الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حجة الوداع

حجة الوداع
حجة الوداع




كتب - محمد سعيد هاشم

خرج النبى محمد - صلى الله عليه وسلم - فى السنة العاشرة للهجرة بصحبة عدد من المسلمين من المدينة قاصدا مكة لأداء فريضة الحج،وكان الحج قد فُرض فى السنة التاسعة للهجرة. حينما وصل ميقات ذى الحليفة صلى فى المسجد، ومن ثم ركب ناقته القصواء واستمر فى ذكر التلبية «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».


 وصل الكعبة واستلم الركن فطاف سبع مرات، فرمل ثلاثا ومشى أربعا، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ: ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ فصلى ركعتين، وجعل المقام بينه وبين الكعبة، ثم عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا منها قرأ: ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ فبدأ بالصفا، ثم نزل ومشى إلى المروة، فلمّا كان آخر طواف على المروة نادى وهو على المروة والناس تحته فقال: «لو أنى استقبلت من أمرى ما استدبرت لم أسق الهدى وجعلتها عمرة، فمن كان ليس معه هدى فليحل وليجعلها عمرة»، فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: «يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟» فشبك رسول الله أصابعه واحدة فى الأخرى وقال: «دخلت العمرة فى الحج مرتين لا بل لأبد أبد»، وقدم على من اليمن ببدن النبى فقال: «ماذا قلت حين فرضت الحج»، قال: «قلت اللهم إنى أهل بما أهل به رسولك»، قال: «فإن معى الهدى فلا تحل»، قال: «فكان جماعة الهدى الذى قدم به على من اليمن والذى أتى به النبى مائة»، قال: - صلى الله عليه وسلم - «فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبى ومن كان معه هدي». فى يوم التروية توجهوا إلى مِنَى وأهلّوا بالحج، فصلى بها النبى محمد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث إلى أن طلعت الشمس، وقد أمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة، ومن ثم سار حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها، فخطب بالناس وقال: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وكان مسترضعا فى بنى سعد فقتله هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله، وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون، قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاث مرات».
ثم صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص. ثم أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعا وكبّر وهلّل حتى قبل طلوع الشمس، بعدها خرج إلى أن وصل الجمرة فرماها بسبع حصيات، فجعل يكبّر مع كل حصاة منها، ثم انصرف إلى المنحر فنحر الهدي، ثم ركب رسول الله فأفاض إلى الحرم فصلى الظهر وشرب من ماء زمزم.