الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المغربى: التدخلات تعوق ماسبيرو عن الخروج من عباءته القديمة

المغربى: التدخلات تعوق ماسبيرو عن الخروج من عباءته القديمة
المغربى: التدخلات تعوق ماسبيرو عن الخروج من عباءته القديمة




حوار - محمد خضير

«محمد المغربى - التليفزيون المصرى» اسم وصورة ارتبطا كثيرا بآذان وأعين مشاهدى التليفزيون المصرى فى فترات عصيبة مرت بها مصر عقب ثورة 25 يناير، وشهد العديد والعديد من الأحداث العصيبة والتطورات، وانتقل إلى محطات عديدة فى حياته العملية، فهو يعد واحداً من الجنود المدافعين عن صورة مصر الإعلامية من تسويد شاشتها وإظلامها ضمن مخطط إسقاط الدولة عقب توتر الأحداث مع الثورة.

«روزاليوسف» التقت الإعلامى محمد المغربى، ابن قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، ومقدم برنامج «ساعة من مصر» ونشرات الأخبار بقناة «الغد» الإخبارية، وتعرفت منه على العديد من الكواليس والمعلومات التى كان شاهدا عليها فى أيام الثورة، وناقشته حول مدى ما شهده من تطورات، وعن الأداء الإعلامى وما يمر به الآن، فى الحوار التالى:

■ بداية نود التعرف على تجربتك الإعلامية ومحطاتك التى انتقلت إليها؟
- تخرجت فى كلية دار العلوم عام 1994، والتحقت بماسبيرو فى نفس العام كمخرج فى قطاع الأخبار لمدة عام، ثم انتقلت إلى إدارة المراسلين لمدة سنتين، وهنا ربما هى الإفادة الكبرى، إذ إننا فى إدارة المراسلين كنا نصيغ الخبر ونعده بالفيديو، وبعدها بعامين التحقت بالعمل كمذيع بالقناة الثانية فى أحداث 24 ساعة لمدة عامين، وبعد ذلك انتقلت إلى القناة الأولى، بالإضافة إلى أننى أذكر فضل الإذاعة المصرية، التى تدربت فيها من خلال إذاعة صوت العرب والتى أرى من خلال تدربى فيها أن من لم يتدرب فى صوت العرب فاته الكثير، لأن المجال الطبيعى والبوابة الطبيعية لصقل أى مذيع وأن يكون لدينا مذيع أخبار جيد يمتلك أدواته هو الإذاعة المصرية، سواء صوت العرب أو البرنامج العام الذى كان يضم أساتذة منهم الإذاعية القديرة هبة الحديدى، ومن البرنامج العام كانت المرحومة عائشة أبوالسعد، والأستاذ محمد أبوالوفا، وهو رئيس اللجان إلى الآن.
■ ماذا عن عملك بعد ذلك خارج ماسبيرو؟
- عملت فى أكثر من مكان، فكنت مدير مكتب الكويت بالقاهرة لمدة عام، وكنت مراسلهم لمدة 4 سنوات، وبعدها كنت مدير مكتب الجزيرة للأطفال فى بداية عملها من 2008، وبعدها كنت مديرا تنفيذيا لوكالة أنباء شهيرة فى مصر اسمها «YNI» وفيها تعلمت التقنيات، وبعدها انتقلت إلى الغد فى 2013.
■ لماذا تركت ماسبيرو؟
- تركت ماسبيرو لسببين، الأول: بحثا عن تجارب جديدة، لأن الإنسان ابن تجاربه بشكل عام، ولأننى شعرت بأننى لو وضعت فى بيئة أخرى سأستفيد أكثر من حيث الخبرة المهنية، وبالتأكيد بحثا عن رزق أوفر، ورغم أننى تدربت فى الإذاعة فإننى لست محظوظا لأننى لم أقدم عملا إذاعيا إلى الآن، وأتمنى خوض تجربة العمل الإذاعى، والجلوس أمام ميكروفون الإذاعة لأخاطب مستمعا لا يرانى، فهو شيء يستهوينى جدا.
■ هل هجرة أبناء ماسبيرو وتركهم المبنى تساهم فى سحب البساط من تحت أقدامه وتسهم فى هدمه؟
- وارد، لكن لا ألوم من هو غير مسئول، وربما تكون الهجرة المتكررة بحثا عن عمل أفضل– وإن كان حقا مشروعاً - لكن يمكن لذلك أن يؤذى المبنى، ويقينا حدث، لأنه عادة من يمشى يكون لديه خبرات أكثر، ولا أستطيع لومه، بل ألوم من لا يستطيع أن يحول المبنى لكيان آخر كالذى يستهوى الناس فى الذهاب إليه، ودائما أقول إن ماسبيرو بالأخص يحتاج شيئا أقرب إلى المعجزة، لأن المشاكل تراكمت بشكل عجيب والصعاب تراكمت بشكل غير مسبوق.
