السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسعار اللحوم تشتعل قبل «الأضحى» بـ«بنى سويف»

أسعار اللحوم تشتعل قبل «الأضحى» بـ«بنى سويف»
أسعار اللحوم تشتعل قبل «الأضحى» بـ«بنى سويف»




بنى سويف – مصطفى عرفة

تشهد محافظة بنى سويف ارتفاعا قياسيا فى أسعار اللحوم، حيث بلغ سعر الكيلو 90 جنيها، وسط توقعات بوصول السعر إلى 100 جنيه خلال عيد الأضحى المبارك، الذى يحل علينا خلال الأيام القليلة المقبلة، فضلا عن أن الارتفاع الجنونى فى الأسعار انعكس سلبا على أسواق الخراف والأبقار الحية، التى كانت تنتعش فى مثل هذا الوقت من العام اقتداء بسنة نبى الله إبراهيم، وشعيرة ذبح الأضاحى التى تحض عليها الشريعة الإسلامية لإطعام الفقراء وإشاعة البهجة فى العيد الذى اشتق اسمه من الأضحية.

 

الركود وقلة المعروض ضرب أسواق الماشية ببنى سويف، حيث إن داخل سوق مواشى ببا جنوب المحافظة تتناثر أعداد قليلة من الأبقار والخراف بديلا عن قطعان الماشية التى كان يضيق بها السوق، والغريب أنه على الرغم من قلة المعروض وعزوف الأهالى عن الشراء فإن الأسعار تتصاعد بشكل يومى وسط توقعات بأن تكون هذه السنة من أقل السنوات التى يشترى فيها المصريون اللحوم أو الأضحية نظرا لأن توقيت العيد تزامن مع  موسم افتتاح المدارس وما يستتبعه من أزياء جديدة ومصاريف المدارس والكتب الدراسية، ناهيك عن حجز الدروس الخصوصية.
محمد زين الدين، من أهالى مدينة ببا، يؤكد أنه كان يشترى خروفًا كل عام بسعر يتراوح ما بين 700 إلى 900 جنيه يوفر له نحو 17 كيلو لحم يقوم بتقسيمها إلى 3 أقسام لـ«مالكه ـ  أهله ـ الفقراء»، لكن مع الارتفاع القياسى فى أسعار الخراف، الذى يصل سعر الخروف المعقول 1500 جنيه، فإنه سوف يكتفى بشراء 10 كيلو لحم بسعر من 900 أو 1000 جنيه لتوزيعها على الفقراء كما اعتاد أن يفعل سنويا.
ويكشف حسين الدكش، جزار وتاجر مواشى، عن أن هناك ارتفاعات فى أسعار اللحوم إذ يتراوح كيلو الكندوز ما بين 70 و75 جنيها، وكيلو الدوش يبدأ من 40 جنيها، وكيلو البتلو من 80 جنيها، ويتجاوز سعره أحيانا المائة جنيه، موضحا أن أسعار المواشى شهدت ارتفاعا قياسيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، خاصة أسعار عجول التربية الصغيرة «التسمين» نتيجة تراجع المعروض منها وارتفاع تكاليف الإنتاج الناتجة عن ارتفاع أسعار الأعلاف، علاوة على تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار وخفض الدعم الحكومى عن الطاقة ورفعه عن بعض الخدمات، قائلا: «ما باليد حيلة».
ويشير رابح عشماوى، تاجر مواشى من مركز ببا، إلى أن السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار اللحوم يرجع إلى انخفاض المساحات المنزرعة من الذرة الصفراء والبرسيم  لإطعام المواشى، فضلا عن الارتفاعات المتتالية فى أسعار الأعلاف الصناعية، حيث سجل الطن  4 آلاف جنيه بعدما كان ثمنه 3500 منذ عدة أشهر وهذه زيادة رهيبة لا يمكن تحملها، ما تسبب فى الزيادة المطردة فى أسعار اللحوم.
ويؤكد محمد أبوالنور، جزار وتاجر مواشى بمركز ببا، أن سعر الكيلو القائم الحى من الغنم زاد على 55 جنيها، ليرتفع ثمن الخروف من 2000 إلى 3 آلاف جنيه فى حين تراوح سعر البقر 48 جنيها، ليصل سعر رأس الماشية إلى 18 ألف جنيه فى المتوسط، فى حين بلغ كيلو اللحم 80 جنيها فى المتوسط أيضا، وهذه الأسعار قابلة للزيادة مع قلة المعروض وطمع المربين الذين يريدون تعويض خسارتهم من ارتفاع أسعار الأعلاف.
