الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كارثة.. استغلال الآبار الكبريتية فى رى الأراضى الزراعية بالوادى الجديد

كارثة.. استغلال الآبار الكبريتية فى رى الأراضى الزراعية بالوادى الجديد
كارثة.. استغلال الآبار الكبريتية فى رى الأراضى الزراعية بالوادى الجديد




الوادى الجديد ـ محمد عمر 

 

تشكل أبار المياه الكبريتية بالوادى الجديد واحدة من أهم برامج السياحة العلاجية بالنسبة للوفود السياحية  القادمة إلى الواحات خاصة فى فصل الشتاء، حيث تساعد تلك المياه فى علاج كثير من أمراض الجلدية والعظام فهى شفاء وعلاج من وحى الطبيعة  بعيدا عن الأدوية والجلسات العلاجية فى عيادات الأطباء والمستشفيات وليست لها أضرار جانبية،  ويقبل عليها المئات سنويا من شتى دول العالم.
إسلام محمود دليل لسياحة السفارى بالوادى الجديد يؤكد أن العيون الكبريتية  تشكلت بعد دورة من الطفوحات البركانية، فعندما يميل البركان إلى الخمود، فإن الصهير والصخور الحارة تبقى فى أعماق ضحلة نسبياً من القشرة الأرضية، لفترة زمنية معينة قد تبلغ آلاف السنين. حيث تتسرب المياه الجوفية عبر الفوالق والفواصل الصخرية لتصل إلى تلك النطاقات الحارة مما يؤدى إلى تسخينها بدرجة حرارة تتخطى 50 درجة مئوية..
أشار إسلام إلى أن هناك أكثر من 15 عيباً كبريتية وساخنة منتشرة بربوع المحافظة أشهرها آبار الناضورة والبجوات و2 بشرق بولاق ومخيم ناصر السياحى وجميعها بواحة الخارجة، بالإضافة إلى بئر الجبل بقرية القصر وبئر موط بواحة الداخلة فضلا عن بئر 6 فى الفرافرة وهو أشهر آبار الواحات لأنه يقع بالقرب من الصحراء البيضاء ومن رحلات السفاري  فضلا على أن هناك كميات كبيرة من الطمى والرمل الساخنة التى تقع بجوار البئر مباشرة والتى تمكن الزائر من الاستلقاء عليها تحت أشعة الشمس لعلاج أمراض العظام.
وأوضح إسلام أنه يوجد عدد كبير من الآبار الأخرى  لم يتم إدراجها بعد فى خريطة السياحة العلاجية والاستشفائية بالوادى الجديد، مشيراً إلى أن بعض هذه الآبار يتم استخراج المياه من داخلها عن طريق ماكينات الرفع على أعماق بعيدة وهناك ما تتدفق وتتفجر منه المياه ذاتيا وهذه الظاهرة موجودة فقط بواحة الفرافرة نظراً لأن اغلب أراضيها لم تزرع بعد بالإضافة إلى قلة الآبار المحفورة بها.
ولفت إسلام إلى أن هذه الآبار لم تقتصر فوائدها العلاجية على علاج العظام والجلدية فقط ، فهى تعمل أيضا على تخفيف نسبة السكر فى الدم وعلاج الضغط وتنظيم ضربات القلب، فنسبة المنجنيز الموجودة فى هذه المياه تساعد على تخفيف مستوى سكر الدم لدى مرضى السكر وهو مفيد فى حالات هشاشة العظام، كما تحتوى هذه المياه المعدنية على عنصر الفوسفور وهو مهم فى حالات الكسور العظمية وحالات نقص الفيتامين «دال»، وحتى فى حالات التشنجات العضلية، إضافة إلى الكالسيوم الذى يمنع حالات نخور الأسنان وهشاشة العظام ويعمل على خفض ضغط الدم المرتفع وتنظيم ضربات القلب والتى تعجز العقاقير الطبية عن علاجها، كما أن الكثير من عجائز أوروبا يعتقدون أن هذه المياه تجدد الحياة وتعيدهم إلى الشباب مرة أخرى وتطيل العمر لذلك ينصحون بعضهم البعض بالذهاب للواحات.
وأكد إسلام أنه بعد تراجع السياحة أصبحت هذه الآبار تعمل على رى الحقول الزراعية فقط دون الاستفادة العلاجية منه مؤكدا أنها كانت فى الماضى بمثابة استثمار كبير وفاتحة خير على كثير من الشباب والعاملين فى المجال السياحى بجانب استخدامها فى الزراعة حيث كان يتوافد عليها مئات السياح الغرب  والعرب الذين يعانون من الأمراض المختلفة، مناشدا القائمين على السياحة بضرورة عودة الواحات إلى دورها الرائد فى سياحة السفارى والعلاج والتى كانت بمثابة دخل للعشرات من العاملين بها.
ويرى خالد حسن مدير هيئة تنشيط السياحة الإقليمية بالوادى الجديد أن الآبار الكبريتية واحدة من المعالم السياحية العلاجية بالواحات إلى جانب العلاج بالدفن بالرمال والعلاج بالأعشاب والنباتات البرية، وكانت تشكل نسبة كبيرة من برامج السياح الغرب والذين كانوا يقصدونها عند زيارتهم لمصر على الرغم من بعد مسافتها عن باقى المزارات الأثرية والسياحية فى انحاء الجمهورية وصعوبة الوصول إليها وموقعها النائى فى الصحراء الغربية.