الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمل جمال: الشعر دائما هو ولائى ورهانى

أمل جمال: الشعر دائما هو ولائى ورهانى
أمل جمال: الشعر دائما هو ولائى ورهانى




حوار- خالد بيومي
أمل جمال شاعرة ذات صوت خاص لديها حساسية خاصة تنطوى على العزلة والألم، وتتلفع بالتمرد، وتنسحب من حياة الواقع الخشن إلى حياة الحلم والمثال، وهذا المفهوم يوحد بين الشعر وخفق الوجدان، ملحاً على حدس القلب وشفافية الروح .وهى عضو مؤسس فى جماعة إضافة الأدبية وسفيرة السلام العالمى بدائرة سفراء السلام العالميين فى سويسرا، من دواوينها الشعرية: لا أسميك، من أجل سحابة، حدث فى مثل هذا البيت، زهورى السوداء السرية، وكأنها أنا. ومن أعمالها للأطفال: بحيرة الضفدعة، وحكايات من الغابة، تيجى معاي، السنجاب الأحمر.


■ متى اكتشفت تفجر موهبة الشعر لديك؟
بعد دخولى الجامعة. بالصدفة لأننى كنت مشتركة فى إحدى المسرحيات ونزلت إلى نادى الأدب فى اجتماعهم الأسبوعى لضبط بعض الكلمات. فاكتشفت أن ما اكتبه لنفسى يشبه ما يتم مناقشته. كان الشعر الجاهلى مجهدا لى فى البداية كحفظ ودراسة فى المرحلة الثانوية. لكنى مع تطور قراءتى أحببت عبد الصبور جدا وأمل دنقل.عندما قررت خروج ما أكتبه  للنور كان لابد من دراسة الشعر بشكل جيد ومعرفة العروض الذى لم يستغرق وقتا منى لأننى كنت فعلا أكتب بالسليقة.
■ لماذا كتابة الشعر فى زمن الرواية؟
- لا أعرف فى الحقيقة رغم أن لدى مادة روائية رائعة. وقضايا تضج بها ذاتي. لكن الشعر دائما هو رهانى وولائى وحبيبى رغم أننى لم أنل أية جائزة. ولم أتقدم لأية مسابقة. ولا أتكسب من كتابته. تلك الرابطة الحريرية بيننا لا أستطيع أن أفصمها. هو صديقى وكاسر وحدتى التى عانيت منها كثيرا فى حياتى وهو من يخرجنى من غياهب الجنون أحيانا وياعدنى أن أصرخ دونما ضجيج وأن أحتج وهو كملاك يوشوشنى بما هو آت. يعيرنى من عينى زرقاء اليمامة نظرة فى كل ديوان فأرى ما لا يراه الآخرون.
■ «لا أسميك» عنوان ديوانك الأول الذى صدر فى منتصف التسعينيات.. كيف تقيمين تجربة هذا الجيل وأين موقعك بين أترابك؟
- جيل التسعينيات هو جيل فاصل، مدهش، ومغاير، له حسه الخاص وتجاربه المختلفة التى تتسم باليومية وكسر التابوه إن احتاج النص ذلك ووظف بشكل فنى يضيف للنص دون غيره من الطرق. جيل تخلى عن الإيقاع والوزن هجر موسيقى الشعر ليعبر إلى الناس بموسيقى المشهد والتكثيف وامتزاج الفنون وغيرها.
جيل كل واحد فيه له حسه الخاص وتميزت فيه أصوات بعينها لا تتشابه مع بعضها منهم من اختفى ومنهم من يسعد بدواوينه وعوالمه التى تتسع لتحضن العالم او تدفعه بعيدا كى لا يخنقها.
موقعى من أترابى لا أستطيع أن أحدده فقط أنا متواجدة، أعمل بشكل جيد وأعانى من النشر مثلهم جميعا وأنتظر أو أدفع مالا لكى ننشر. وإن لم أستطع فما على سوى الانتظار لأننى لا أمتلك رفاهية النشر فى دور ذات أسماء كبيرة.اللهم إلا ديوانى الذى سيصدر قريبا عن دار بتانة بعنوان (لا وردة للحرب) وهنا يتوجب على أن أشكر دكتور عاطف عبيد على مشروعه الجاد الهادف فى إثراء المجال الثقافى وانتقاء العناصر الجادة والجيدة  لنشر أعمالها بالدار والتى تعتبر حجرا فى شارع يعبده لتمشى فيه الأجيال القادمة بهامة مرفوعة.
■ ما القضايا التى تشغلك فى شعرك؟
- الظلم بشكل عام والحروب. الظلم الواقع على المرأة والطفل بشكل خاص.
