الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تهريب الماشية إلى «غزة» يشعل الأسعار فى شمال سيناء

تهريب الماشية إلى «غزة» يشعل الأسعار فى شمال سيناء
تهريب الماشية إلى «غزة» يشعل الأسعار فى شمال سيناء




العريش - مسعد رضوان

تحظى سيناء بشهرة واسعة بثروتها الحيوانية، خاصة من الإبل والأغنام والماعز، إلى جانب أعداد قليلة من البقر والجاموس، وذلك بسبب العادات والتقاليد العربية الأصيلة وطبيعتها البدوية التى تتسم بالكرم، فضلا عن أن بعض الروايات والكتب التاريخية والدينية تشير إلى أن السيدة هاجر زوجة الخليل ابراهيم أبوالأنبياء وأم سيدنا إسماعيل عليهما السلام كانت مصرية من سيناء ومن شمال سيناء بالتحديد، ومن هنا يحرص جميع أبناء المحافظة على إحياء السنة النبوية بالنحر فى عيد الأضحى.
وتعتبر الأسواق بشمال سيناء أحد أهم الأماكن التى تباع فيها الخراف والماعز والابل وغيرها طوال العام باعتبارها من مفردات التراث الشعبى السيناوى، إلا أنها تنتعش فى المناسبات الدينية والاجتماعية، وعلى رأسها بالطبع عيد الأضحى، وتنتشر الأسواق الشعبية التى تبيع الخراف والماعز وغيرها.
أسعار الأغنام والماعز تزيد 100% على العام الماضى.
ناهيك أنه يوجد فى العريش سوق الخميس الشهير، الذى يبدأ مساء الأربعاء ويستمر حتى بعد ظهر الخميس، ثم سوق رفح يوم السبت من كل أسبوع، وسوق نخل بوسط سيناء يوم الأحد أسبوعيا، ثم سوقا نجيلة وبئر العبد يوم الاثنين، وسوقا الجورة والشيخ زويد يوم الثلاثاء من كل أسبوع أيضا.
وخلال الأسبوعين الحالى والمقبل تستمر الأسواق مفتوحة طوال أيام الأسبوع لبيع الأضحية أو الضحايا كما يقال عنها، ونظرا لقرب عيد الأضحى المبارك فقد ارتفعت أسعار الأغنام والماعز بنسبة تصل إلى حوالى 100% من أسعارها السابقة حيث تجاوز سعر الرأس الواحدة من الماعز والأغنام البلدية 2000 جنيه، بينما يصل سعر الرأس من الماعز الشامى إلى نحو 3000 جنيه، ويقل ذلك بالنسبة للأغنام والماعز القادمة من المحافظات المجاورة.
وقد أدت عمليات تهريب الأغنام والماعز إلى «غزة» لزيادة أسعارها فى الأسواق المحلية نظرا لزيادة الإقبال عليها ومحاولات تهريبها بأسعار مضاعفة إلى قطاع غزة الفلسطينى، وذلك بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة.
يقول أحد تجار الأغنام والماعز: إن الأسعار هذا العام تفوق أسعار العام الماضى بأكثر من الضعف، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار العلف ومستلزمات التربية، علاوة على محاولات تهريبها إلى قطاع غزة والإقبال على الأغنام والماعز المصرية بسبب الحظر المفروض على القطاع، منوها إلى أن هناك أعدادًا كبيرة يتم الاتفاق عليها من المحافظات الأخرى بسبب رخص سعرها عن الأنواع المحلية الموجودة داخل المحافظة لتهريبها إلى غزة عبر الأنفاق.
بينما يبرر تاجر آخر ارتفاع الأسعار عن العام الماضى بسبب ارتفاع أسعار العلف وباقى مستلزمات المعيشة، ما يؤثر على أسعار البيع، وأن أسعار اللحوم من الأبقار وغيرها والدواجن فى ارتفاع مستمر، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا مع بعض الجزارين الفلسطينيين عن طريق أصحاب الأنفاق على توريد كميات كبيرة من اللحوم أو العجول الحية أسبوعيا ويتم توصيلها إليهم عبر الأنفاق، ما أثر على سعر بيع اللحوم فى الأسواق المحلية، ناهيك أن الماشية الموجودة داخل المحافظة لا تفى باحتياجات المواطنين من اللحوم، ما يضطره وغيره من الجزارين إلى جلب الماشية من المحافظات المجاورة، وبأسعار مرتفعة.
وفى رفح خاصة يؤكد تجار الأغنام والماعز معاناتهم من حركة الكساد وارتفاع الأسعار بسبب محاولات تهريبها إلى قطاع غزة وبيعها إلى التجار بأسعار كبيرة، علاوة على أسباب أخرى منها: ارتفاع أسعار اللحوم بوجه عام والأعلاف وتكلفة النقل بوجه خاص بخلاف التشديدات والتعقيدات على كوبرى السلام، وعزوف بعض التجار عن جلب الأغنام والماعز من المحافظات الأخرى.
