها هنا يجيء مخاض العيب وقلة الأخلاق من امرأة تطرح نفسها فى جو مضمخٍ بأنفاس العيب وقلته، فتحدق بها أنواع من البشر، مترعة بقلة الحياء وخجله، مترقبة بأذنها أن تسمع ما تريده من قلة الحياء، منتظرة بين آونة وأخرى أن تتحرك الدماء الحارة والأنفاس المتلاحقة من شباب يلهث وراءها، معلنة عن صرخة أنثى ضائعة فى غياهب الاندثار الأعمى.
ولقد كان من حسن الطالع أن يكون هناك رأى موافق لما يحدث وما سيحدث، وعليه فلم يندثر تقلبه بين السرور والألم، وما تلقاه من انبساط وترحيب، ومن رضا ليس سخط، من فئة أطلقوا عليها لقب «الممثلين» أو الفنانين ليكونوا وعاء لهم إذا ما أرادوا غطاء فشل ذريع لهم، أو لعبة رياضية أخذت تشجيعًا واهتمامًا أكثر من حجمها.. أثمة حياة أخرى أكثر من ذلك؟ إنها لحياة العدم.. وهل ستقترب تلك الفترة من نهايتها؟ أظنها لا، ما دام هناك أمل مخادع، إلى أن ينقض الضوء والأنفاس والأصوات ويعلو البكاء على حياة مجتمع ضاعت سدى ويتذكرها الحالمون من افتقادها لأمل الآمان والشبع أحيانًا.
فنشهد بعين الأسى تبلد عواطفنا، وعملا دون حماس، فنجد انتصارات صغيرة بائسة، نظرًا لرضا مزاج مدير أتى فى صباح باكر، أو إحراز هدف سياسى مؤقت.. فنصحوا على ميلاد عهد جديد لشباب قد ولت قوته وصمتت عزيمته، وجاء عصر مصحوبا بعناء الإجهاض للمشاركة فى رزق محدود.
وإنه لما يبعثنى على الضحك أحيانًا من طفولتى وما احتوتها من دراسة وعمر مضى من أدب وانطواء نفس ما لم يزعج الأهل فى ساعات صفو أو ضحكة صافية فى رحاب الأسرة.. وأتساءل أى حياة هذه، وهل لو كنت خيرت أكنت اخترتها؟ نعم كنت اخترتها وسأطلبها دائمًا لبني.