الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترويج المخدرات عبر «الإنترنت».. بالإسماعيلية

ترويج المخدرات عبر «الإنترنت».. بالإسماعيلية
ترويج المخدرات عبر «الإنترنت».. بالإسماعيلية




الإسماعيلية ـ شهيرة ونيس


أزمة أخلاقية يعيشها المجتمع المصري، بعد الانفتاح على العالم الافتراضي، والوسائل التكنولوجية الحديثة، التى يستخدمها الكثير من المواطنين فى أعمال منافية للشرع والشريعة، بل والقانون أيضا، وبدلا من أن نستغلها فى التطوير من أنفسنا، نجح بعض ضعاف النفوس فى تحويلها إلى بيئة خصبة لممارسة الأعمال الإجرامية، مثل الترويج لتجارة المخدرات، واستقطاب العاهرات، بل والتجارة فى جميع ما هو ممنوع.
لكن من الواضح أن محافظة الإسماعيلية، كانت صاحبة النصيب الأكبر فى استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» استخدامًا سيئًا، حيث نشر الصور الإباحية، وتهديد الشريفات من الفتيات بنشر صورهن على صفحات التواصل الاجتماعى بعد إجراء تعديلات فى أشكالهن عاريات، بالإضافة إلى الترويج للمخدرات وجميع أنواع الكيف.
بداية يقول محمد سعد، معلم كمبيوتر: بالفعل يمكن ترويج المخدرات عبر شبكات الانترنت، وذلك من خلال عدة طرق يتصدرها «الشات»، فمن الممكن أن يشارك أحد مروجى المخدرات بالشات الجماعى ويتعرف من خلاله على بعض الشخصيات ويتحدث معهم بشكل عام ثم يتعمد استخدام بعض المصطلحات لمن يعرف عالم المخدرات ويريد الحصول عليها.
ويتابع: وبناء عليه يتم التواصل فيما بينهم، ما يصعب على الأجهزة الأمنية اكتشاف مثل هذه الطرق العصرية للترويج، بل وأحيانا يلجأ مروجو الصنف إلى إنشاء مواقع خاصة يصعب الدخول إليها إلا من خلال كلمة السر المتعارف عليها بينهم، التى من خلالها يمكن عقد صفقات للتهريب، لذلك فإن المطلوب فقط هو إدخال كلمة السر المتعارف عليها بين تجار الصنف وعلى الفور يتم تحديد الكمية، والسعر، وطرق السداد ومكان التسليم.
ويشير أشرف العاصي، مدير مركز التحكيم التجارى الدولى بالإسماعيلية، إلى أن الانترنت يعتبر أحد وسائل الاتصال مثله مثل «الموبايل ـ الفاكس»، لكن استخدامه كوسيلة لترويج المخدرات لا يتم إلا من خلال مواقع خاصة لتجارة الصنف، وهنا تقع المسئولية على جهة تصميم المواقع، لأن لديها كلمات المرور السرية الخاصة بكل موقع، منوها إلى أن عملية الاتجار عن طريق الشات لأشخاص معروفين بعينهم أسهل من البحث فى «جوجل»، فضلا عن أن تلك المواقع لا تتعامل إلا بالرموز والكلمات الخاصة بهم التى لا يعرفها سوى القليل منهم، وبمعنى أدق «مافيا تجارة المخدرات».
وينوه مدير مركز التحكيم التجارى الدولى بالإسماعيلية، إلى أن العقوبة فى مثل هذه الحالة تنقسم إلى 3 أنواع من العقوبات وهى عقوبة الاتجار، التعاطى وأخيرا عقوبة الجلب، وعقوبتهما هى الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة، مستنكرا تقاعس المسئولين عن تهكير تلك الصفحات التى يتم من خلالها الترويج للمخدرات، وذلك حرصا على مستقبل الشباب.