■ ألا ترى أن وجودك وزملاء لك داخل جدران ماسبيرو قد يسهم فى إنقاذه من مشكلاته؟
- ليس كذلك، فيصعب على أى مسئول لديه نية للإصلاح أن يوفق كما نريد، فالتحديات أكبر من ذلك، فالتليفزيون عندما أنشئ عام 64 كان صوتا واحدا، وإلى الآن ربما التليفزيون حبيس هذه العباءة، ويحاول أن يجتهد ليخرج منها، وحتى الآن الفكر الخاص به أو الهدف الذى أنشئ من أجله لم يتغير، وليس مقبولا أو منطقيا أن ينتقد التليفزيون الرسمى الدولة أو يحابيها على طول الخط، وأى مسئول يريد إصلاح منظومة ماسبيرو كان الله فى عونه، فالأمر ليس سهلا.
■ كيف ترى مشكلات ماسبيرو الحالية على الصعيد المهنى فى وجود منافسات تسحب البساط منه؟
- أول شيء هو عدم التدخل، لأن هناك تدخلات عديدة جدا تتم من خارج ماسبيرو على مستويات وأجهزة مختلفة، وبالتالى فالقنوات التى تنافس ماسبيرو قائمة بأبنائه، ما يدل على أن الإشكالية ليست فى الأشخاص، فمن يخرج من ماسبيرو ليلتحق بأى قناة فضائية يبدع أو على الأقل لا يخطئ، إذن فإن المشكلة ليست فى الأشخاص، فالمشكلات فى السياسة بماسبيرو نتيجة لكثرة التدخلات بشكل رهيب، بالإضافة إلى أنه يجب أن تقتنع الحكومة باستقلالية إعلامها الرسمى، وألا يكون مقابل سداد ديونه أو رواتبه أن يكون حبيس رأيها، لو كانت للدولة نية حقيقية للإصلاح.
■  ما مدى هذا الإصلاح بعد تولى صفاء حجازى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟
- أولا أتمنى لها التوفيق لأكثر من اعتبار، لأنها أول سيدة تتولى رئاسة الاتحاد، ومن مذيعى قطاع الأخبار، وأتمنى لها كل النجاح، بالإضافة إلى أنها «شاطرة»، وأتمنى أن تقوى على مواجهة الصعاب، وهى بدأت بقرار المذيعات الجدد، فإن وفقت فى هذا القرار فستوفق فى غيره، وهذا هو الاختبار الأول لقدرة من معها على تنفيذ رؤيتها، لأنه لن ينصلح حال الإعلام ككل إلا إذا انصلح حال ماسبيرو، فمرجعية الإعلام فى مصر يجب أن تكون ماسبيرو.
■ هناك مطالب بعودة أبناء ماسبيرو الذين هجروه لعدم القدرة على استيعاب طاقات جديدة؟
- مطلب جيد، لكن ألا ليت المطالب بالتمنى! لابد أن تدرك بالقوانين والتفاهم، وفق لوائح وقوانين العمل التى لا تسمح بضم كوادر جديدة، بل من الممكن أن يحول ماسبيرو إلى جهة جذب، ليعيد أبناءه وضم الكوادر الإعلامية الكبرى.
■ هل تعود إلى ماسبيرو لو طلب منك؟
- بالطبع، لأن أفضل مكان عمل فى مصر هو التليفزيون المصرى، لأنه لا يوجد فيه بين الزملاء إلا كل خير، فلا يوجد ما يتم التصارع عليه، والكل سواسية.
■ تم الهجوم عليك مع تداعيات ثورة 25 يناير لأنك كنت تظهر على التليفزيون أثناء تغطية الأحداث.. كيف فسرت هذا الهجوم؟
- تقبلته بشكل عملى، لأن الناس كانت محقة، لأننا ارتضينا العمل ولم نُجبر على شيء فى تغطية ثورة يناير كمذيعين، وقال لنا الأستاذ عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار وقتها: «من يريد أن يعمل، ومن لا يريد لا يعمل خلاص»، وهناك ناس كتير امتنعت عن العمل، وكنا نعرف اننا سنواجه مشكلة وأن ما يحدث ستكون له فاتورة، لكن لم نتوقع ان تكون كبيرة، وبالتالى فالهجوم متوقع لأن المتلقى ليس لديه الصورة كاملة، والبلد كان فى حالة صعبة وهجوم على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وتقبلت ذلك وكنت أرى حدوثه شيئا طبيعيا.