■ تكتبين للأطفال.. ما شروط الكتابة للطفل؟
- أن تكون طفلا، وأن تراك الأطفال فى الشارع أو المدرسة أو الحديقة فتتجه إليك. هذا فيما يخص الروح. أما ما يخص العلم فيجب مواكبة كل ما يتعامل معه الطفل من فضائيات ومن كارتون لمراقبة ماذا يحب ماذا يكره والأهم من هذا وذاك. تشخيص حجم المتعة وحجم التعليم فيما نقدمه إليه من أعمال حتى لا يهرب. طفل اليوم ذكى لدرجة لا ينكرها أحد وبالتأكيد تغير عن الطفل الذى عرفناه فى طفولتنا وفى تصورنا بعدما كبرنا ونضجنا. أنظر إلى أيدى الطفل ذى السنوات الثلاث أنظر إلى حجم التكنولوجيا التى يتعامل معها.
■ عملت سفيراً للسلام بدائرة سفراء السلام العالميين فى سويسرا.. ما الدور الذى يمكن أن يقوم به الشعر فى عالم يتفاقم فيه الظلم؟
رشحت بسبب قصائدى المناهضة للحروب والداعية للسلام. المنصب شرفى وصحيح أن لديهم أجندة للسفر لكننى لم أسافر أبدا على أى مكان  خاص بأجندتهم.
■ كيف يحضر الرجل فى قصائدك؟
يحضر بشتى أدوراه الاجتماعية. أبا حبيبا ,و معشوقا، وابنا، وظالما خائنا فى قصائد كثيرة، وأيضا نخاسا ربما. أنا أنظر دوما إلى ما لا أحب أن أراه وإلى مواضع الظلم وأحاول أن أنتصر للمهزومين بالقصيدة. فهى سلاحى وأنا لا حول لى بدونها.
■ برأيك.. هل يستفيد أدباء الأقاليم من المؤتمرات الأدبية التى تقيمها وزارة الثقافة؟
- يستفيدون من تلاقى أدباء الشمال بالجنوب بمن يعيشون بالقاهرة يستمعون لبعضهم حتى على المقاهى وفى سهراتهم إن لم يحضروا الندوات. أما من يتم دراسة أعمالهم فهذا مفيد جدا لهم لأنه ببساطة يلقى الضوء النقدى عليها وهذاأقل حقوقهم. المشكلة فقط تحدث إن تم تكرار السماء أو تم هضم أدباء لا يجيدون التسلق. وإن كان الاتجاه الفعلى الآن هو عدم تكرار الأسماء. أنا على سبيل المثال لم توجه لى هيئة قصور الثقافة أيه دعوات منذ عامين فى أنشطتها الرمضانية مثلا ولاحتى قصر ثقافة المنصورة منذ أكثر من عام. أقاموا مؤتمر شرق الدلتا ولم أعرف به ولم يدعنى أحد مثلا فى حين أننى كنت فى أمانته لمدة عامين وكنت شديدة الغيرة على من يستحق الحضور حتى وإن كان بعيدا. أو كنت على خلاف معه لأن هذا لا يلغى وجوده على الساحة واستحقاقه. هذه موضوعية ومصداقية يفتقدها كثيرون.
■ ترجمت الشعر وقصص للأطفال..برأيك هل يشترط فيمن يتصدى لترجمة الشعر أن يكون شاعراً؟
- يفضل لكنه ليس شرطا، الشعر يضيف نعومة وقوة للكلمات ولتركيب الجملة المترجمة. وهو كشاعر لن يقدم إلا هذا لأنه معينه.
■  بماذا تحلمين؟
أحلم بنزول الثقافة للمدارس للنجوع للقرى بخاصة أجواء الستينات التى حكى لى عنها أبى وعائلتى المسرح وغيره. اعلم أن الأمر تغير بالتكنولوجيا لكن المسرح لغة الحياة وامتزاج فورى ورساله كطلقة نحو الهدف.
أحلم بتعليم جيد لأطفالنا. بمراقبة قنوات الأطفال التى تعمل على اختلاط اللغات والثقافات فى الكارتون مثلا. المتعة ليست تشويها لهوية للأطفال واغترابهم.
■ طموحك.. إلى أين يقف؟
طموحى فى الكتابة. أن يتذكرنى جيل قادم فقط. أن أترك أثرا على طريق الشعر أن يبقى اسمى معلقا فى موقف إنسانى يرد ظلما أو يشير إليه حتى بعد موتي.
■ بمن تأثرت فى كتابة الشعر عربياً وعالميا؟
عربيا كل من قرأت لهم خاصة أمل دنقل ودرويش وعبد الصبور. وتعلمت من جمال القصاص وعبدا الله السيد شرف وحلمى سالم. تعملت من قراءتى للترجمات للكلاسيكيات بشكل عام وليس فى الشعر فقط