الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يا رعية أمير المؤمنين اتقوا الله

يا رعية أمير المؤمنين اتقوا الله
يا رعية أمير المؤمنين اتقوا الله




كتب - عيسى جاد الكريم

أمام كاميرات الفضائيات بقرية منبج السورية وقفت سيدة خمسينية تزغرد فرحا وبجوارها ابنتها الثلاثينية تهلل وهى تخلع النقاب وتلقى به فى الأرض فى حين وقف رجل بمقص يقص شعر لحيته التى غزاها الشعر الأبيض وهو يبتسم للكاميرات، هذه المشاهد هى اختصار لعدة مشاهد تظهر فرح سكان القرية برحيل داعش، التى أعطتها المخابرات الأمريكية وكالة تسويد عيشة الناس، والتنكيد عليهم، وقهرهم وإذلالهم، وتقييد حريتهم، وسبى نساء وانتهاك كرامتهم تحت يافطة «الدولة الإسلامية».
مشاهد الناس وهم يهللون فرحا برحيل داعش عن قريتهم يلخص المأساة التى تعيشها هذه الجماعات التى تلبس عباءة الاسلام زورا، ويلخص المأساة التى كان يمكن أن نعيشها فى مصر إذا ما تركنا أنصار داعش يستمرون فى حكم مصر.
المشاهد التى ظهر بها سكان منبج تؤكد مأساة اجيال من المتأسلمين يريدون الوصول للحكم تحت دعوى تطبيق الشريعة الاسلامية وهم يسيئون للإسلام بأفعالهم مع أول اختبار لهم فى حكم الناس بقوة السلاح.
وبينما تتجول الكاميرا مع القوات الكردية التى حررت المدينة من داعش ترصد فرحة الأهالى توقفت أمام لافتة كبيرة وضعت فى ميدان القرية كتب عليها «يا رعية أمير المؤمنين اتقوا الله» وبجوارها وضع علم داعش الاسود وشعارها، ركزوا فى الشعار، هؤلاء المراقون من المحدثين بدلا من ان ينسبوا الناس الى خالقهم نسبوه لانفسهم، فلم يقولوا يا عباد الله اتقوا الله مثلا، ولكن كذبوا وافتروا ونسبوا الناس لزعيمهم، رغم انهم حفنة من اللصوص وقطاع الطرق والمجرمين دخلوا هذه البلاد عنوة فسيطروا بقوة سلاحهم وبطشهم عليها وعلى أهلها الذين لم يختاروهم او يطلبوا منهم ان يكونوا هم او خليفتهم حكام عليهم ليكونوا تحت رعايتهم ولكن يا لبجاحة اللصوص! نصبوا من انفسهم حراساً على اهل القرى التى ينهبونها اقاموا السجون لتعذيب من يخالفهم فعندما كانت لحظة الخلاص من بطشهم خرج الأهالى فرحين برحيل العصابة.
ولكن فرحة الاهالى لم تدم طويلا فحليف داعش اردوغان انتقم لهزيمته بغزوة للقرى الكردية السورية التى هزمت داعش فإردوغان الذى يرتدى عباءة الاسلام السياسى هو الوجه الاخر من داعش.
نعود للافتة داعش التى رفعوها فى منبج كنداء لرعية خليفتهم المزعوم ان يتقوا الله…! 
نحن فى مصر هل يمكن ان نرفع لافتات فى الشوارع والمؤسسات الحكومية ان يتقوا الله لعل الفاسدين يرتدعون.. هل يمكن ان نرفع لافتات تحض على مكارم الاخلاق وتزجر التحرش وتطالب الناس بالعمل والانتاج والنظافة وعدم العبث بالممتلكات العامة وعدم الرشوة.