الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فوة» عاصمة التراث الإسلامي بـ«مصر»آثارها مهملة.. وصناعة الكليم اختفت وتضم 360 مسجداً بعدد أيام السنة




«فوة» إحدى مدن شمال محافظة كفر الشيخ على فرع رشيد ولديها سواحل النيل تمتد لمسافة 12 كيلو مترا و تبلغ مساحتها 25678 فدانا وهى مدينة قديمة منذ العصر الفرعونى وكانت تسمى «ميتليس» وعندما احتل الرومان مصر اطلقوا عليها مدينة فوة وبنو بها العديد من المعابد فوق المدينة وأسفل النهر وعندما دخل الفتح الاسلامى المدينة فى عهد عمرو ابن العاص تم تهشيم الآثار الرومانية وتكسير العديد من المعابد الرومانية وتم بناء مساجد ومآذن إسلامية عديدة حتى وصل عدد المآذن بالمدينة إلى 360 مئذنه بعدد أيام السنة وجعلها محمد على عاصمة التجارة البحرية فى الدلتا فى عصره ومع كثرة تلك الآثار إلا أن المدينة دائما غارقة فى بحر الإهمال والنسيان على مدار 150 عاما لذلك دخلت روزاليوسف المدينة لكى تتعرف على ملامحها الأصيلة ويعرف الشعب المصرى مدى الإهمال الذى تعيشه تلك المدينة العريقة.

يقول الدكتور أحمد المصرى «طبيب» إن مدينة فوة بما فيها من آثار وبما لها من تراث تاريخى اسلامى كانت لابد أن تعتبر قلعة للسياحة العالمية تضاهى مدينة «اشبيلية وطليطلة» فى اسبانيا لان تاريخها وتراثها الاسلامى القديم أعظم وأعمق فهى تعتبر المدينة الثانية فى عدد المآذن بعد القاهرة صاحبة الألف مئذنة والثالثة بعد مدينتى القاهرة ورشيد فى الآثار الإسلامية بمجملها والرابعة على مستوى العالم الاسلامى بعد القاهرة ورشيد وفاس بمملكة المغرب وقال: رغم ذلك فهى فى طى النسيان فالمساجد والمآذن لولا رعاية الله عز وجل لها لانهارت لان الدولة ترمم قصور الرئاسة ومساجد القاهرة فقط وتركتها عرضة لعوامل الجو والتعرية والطبيعة رغم قدم تلك المساجد عن الالف عام وأشار الى أن مساجد المدينة منها مسجد الأمير قلاوون ومسجد الإمام الحسين ومسجد الإمام الاربعينى ومسجد الإمام البرلسى ومسجد الشيخ أبو المكارم والشيخ شعبان ومسجد الأمير حسن والشيخ عبد الرحيم اللقانى ومصنع الطرابيش منذ عهد محمد على وبوابة محمد على والتكية الثانية فى العالم الباقية بعد تكية تركيا ووكالة حسين ماجور وربع الخطابية وغيرها من الآثار العظيمة وأضاف يجب الاهتمام بتلك الآثار العظيمة والتراث الاسلامى الفريد وترميمها لأنها شاهدة على أعظم عصور الدنيا وهو العصر الاسلامى.
 
 
وأضاف أن تلك الآثار إذا تم الاهتمام بها والترويج لها سياحيا فسوف يدخل أكثر من 20 مليون سائح إلى مدينة فوه وحدها.
 
 
ويشير أحمد محمد على الى أن الزائرين لايأتون إلى «فوة»إلا خلال الأعياد فقط للسياحة وشراء الكليم والسجاد الذى تشتهر به والنزول الى العائمة الكبيرة على النيل لتناول الطعام والسياحة بعرض النيل.
 
 
ويضيف على خليل أن فوة بها العديد من الصناعات التاريخية والمصانع العظيمة منها صناعة السجاد اليدوى النادر ومصانع الكليم التى كانت تصدر إلى جميع أنحاء العالم وجميع المدن الساحلية سابقا حتى جاء عصر مبارك وازدادت الضرائب والأعباء على المصانع التى تنتج تلك المنتجات حتى أغلقت اغلبها ابوابها واصحابها إلى السفر للخارج من اجل مواجهه أعباء الحياة.
 
 
ويرى شادى محمود سائق أن جميع المحافظين منذ عصر مبارك لم يهتموا بالمدينة بل تجاهلوها تماما وتجاهلوا ترميم مابها من آثار حتى تحولت من نعمة العيش بها إلى نقمة حتى هاجر أهلها وصناعها إلى القاهرة ومختلف الدول العربية من اجل البحث عن لقمة العيش.
 
 
 وأضاف انه على الرغم من بناء أكبر ترسانة نيلية فى عهد محمد على من أجل إرشاد السفن وشحن البضائع وتجارة الأخشاب وآثارها مازالت باقية حتى الأن وذلك بسبب أنها تطل على نهر النيل وقربها من البحر المتوسط إلا أن مبارك الرئيس المخلوع لم يزرها إلا قبل اندلاع الثورة بشهور معدودة وكانت زيارة النقمة على اهالى فوة حيث زار مصانع الكليم وأخذ زكريا عزمى سيارتين محملتين ببضائع الكليم والسجاد اليدوى والستائر ووعد أصحابها بمبالغ كبيرة استجابة لأوامر مبارك ولكن أصحاب المصانع المنزلية حاولوا أن يقابلوا زكريا عزمى أو الدخول إلى القصر الجمهورى بلا جدوى حتى اخذ الله حقهم وقامت الثورة وطالب شادى بضرورة الاهتمام بالمدينة بعد الثورة وجعلها من المدن الأثرية النادرة فى العالم لأنه من مصلحة الحكومة ذلك مشددا أيضا على ضرورة تجديد شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب لان ميامهما تختلطان نتيجة تهالك مواسيرهما مما تسبب فى انتشار أمراض الكبد والفشل الكلوى بالمدينة وإذا لم يحدث ذلك فلم تقم ثورة عند أهالى مدينة فوة.