الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

70 نعشـًا تطفو فوق سطح الماء بـ«دمياط»

70 نعشـًا تطفو فوق سطح الماء بـ«دمياط»
70 نعشـًا تطفو فوق سطح الماء بـ«دمياط»




دمياط ـ محيى الهنداوى

مع تكرار حوادث تلك الوسيلة الخاصة لنقل الركاب على شاطئ نهر النيل، ليس بجديد أن تلك الوسيلة تحتل الصدارة فى الكوارث الإنسانية، والكلام لا ينقطع عن تحديد المسئولية عن لنشات ومعديات فلايك دمياط، بعد انتشار قيادة الصبية لها فى عرض النهر، علاوة على أن رؤساء مدن رأس البر وعزبة البرج يلقون مسئولية اللنشات والمعديات على شرطة المسطحات المائية بأنها المسئولة عن مراقبتها والترخيص لها.
المهندس محسن عزيز، رئيس الوحدة المحلية لمجلس مدينة رأس البر، يقول: المعديات لم تكن مسئوليتنا ولم نقم بتحصيل أية رسوم منها وسنقوم بتطوير المراسى على مدار العام فقط، منوها إلى أن جميع المراكب التى تستخدم فى نقل الركاب من عزبة البرج والعكس من رأس البر تخضع من تراخيصها لهيئة النقل النهرى من حيث الفحص الفنى وليس للوحدة المحلية دور فى ذلك.
ويقول المهندس ضياء عوض، مدير عام مديرية الطرق بدمياط: تم إيقاف التراخيص للمراكب التى تعمل بمجداف من أجل العمل على تطويرها والعمل بمواتير، وحاليا يتم التجديد فقط لعدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة تحت مسمى مراكب مجداف للنزهة وعندما تنتهى صلاحية المركب يلغى الترخيص، موضحا أن رسوم الترخيص للمراكب التى يتم التجديد لها 6 جنيهات و60 قرشا لكل عامين وفق القانون رقم 10 لسنة 1956.
فى البداية يقول محمد عماشة، 52 سنه صاحب معدية شارع مجلس المدينة: إنه لم تحدث حوادث بخصوص اللنشات فى رأس البر عزبة البرج فى جميع المواقع الــ5 الخاصة بالمعديات على الجانبين، مؤكدا أنه يمتلك ترخيص لنش مثبت به عدد حمولة 8 أفراد ومحدد فيها أيضا المرسى على الجانبين، منوها إلى أنه قد يجازف بزيادة الحمولة فى فصل الصيف من 8 إلى 10 ركاب أما فى فصل الشتاء فليس هناك ركاب سوى 2 أو3 وكله على الله.
ويلفت عماشة إلى أنه يقوم بسداد رسوم تجديد الرخصة كل عامين، ورغم ذلك لا يتم التجديد للرخصة، بل يكتفى بإعطائى إيصال بالسداد ويتم إظهاره عند الحملات، علاوة على أن هناك ترخيص للعامل الذى يعمل على اللنش بعد التامين عليه بمبلغ 550 جنيهاً، بخلاف سداد تأمينات ورسوم نظافة بمجلس مدينة عزبة البرج، ومدينة رأس البر.
ويضيف سعد الخميسى، 65 سنة، صاحب معدية شارع 1: إن الحوادث نادرة جدا وقد تكون معدومة بفضل الله، وهناك 12 معدية تقريبا ليس لها أحجام محدودة بنيل رأس البر، ولديه ترخيص بـ10 ركاب، لكنه يقوم بنقل أى عدد لأن اللنش يقوم بنقل أكثر من ذلك، مشيرا إلى أنه ليس من الضرورى ترخيص المعديات، لأن هناك معديات تستقبل الزبائن، وليس لديها تراخيص رغم أنه يسدد 55 جنيهاً سنويا كرسوم للوحدة المحلية عن المرسى، بخلاف سداد الضرائب، ورسوم الرخصة، والتأمينات 1000 جنيه.
وينفى أحمد عضمة، 66 سنه، صاحب معدية شارع 5، وجود أى حوادث وأنه لديه رخصة بعدد الركاب ومكان للمرسى، لافتا إلى أن مهنة النقل بالمعديات ترجع إلى الوراثة عن الآباء والأجداد، والكل يعرف ذلك، حتى أطلقوا على المعديات أسماء الذين يعملون عليها منذ زمن مثل معدية محرم، ومعدية مورو، مشيرا إلى أنه يسدد رسوم نظافة سنويا للوحدة المحلية بعزبة البرج.
وينوه هانى محمد، 34 سنة، إلى أن الرخصة التى تخص المركب الخاص به تسمح بحمولة 20 راكبًا، لكنه فى الغالب يقوم بنقل 25 راكبًا، لأن حجم المركب أكبر من اللنش، مؤكدا أنه نادرا ما تحدث حوادث إلا إذا اصطدم اللنش بآخر، حيث سبق أن حدث ذلك منذ سنوات، وأدى إلى سقوط طفل من المركب المصدوم وقفز وراءه أبوه فغرق الاثنان.