ويقول «محمود م.ب»، من كبار تجار الماشية فى رفح: إن الحياة قد تغيرت برمتها، وأن الكثير من التجار القدامى عزفوا عن ممارسة تلك المهنة بعد عشرات السنين وذلك لتغير العادات والتقاليد، فقديما كانت الكلمة هى التى تحكم المعاملة بين التجار أما الآن فأصبحت هناك 100 كلمة وليست كلمة واحدة، وأنه قديما كنا نذهب الى الأهالى ونشترى الأغنام والماعز ولا ندفع ثمنها إلا بعد عملية البيع، وكانت العملية نفسها بلا جشع وكنا نرضى بالقليل أما الآن فلعدم وجود ثقة فى التعامل يرفض بعض الأهالى بيع أغنامهم والماعز إلى التجار إلا بعد سداد ثمنها.
ويضيف «عبدالكريم أ.ح»، تاجر أغنام فى سوق رفح: إن البركة قد انتزعت، وذلك لكثرة الكذب وعدم الصدق ما بين البائع والمشترى فالكل يبيع على هواه وبالسعر الذى يريده دون ضابط أو رابط فعملية تحديد الأسعار عملية تقديرية ترجع إلى التاجر، وأنه قديما كانت تقدر سعر الرأس على أساس النوع والأعلاف التى تقدم لها وعملية النقل، أما الآن فعملية تحديد الأسعار تتم جزافا وبعيدا عن التكلفة الحقيقية بمراحل كبيرة.
ويرى «أحمد.س»، تاجر، أن ارتفاع أسعار الأغنام والماعز فى هذه الأيام يأتى كنتيجة طبيعية لزيادة أسعار الأعلاف وزيادة تكلفة النقل، وكذا زيادة الطلب على الأغنام والماعز بعد الارتفاع الرهيب فى أسعار اللحوم فى الفترة الأخيرة، وأن كثيرا من التجار قد عزفوا عن جلب الأغنام والماعز من المحافظات الأخرى مثل القاهرة والشرقية وسوهاج نظرا لارتفاع تكلفة النقل والتعقيدات البيروقراطية التى يواجهها التجار على كوبرى السلام.
ويشير «هيثم.ع تاجر، إلى أن الأسعار قد ارتفعت فى الفترة الأخيرة لازدياد الطلب على رؤوس الماشية نتيجة الارتفاع الكبير فى أسعار اللحوم البقري، ما جعل الإقبال على شراء الأغنام والماعز كبيرا نظرا لانخفاض أسعار لحومها بالنسبة إلى اللحوم البقرية، وكذلك تهريبها إلى غزة عبر الانفاق، لافتا إلى أن التاجر الشاطر هو الذى يستطيع أن يبيع رأسين أو ثلاثة رءوس فى الأسبوع، وأن المكسب فى الرأس الواحدة لا يتعدى 5 جنيهات بعد استخراج المصروفات والتكاليف، علاوة على أن أغلب المشترين من الموظفين، وأن أغلى الأنواع هو الشامى الذى يباع بأسعار تصل إلى 3 آلاف جنيه للرأس الواحدة.
وينوه «سمير.ق»، أحد التجار، إلى أن الأنواع والسلالات الموجودة فى أسواق رفح هى: الشامى والضأن والماعز، وأن أجود أنواع الماشية هو الضأن، وهناك أنواع أخرى مثل المارينى والعسافى التى يتم تربيتها للزينة نظرا لارتفاع أسعارها مقارنة بما هو موجود فى السوق المحلية، لكنها موجودة بقلة فى سوق رفح وأن هذه السلالات تم جلبها من قطاع غزة قبل عدة سنوات وتعطى كميات كبيرة من اللحوم الصافية فتباع بأسعار مرتفعة، ناهيك عن أن بعض التجار يقوم بزواج أم عسافى مع خروف مارينى وبالعكس لتحسين السلالة وبيعها بسعر أكبر.
وفى المقابل يؤكد المواطنون أن ارتفاع أسعار الماشية عموما بسبب ارتفاع الأسعار بصفة عامة، إلى جانب التمسك بإحياء السنة النبوية والتضحية فى العيد، حيث يقول محمد حسانين، أحد المواطنين: إننى أحرص على التضحية مهما كانت تكلفتها، خاصة أنها عادة متبعة منذ عهد الآباء والأجداد إلا أنه نتيجة لارتفاع الأسعار وتكلفة التربية اضطر إلى شراء ضحية صغيرة تفى بالغرض.
بينما أكد مجموعة من الشباب على الاشتراك سويا فى ضحية كبيرة مثل البقرة، وأنه مهما كانت تكلفتها إلا أنها ستكون أقل من الضحية المنفردة مثل الأغنام والماعز التى ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة مؤخرا.
وتشير المصادر إلى أن إجمالى عدد رءوس الأغنام والماعز بشمال سيناء تصل إلى نحو 300 ألف رأس، بالإضافة إلى نحو 3000 رأس من الإبل، و3600 رأس من الأبقار، وعدد قليل من الجاموس.