■ هل وجود الأستاذ مصطفى شحاتة واتهامه بأنه وراء الأخبار أو المداخلات الهاتفية المفبركة سبب الهجوم؟
- لم يحدث، ولم يكن هناك وقت لذلك، والأستاذ مصطفى شحاتة كان أحد الذين يقومون بتغطية أحداث يناير، وهذا الرجل تحديدا هو أستاذى بالمعنى الحرفى لا المجازى، لأنه عندما كنا فى المندوبين كان من أشطر المندوبين، وأجدر من يعيد صياغة الأخبار، وكنت أتعلم منه وقتها، وهو نموذج للاحترام، ولم يكن يعطينا أى أخبار، وكنا نعرض ما يقدم إلينا من الوكالة، وليس لدى علم بوجود أى مكالمات مفبركة لأن الاتصالات كانت تأتى ونحن على الهواء، وكنا نتعامل مع الأمر حسب المتاح وحسب التدخلات، ولم يحدث أن أحدا داخل فريق عمل غرفة العمليات كان على علم بوجود مكالمة مفبركة على الإطلاق، بل ما حدث أنه بعد ذلك سمعنا عن وجود مكالمات مفبركة، لكن آلية دخولها بالتأكد كانت دون علم كل من كان فى فريق العمل وقتها، خاصة أنه لم يكن هناك ما يستحق، وكنا على المحك، وكانت الدولة كلها تنهار.
■ كيف تقيم وجودكم فى يناير مع الأستاذ عبداللطيف المناوى للدفاع عن صورة ماسبيرو وتصدركم للشاشة؟
- فترة يناير كانت هناك غرفة عمليات شكلت بالتنسيق بين إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة وبين الأستاذ عبداللطيف المناوى كرئيس لقطاع الأخبار، وظنى أنه لم يكن هناك أى جملة قيلت لاقت غضبا من غرفة العمليات لأنه بالتبعية كان سيطلب منا تصحيحها.
■ هل هناك كواليس لم تكشف عنها إلى الآن فى إدارة ماسبيرو بتلك الفترة؟
- هناك كواليس كثيرة جدا فى يناير، ولا يعلم المصريون كثيرا عن ثورة يناير، وشهدنا أحداثا كثيرة أحتفظ بها لحين أن تتحدث المؤسسات التى كانت تدير البلاد وقتها، ومن الأسلم والأصلح ألا تصرح بكل ما تعلم فى أغلب الأحيان، إلا إذا طلب منا ذلك.
■ كشف الأستاذ عبداللطيف المناوى بعض الكواليس فى كتابه «18 يوم».. فلماذا لا تكشف ولو جزءا مما شهدته؟
- ذهبنا إلى لجنة تقصى الحقائق الأخيرة، واستدعيت فى محكمة التجمع الخامس التى كانت فى عهد الإخوان، وصعقت وقتها من حجم المعلومات التى كانت لدى اللجنة، وقلت كل شىء، وكل ما قلته هم كانوا يعرفونه لدرجة أن هذه اللجنة لم يكن غائبا عنها ما تردد عن وجود مؤامرة لاغتيال من كانوا فى الدور الخامس بماسبيرو أثناء تغطية الثورة، وكان الهدف من هذه المحاولة وقتها تسويد الشاشة، لأنه طالما أى دولة لها علم وجيش ولها قناة ناطقة باسمها فهى ظاهريا موجودة، وكان وقتها لدينا جيش فى الشارع وعلم موجود وشاشة كان يمكن ان تكون سوداء كما رأينا نماذج من ليبيا وتونس وتم تسويد الشاشات فكان الهدف إحداث حالة الذعر والغضب لدى الناس، وكنا 17 فردا موجودين لعدم إظلام الشاشة، لكى لا تسقط مصر وإعلامها الرسمى، وبالتالى الفكرة هى وجوده سواء كان متوائما مع الشارع ام لا.
