الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

باحثة: المماليك اعتنوا كثيرًا بخروج المحمل كل عام

باحثة: المماليك اعتنوا كثيرًا بخروج المحمل كل عام
باحثة: المماليك اعتنوا كثيرًا بخروج المحمل كل عام




كتب - علاء الدين ظاهر


 كشفت د.نورا عبد المهيمن طاش الباحثة فى الآثار والتاريخ عن اهتمام الخلفاء والملوك قديما بالحج، فقد حرص الخلفاء الثلاثة الأوائل على أداء فريضة الحج، وكذلك حج من بعدهم خلفاء بنى أمية وخلفا بنى العباس فى العصر العباسى الأول،أما فى العصر العباسى الثانى فقد أثرت ظروف هذا العصر من ترف وانقسام وثورات فى حجب الخلفاء العباسيين عن الحج.
وأشارت إلى أن أول من لقب بأمير الحج من هؤلاء الخلفاء والملوك أبو بكر الصديق الذى رأس الحج بنفسه 9هـ ومنذ ذلك اليوم أصبحت إمارة الحج واجباً  منوطاً بالخلفاء، وبسقوط الخلافة العباسية درج أقوى أمراء المسلمين كمماليك مصر وسلاطين آل عثمان على إقامة أمير للحج يقود الحجاج من مصر كل عام.
 وقالت: فى العصر الفاطمى لم يحج من الخلفاء الفاطميين أحد إلا أنهم عنوا عناية كبيرة بقافلة الحج المصرى، وكذلك لم يحج أحد من سلاطين بنى أيوب فى مصر ولعل السبب فى ذلك يرجع إلى انشغالهم بالجهاد ضد الصليبيين، ولم يحج أحد بعد من السلاطين إلا فى عصر الدولة المملوكية، وكان أول من حج منهم السلطان الملك الظاهر بيبرس البندقدارى عام 667هـ/1268م, وغسل الكعبة بماء الورد ثم كساها.
وتابعت:عنيت الدولة المملوكية عناية كبيرة بخروج المحمل كل عام، إذ كانت تقيم له احتفالاً ضخماً يتم على دورتين،الأولى فى النصف الثانى من شهر رجب وأطلق عليها الدورة الرجبية، وذلك لإعلام الناس بأن الطريق بين مصر والحجاز آمن ومن أراد الحج فلا يتأخر، أما الدورة الثانية فكانت تتم فى النصف من شوال وتسمى الدورة الشوالية، وكانت مثل الدورة الأولى إلا أنه كان يرجع بالمحمل من تحت القلعة إلى باب النصر ويخرج إلى الـريدانية للسفر ولا يتوجه إلى الفسطاط.
 وقالت إن السلاطين والمماليك عنوا بصناعة الكسوات وإرسالها كل عام إلى الحرمين الشريفين، وفى عهد العزيز بالله الفاطمى كسيت الكعبة المعظمة بكسوة بيضاء اللون، وفى عهد الحاكم بأمر الله كسيت بالقباطى البيض، وفى عصر الدولة الفاطمية وصل إلى الكعبة المشرفة كسواها من صنعاء ومراكش، ففى عام 455هـ/1063م استولى أبو كامل على بن محمد الصليحى على اليمن، واستطاع أن يدخل مكة فى ذلك العام وعامل أهلها أحسن معاملة وكسى الكعبة بثياب بيض.
 وقد عريت الكعبة المشرفة من كسوتها عام 642هـ/1244م بسبب ريح شديدة فأراد الملك المنصور صاحب اليمن كسوتها، فقال له منصور بن منعة البغدادى شيخ الحرم: «لايكون هذا إلا من جهة الديوان»، يعنى الخليفة العباسى، ولم يكن عند ابن منعة شىء ليكسى به الكعبة، فاشترى ثياباً بيضاء وصبغها بالسواد وكسى بها الكعبة، وقد حرص سلاطين المماليك على إرسال كسوة الكعبة سنوياً، فى إطار حرصهم على الواجهة الدينية لحكمهم، والظهور بمظهر حماة الحرمين الشريفين.