أما الدكتور توفيق السيد، أستاذ الطب النفسى وعلاج الإدمان، يقول: إن الحشيش يحتوى على مادة سامة تتسرب تحت الجلد، فالمتعاطى لا يشعر بآثارها السلبية إلا بعد مرور شهر من تاريخ تعاطيه، وبالتالى فالغالبية يشعرون بأنه لا توجد له آثار سلبية، وحينما يشعرون بذلك يكونوا قد وصلوا لدرجة الإدمان وتنعدم لديهم الرغبة فى العمل والاستذكار ـ إذا كان المتعاطى طالبا»، ناهيك أن تجار المخدرات طوروا الحشيش ليصبح له أعراض تشابه أعراض الهيروين لذلك يجب الحذر من خطورته وعمل حملات توعية للشباب.
ويستطرد قائلا: من أشهر أنواع الحشيش «المغربى  الهندي» وهناك إقبالا كبير على الكوكايين والهيروين، بالإضافة إلى الحبوب المخدرة، منوها إلى أن نسبة تعاطى الهيروين وصلت إلى 9% ونسبة الإقبال على الحشيش والبانجو 60%، وتعتبر «الأكناس» من أخطر أنواع الحبوب المخدرة والماكستون فورد، بالإضافة إلى «الكلة ـ السيسيون» اللذين ياعطاهما الفقراء لانخفاض أسعارهما.
الكارثة أن انتشار العديد من الجرائم من خلال الانترنت، انتابت الفتيات حالة من الرعب من وسائل «social media» بوجه عام، حيال عمليات الاختراق التى تستطيع سرقة الصفحات الشخصية للفتيات وتعرضهن للعديد من عمليات الابتزاز، علاوة على أن انتشار بعض برامج التجسس والتلاعب بنصوص الشات، وتحويلها إلى وسيلة رخيصة فى وقوع الفتاه كفريسه للابتزاز ومساومتها على التشهير بها عبر وسائل الانترنت المختلفة خاصة مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
تقول مى حمد الله، من أبناء الإسماعيلية: «أقسم بالله أنا مش بنام كل ليلة زى باقى البشر، من كتر التفكير فى سبب واحد يخلى الناس تأذى بعض، خاصة أننى من رواد الفيس بوك، وتويتر، والأنستجرام»، فضلا عن أننى أظل شاردة الفكر طوال الوقت، وإذا ما تحدثت مع إحدى صديقاتى عبر الشات، أسرعت فى مسح الرسائل أولا بأول حتى لا أعطى الفرصة لأحد من مرضى النفوس بالتلاعب فى هذه الأحاديث بأى من الطرق المهينة والمؤذية حال تهكير أو سرقة الصفحة الخاصة بي.
وتابعت: بل وصل الأمر إلى أننى ألجأ إلى غلق صفحتى الشخصية من فترة إلى أخرى نحو شهر أو شهرين، وذلك حتى يصعب على أحد أتباعي، بالإضافة إلى عدم نشرى لأى صور شخصية على صفحتي، قائلة: «أنصح جميع الفتيات بهذا لتأمين نفسها من مافيا الانترنت».
وتقول سهير عبدالخالق، طالبة جامعية، «أنا حصل معايا حاجات غريبة من قبل»، حيث حاول أحد الأفراد الحديث معى عبر «أكونت» وهمى منتحلا لشخصية دكتورة سمنة ونحافة، وبدأ فى توجيه أسئلة تدعى للريبة والقلق عن مناطق بجسدي، بالرغم من أنه لم يكن ضمن قائمة أصدقائي، ناهيك عن تغزله فى جميع صورى الخاصة، ليتطور الأمر ويطلب منى بعد ذلك صورا لى بالطول وليست صورا للوجه فقط، وبالبحث للتأكد من صاحب الصفحة الحقيقى وجدت أن الصفحة الحقيقيفة للدكتورة سمر عباس، التى أكدت أن هذا «الأكونت» مزيف ومنتحل شخصيتها.
وتناشد دينا فى ختام حديثها جميع الفتيات قائلة: «أنا بقول الكلام دا عشان البنات ياخدوا بالهم، وإن مش أى واحده تكلمك عن سمنة أو تغذية تبقى دكتورة دا أكيد واحد بياخد صور البنات وأكيد نيته مش كويسة، وكل اللى أنا عملته إنى شغلت عقلى الحمدلله وكشفتهم على حقيقتهم».