■ هل أنت راضٍ عن أدائكم فى إدارة الأزمة وقت الأحداث؟
- أولا لم نكن نحن المخطئين الوحيدين، بل حاولنا بعد 4 أيام من موقعة الجمل ويوم 3 فبراير دعوة القنوات الأخرى، لتشاركنا فى التغطية واقترحنا أن ترسل كل قناة مذيعا ينوب عنها ويظهر على شاشة التليفزيون المصرى وينقل منها الأحداث، ولم تلق دعوتنا استجابة، علما بأن وقتها كان أغلب هذه القنوات مغلقا، بالإضافة إلى أننى لا أعتقد أن الخطأ كان كبيرا، لكن الناس تناست ولم تتذكر، لأننى شخصيا طلع معى الكاتب الصحفى أسامة هيكل صباح يوم 3 فبراير 2011 وتحدث عن الأحداث وقال: «على الرئيس مبارك أن يرحل الآن قبل الغد»، لأن هذا الرجل فقد شعبيته فى الشارع، وهو ما لا يحدث فى أى منطقة فى العالم ان التليفزيون الرسمى يطلع به ضيف يقول ذلك، خاصة أنه يصعب جدا أن يخرج أحد ويقول ذلك، وبعدها خرج معى الدكتور رفعت السعيد وقال: «الرئيس مبارك فقد شعبيته فى الشارع وعليه أن يغادر الآن».
■ هل دعوة القنوات للتغطية والظهور معكم لأنكم اكتشفتم خطأكم وتسليطكم الشاشة على النيل وكوبرى قصر النيل وتجاهل الأحداث فى التحرير؟
- لم يكن هناك أى مصالح شخصية فى تغطية أحداث الثورة، لأن الفرصة الشخصية غير موجودة من الأساس، والدولة كلها تنهار، ولا مجال للمواءمة أو التطلع لأى منصب أقسم بالله لم تكن موجودة، بالإضافة إلى أنه كان هناك العديد من التدخلات بشكل رهيب، ويخطئ كثيرون ممن يظنون ان أهل ماسبيرو كانوا يديرونه 100% فى التغطية، وهذه التدخلات فى كثير من الأحيان تكون متضاربة، وكان هناك من يقول نمشى يمين وبعدها آخر يقول امشى شمال.
■ كيف شهدت المشهد الأخير لاصطحاب اللواء إسماعيل عتمان مدير إدارة الشئون المعنوية وقتها مع الأستاذ عبداللطيف المناوى لإعلان خطاب التنحى؟
- كان ذلك يوم السبت، وقبلها يوم الجمعة ليلا كان لا يوجد أكل فى ماسبيرو لأننا كنا محاصرين من قبل الاخوان يوم الخميس ليلا، ولم نذهب إلى بيوتنا إلا يوم السبت، وصلوا الجمعة تحت المبنى ولم يعد بالمقدور إحضار الأكل للعاملين وأحضروا لنا من يُعد الطعام، وكانت القوات المسلحة حريصة للغاية على عدم تسويد الشاشة، لأن معناه سيئ جدا، وبالتالى كنا نأكل مع الأستاذ عبداللطيف المناوى فى المكتب، وحدث أنه قال لى: «الأزمة فى طريقها للانفراج خلال ساعات، وأن الرجل اقتنع بضرورة رحيله لأن بقاءه به فناء لهذه الدولة بهذا الوضع»، وفى اليوم التالى فى الصباح كنا نعرف أنه سوف يتم تسجيل خطاب التنحى بشكل مقتضب، وكان هناك لغط حول من يعلن البيان وبأى صيغة ومتى يقال، وقبل حضور اللواء إسماعيل عتمان كنا نجلس وقال الأستاذ المناوى: «ربنا يستر على البلد»، فقلت له إنه سوف يكون أفضل، وما المشكلة؟! وليس هناك بلد يقف على شخص»، فهنا أشهد انه كانت لديه وجهة نظر صائبة، إذ قال: ليس مهماً من يرحل لكن الإخوان ركبوا البلد، ولا تظن أن ما حدث بعيد عن الإخوان، لأنه لن يوجد من يعيد تنظيم نفسه بسرعة مثل الإخوان وأنهم هم من سوف يستفيد من الأحداث، وأنا اعترضت عليه وقتها، لكن بعد وصول محمد مرسى للحكم، التقيت الأستاذ عبداللطيف وقلت له: إنك كنت محقا.
