الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القمح والمستوردون

القمح والمستوردون
القمح والمستوردون




كتب - إبراهيم رمضان

استكمالا لسلسلة مقالاتى عن القمح التى بدأتها بمقال «القمح وسنينه» والذى أشرت فيه للمساحات التى نزرعها والتى تتراوح مابين 2.8 و3.5 مليون فدان يصل متوسط إنتاجها مابين 7.5 و8.5 مليون طن، ولكن فى هذا المقال سأكتب عن واحدة من الوقائع الخاصة باستيراد القمح ومشاكله.
فى عام 2009 أثيرت قضية اكتشاف بذور «الإمبروزيا» السامة فى شحنة استوردتها شركة تسمى بالتجار المصريين لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية، والتى كان يمثلها فى ذلك الوقت رجل الأعمال أشرف العتال، وفور إثارة القضية تم القبض على الرجل وباشرت النيابة التحقيقات، إلى أن تم إعادة الشحنة ورفض دخولها البلاد، إلا أنه ومنذ ذلك الحين حتى الآن فإن هناك العديد من الشحنات التى دخلت مصر وتمت معالجتها بنظام الغربلة لفصل هذه البذور عن القمح وفقا للضوابط التى وضعها الحجر الزراعى وقتها، وما زالت سارية حتى الآن.
إلا أن المفاجأة فى هذه القضية هى أننى وبالمصادفة كنت قد توجهت لمقابلة رئيس الحجر الزراعى بالوزارة وأثناء تواجدي، استأذن فى الدخول مسئول من السفارة الروسية، تحدث طويلا وقتها مع رئيس الإدارة، ليوضح أن بلاده لا علاقة لها بإرسال مثل هذه النوعية من الأقماح لمصر، فالسوق الروسية بها كل درجات القمح المعروفة عالميا، مؤكدا أن المستوردين المصريين هم من يلجأون لشراء نوعيات رخيصة من القمح تصنف فى بلاده على أنها أعلاف حيوانات مثل تلك الشحنة التى أثيرت حولها الأزمة والتى استوردتها شركة التجار المصريين.
لم يتوقف المسئول الروسي، الذى واصل حديثه بدبلوماسية، وأدب ليشدد على أن بلاده مستعدة لإمداد مصر بجميع المعلومات المطلوبة عن تلك الشحنة ففى النهاية مصر سوق مهمة لصادرات القمح الروسية.
إذن اكتشاف هذه الشحنة كان بمثابة جرس إنذار للمسئولين والمستوردين إلا أن أحدا لم يتخذ منها عبرة، ولم يتنبه المسئولون لخطورة استيراد مثل هذه الشحنات وخطورتها على صحة المصريين، طالما إن «السبوبة» مستمرة وشعار «معدة المصريين تهضم الزلط» قائم إلى أن تفشت الأمراض بكل أشكالها، وصرنا أمة تعانى من أمراض الفشل الكلوي، والسرطان، والفيروسات الكبدية، وغيرها الكثير.
ورغم كل ذلك ما زال لدى المسئولين عقيدة راسخة بأن استيراد قمح رخيص محمل بالآفات لصناعة الخبز هو الحل، حتى ولو كان ذلك على حساب صحة الجميع.
لقصة القمح والمستوردين بقية سنكتبها إن كان فى العمر بقية، إن شاء الله.