رأس البر.. مقصد الأغنياء والفقراء للهروب من حر الصيف

كتب - عمر حسن


لم تكن مدينة رأس البر المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتابعة لمحافظة دمياط، سوى مساحة من الأرض التى تتناثر خلالها «العشش»  فيرتادها المصطافون الفقراء فى كل عام،  وذلك حتى وقت ليس بالبعيد، إلى أن تحولت فى مدة قياسية إلى واحدة من أروع المدن الساحلية فى مصر، يستقطب هواؤها المنعش فئات عديدة من الشعب المصري، خاصة بعد تقسيمها إلى شوارع مرصوفة، ومرقمة بشكل منظم ومتناسق، ضمن لها مظهر حضاري، بجانب النظافة التى أصبحت سمة المدينة الجديدة.
آلاف من المصطفاين أصبحوا من عشاق المدينة الساحرة، يرتادونها فى صيف كل عام، للحصول على قسط من الراحة، والجميل أن المدينة أصبحت مقصدًا لمختلف الطبقات الاجتماعية، حيث يمكن لأصحاب الدخول المحدودة قضاء إجازتهم باستئجار إحدى العشش القريبة من البحر، والتى لا يتجاوز سعرها كحد أقصى 50 جنيهًا فى الليلة، كما يمكن لأبناء الطبقة المتوسطة النزول فى شقق سكنية تبدأ أسعارها من 80
جنيهًا فى الليلة، أما عن أبناء الطبقة الراقية، فيمكنهم النزول بإحدى فنادق شارع النيل، وهو من أشهر الشوارع فى مدينة رأس البر، كما أنه يتحلى بممشى رياضي، يعد مقصدًا للمصطافين فى أوقات الليل.
ولا يمكن أن ننسى منطقة «اللسان» التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم، وتحديدًا بسورة الرحمن، فى قوله تعالى: «مرج البحرين يلتقيان»، أى منطقة التقاء الماء العذب والمالح دون تداخلهما، وهو ما سوف تشاهده إذا قمت بزيارة هذه المنطقة، حيث نهاية نهر النيل «فرع دمياط»، مع بداية البحر الأبيض، فى منظر جمالى خلاب، كما يمكنك التقاط الصور بطول منطقة «اللسان»، بجوار الصخور التى تتخللها الطحالب الخضراء.
تعتبر المدينة أحسن الاختيارات لعشاق الأكل أيضًا، حيث تشتهر بأكلات الفطير الشرقي، والأسماك بجميع أنواعها، حيث يتم بيعها «طازة» فى منطقة «عزبة البرج»، وهى سوق مفتوحة للأسماك، بجانب الحلويات الشرقية بجميع أنواعها، وتحديدًا «المشبك»، الذى يتم بيعه فى كل شارع من أسواق المدينة.
 مشروعات عديدة سبق أن أعلن عنها محافظ دمياط، إسماعيل عبد الحميد، لتطوير مدينة رأس البر بشكل أكبر، ووضعها على الخريطة السياحية العالمية وليس المحلية فقط، ومنها مشروع فندق اللسان برأس البر على مساحة 4200 م، يطل على البحر المتوسط والجهة المقابلة من نهر النيل، حيث يتوسط  منطقة اللسان وملتقى النيل بالبحر فى منظر بديع وخلاب.