■ بعد إعلان خطاب التنحى متى غادرت مبنى ماسبيرو؟
- بعد خطاب التنحى عشنا أجواء صعبة للغاية، وكانت هناك حالة من حالات فقد روح الزمالة، وزادت العداءات دون داعٍ وأصبحت شللية رهيبة، وهناك من هو مع الثورة ومن ضدها، وهى شللية غير صالحة للعمل فى أى مكان وتركت التليفزيون أعقاب الثورة فى شهر مايو وتوجهت لوكالة «YNI» وعملت بها، الى ان جاء الإخوان وتقلدوا الحكم لكن أشهد للزملاء بماسبيرو انهم لم يمكنوا الإخوان من السيطرة عليه كما كانوا يعتقدون.
■ هل استطاعت قناة «الغد» أن تضع مكانة لنفسها فى الوسط الإعلامى محليا وعربيا؟
- على الصعيد المصرى يصعب تحقيق مكانة كبيرة، وليس هدفها الأول الآن، لأن «قناة الغد» تخاطب الدول العربية لأنها ليست قناة مصرية، ففى المقام الأول هى كيان عربى تخاطب 22 دولة ولدينا خريطة برامجية مقسمة على هذه الدول، وهناك دولة تأخذ اهتماما كبيرا، وبالتالى يصعب ان يكون لدينا قناة مصرية تفتح كل الملفات، لأن الهدف من قناة الغد ليس المشاهد المصرى فقط، بل المشاهد العربى ومنه المصرى، وبالتالى ففى الصعيد العربى حققت تقدما رغم انها قناة وليدة، وهذا مرتبط بمتابعة الأحداث الجارية التى تسبق قنوات إخبارية كبرى.
■ فى المقابل نرى قنوات بتمويل قطرى على الساحة ومنها قناة «العربي» تنافس وتلقى اهتماما رغم أنها تهاجم مصر؟
- لا أعتقد ذلك وأختلف معك، ولا تنافس لأن لدى مرجعية وهى السوشيال ميديا والإنترنت، ولو بحثت عن قناة الغد فى آخر 24 ساعة وما ينتج من أخبار مأخوذة منها، فى المقابل لو بحثت عن قناة «العربى» فانظر النتيجة، ولذلك أختلف معك.
■ ماذا تقدم فى «الغد»؟
- أقدم برنامج «ساعة من مصر» ونشرات الأخبار، وهو برنامج معنى بالشأن المصرى، ولا نستطيع أن نجزم أنه برنامج التوك شو الأساسى للقناة، لأن فكرة برامج التوك شو الكبيرة غير واردة فى القنوات الإخبارية وأكثر برنامج فيها يكون 56 دقيقة، وليس لدينا مجال.
■ كيف ترى المشهد الإعلامى الآن وما يشهده الأداء الإعلامى من حالة صخب وشد وجذب؟
- هذه الحالة يقينا لن تدوم ولن يصح إلا الصحيح فى نهاية الأمر وكل شىء يأخذ وقته، وهى مناسبة مثل الفرح أتى لها مدعوون كثيرون، والفرح خلص والثورة خلصت ومع الوقت سوف ينسحب من يصنع هذا الصخب من المشهد، وسوف تأخذ وقتها لكن لن تدوم.
■ على أى أساس ترى أنها لن تدوم؟
- الإعلام ابن بيئته، ولو الحكومة لديها الكثير من التحديات والصعاب تزيد القنوات الإعلامية ولو كان هناك حالة استقطاب فى الشارع متنوعة فتزيد النماذج الإعلامية وهناك النموذج اللبنانى الشهير فى أن يكون لكل تيار من يمثله، لكن لدينا فى مصر لا يوجد شىء من هذا الاستقطاب، وهناك قنوات تندمج وقنوات تقلص ميزانياتها وهناك نجوم توك شو لم يعودوا موجودين، وبالتالى هذه الحالة لن تستمر وسيبقى الإعلام الموضوعى فى النهاية وربما يكون المستقبل أيضا بعيدا عن الأخبار لأن المشاهد لا يريد الأخبار ويريد أن يرى أمورا اجتماعية خفيفة.
■ هل وجود ضوابط وتشريعات جديدة للإعلام سيساهم فى ضبط الأداء الإعلامى؟
- بالتأكيد تساهم فى ضبط الأداء وألا يخرج أى أحد ويقول أى شيء على الهواء وتعود اليه قدسيته.
■ هل تتفق معى فيما يقال بأن الإعلام المصرى يحدث نفسه؟
-  أتفق معك ان الإعلام المصرى إلى الآن يحدث نفسه، لأننا نناقش قضايا فرعية فى مساحات كبيرة ببرامج توك شو ويتم الدخول فى تفاصيل التفاصيل، وكم من مواطن عربى يتابع قنوات مصرية، ولذلك حاولت قناة الغد ان تملأ هذه المساحة.