ويحمل محمد عبدالعزيز، موظف بالمعاش، الجزارون أسباب ارتفاع الأسعار، منوها إلى أن رأس الماشية التى يشتريها بـ18 ألف جنيه تصفى نحو 300 كيلو لحم، يبيع الكيلو فيها بـ90 جنيها فيحقق 9 آلاف جنيهًا مكسب، قائلا: «حرام ده ولا حلال، وفى الآخر نشتكى ونقول الأسعار نار»، مطالبا بفرض رقابة تموينية على اللحوم، بل وإن وصل الأمر إلى وضع تسعيره جبرية على محال الجزارة.
ويحذر أبوالنجا مسعود، جزار، بمركز الفشن، من انتشار ظاهرة خروف الشوك منخفض الثمن، موضحا أن خراف الشوك عبارة عن خراف طاعنة فى السن ترعى فى الأراضى الصحراوية على الأشواك ويتم إطعامه بكمية ملح  كبيرة وتعطيشه وإطلاقه فى الأشواك ليأكل منها دون رحمة ثم يشرب ماء بكميات رهيبة، ما يتسبب فى زيادة وزنه، لكن طعم لحمته غير مستساغ وبه كميات دهون كبيرة وهذا يباع بأسعار منخفضة ولا ينزل الأسواق أو يتم عرضه للمواطنين إلا قبل العيد بيومين فقط لأنه يتقيأ المياه ويهزل جسمه وتظهر عليه أعراض السن وهذا الخروف معروف بكبر بطنه وإعوجاج قرونه.
ويسخر محمود ربيع، جزار، من مركز الفشن من دعاوى مقاطعة اللحوم  التى دشنها بعض النشطاء وربات البيوت على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«توتير»، قائلا: «هى فين اللحمة علشان يقاطعوها»، لافتا إلى أن العيد فرصة للفقراء لتناول اللحوم ليشعر بالعيد وفرحته.
ويستطرد: «من سنتين كان أجدع خروف بـ1800 أو 2000 جنيه بالكتير، وكان كيلو اللحم الضانى بنحو 80 جنيها، فكان من الممكن أن تشترى أسرة من 4 أفراد كيلو من اللحم الضانى لتشعر بالعيد، لكن الآن الخروف وصل 3 آلاف جنيه، وكيلو اللحم الضانى بـ120 جنيها، ومع ذلك الكساد يضرب السوق والأمل فى الخراف الصومالى والسودانى والأثيوبى، وأيضا فى اللحوم البرازيلية المجمدة لكى تهدأ السوق شوية وتمشى عجلة البيع».
داخل سوق قرية قمبش الحمراء والشهير بسوق الخرفان، حالة من الركود فى البيع وعزوف غريب، وعندما اقتربت من أحد التجار قال لي: «هتشترى ولا هتتفرج وتمشى زى غيرك»، وعندما عرف هويتى الصحفية أوجس خفية واكتفى بقوله الحال مش أد كده واحنا بنربى كام حته للعيد، ونظرا لارتفاع إيجارات الأراضى الزراعية عزف الفلاحون عن زراعة البرسيم واتجهوا لزراعة الكنتلوب والخضر كالبامية والكوسة لضمان هامش ربح وهذا أثر على أسعار العلف التى ارتفعت ارتفاعا كبيرا واتوحلنا وخلاص.
ويشهد سوق مواشى قرية بدهل التابعة لمركز سمسطا، ارتفاعات هائلة فى الأسعار، ما تسبب فى حالة من الركود والعزوف عن شراء الخراف، حيث كشف وفائى كامل، أحد الأهالى عن أنه اشترك مع 7 من الأهالى فى شراء بقرة بسعر 21 ألف جنيه، دفع كل واحد منهم 3 آلاف جنيه أملا فى الحصول على حوالى 50 كيلو لحمًا بخلاف «الأرجل ـ المواسير ـ الرأس»، مؤكدا أن ذلك أفضل طريقة لتوفير كمية كبيرة من اللحوم بسعر معقول يوازى 3 آلاف جنيه بدلا من 4500 من عند الجزار لنفس الكمية.
ويستنكر أحمد عرابى حميدة، عامل سابق بالسكة الحديد، من جشع  الجزارين الذين رفعوا أسعار اللحوم بواقع 3 مرات خلال 6 أشهر فقط فى غياب تام للرقابة التموينية على الأسواق ومحال الجزارة حتى بلغت 90 جنيها تمهيدا لأن تصل إلى 100 جنيه فى العيد، مطالبا بعودة الجزار التعاونى وسرعة إقامة شوادر للحوم المدعمة لردع الأسعار ومنع انفلاتها فى العيد.