ويؤكد أن لكل مركب رخصة تجدد كل 3 سنوات مع هيئة الملاحة النهرية من القاهرة بعد خضوع السائق لاختبار هيئة وكشف طبى، أما رخصة اللنش فتجدد كل عامين بعد قيام المهندس الفنى المختص بفحص اللنش فى البحر والبر، بعد سداد الرسوم والتأمينات، ورسوم «الشمندورة» وهى العوامات فى وسط المياه.
ويرى حسام الدين محمد، صياد، أن هناك مشكلة بسبب زيادة الحمولة فى الصيف، وأيام العطلات، فهناك من ليس لديه رخصة بمزاولة العمل، وترك القيادة للصبية الصغار، مطالبا بضرورة المتابعة بمراقبة التعريفة المقررة 50 قرشًا التى وصلت إلى 75 قرشًا ليلا وأحيانا 100 قرش.
ويشير على كامل منصور، رجل الأعمال، إلى أنه لا بد أن يكون هناك معديات تليق بالمستوى الآدمى، خاصة أنه ليست هناك شروط محددة للنظافة وأصبحت المعديات متهالكة، لا يستطيع الراكب الجلوس فيها بل يظل واقفا حتى يصل للشط الآخر، مشددا على ضرورة إيجاد منظومة عمل لخدمة الشاطئين ورقابة فعلية من الوحدة المحلية برأس البر، وعزبة البرج، وأن يكون هناك تبادل بين المعديات برأس البر وعزبة البرح، وأن يكون هناك تبادل بين المعديات فى الفترات الزمنية المختلفة، حتى لا يظل الراكب لفترة انتظار لحين وصول المعدية من الجانب الآخر، وذلك من خلال مواعيد معلنة، وأن يقود تلك المعديات رجالا مسئولين حفاظا على الأرواح.
بينما يقول حسن جاد، موظف: إنه ليست هناك مشاكل بخصوص المعديات لأن هناك التزام كامل من أصحابها، خاصة أنهم يعرفون عملهم جيدا، مضيفا أنه لم تحدث أى حالات غرق أوحوادث لأن اللنش فى الغالب صغير الحجم، وليس هناك زحام سوى فى أشهر الصيف والمواسم، لذلك يقوم أصحاب المعديات بجلب لنشات إضافية لنقل الركاب.
ويضع مجدى خاطر، رئيس الوحدة المحلية لمدينة عزبة البرج، النقاط فوق الحروف، بأن مسئوليات المحليات، تنحصر فى ترخيص الفلايك التى تعمل بمجداف بالتنسيق مع مديرية الطرق «قسم الملاحة النهرية»، أما المعديات واللنشات مسئولية هيئة النقل النهرى «الملاحة البحرية، وبعد تعدد الجهات المسئولة عن تلك الوسيلة أصبح دماء ضحايا المعديات واللنشات من الركاب موزعة بين هذه القبائل، فضلا عن أن أصحاب المعديات يعملون ليل نهار رافعين شعار «خليها على الله».
ويشير إلى أن شاطئ النيل فى الجهة المقابلة لمدينة رأس البر، يضم 27 مرسى يعمل عليها 50 مركبًا ولنشًا من وإلى رأس البر، بما فيها مناطق، وكفر حميدو، والشيخ درغام، موضحا أن تراخيص تلك المراكب واللنشات التى تعمل بمواتير آلية تصدر عن ادارة النقل النهرى، أما المراكب التى تعمل بالمجداف يتم ترخيصها من مديرية الطرق بالتنسيق مع الوحدة المحلية.
ويتابع خاطر: إن الإشراف على تلك المعديات يخضع لشرطة المسطحات المائية وهيئة الملاحة النهرية والوحدة المحلية للوقوف على اشتراطات السلامة والامان وصلاحيتها لنقل الركاب، وأيضا للتأكيد من سريان تراخيص تلك المراكب والتشديد على عدم السماح بحمولة أزيد من المسموح بها، مؤكدا أن جميع المراكب واللنشات التى تعمل فى نقل الركاب جميعها مرخصة، وهناك متابعة جادة للتعريفة المقررة وإيقاف المراكب التى تعمل دون تراخيص.
بينما يؤكد المهندس محمد العدوى، مدير مكتب هيئة النقل النهرى بدمياط وبورسعيد، أن هناك 15 لنشًا يعمل فى نهر النيل دون تراخيص، قاموا باقتحام النهر منذ أيام الثورة، وتمت مخاطبة مديرية الأمن وشرطة المسطحات لضبطهم وسحبهم، منوها إلى أن الهيئة تعمل حاليا على تقنين أوضاعهم، فضلا عن أن هناك عدد٫ من المراكب تعمل دون تراخيص فى نهر النيل منها فى منطقة السوسنة، مراكب أبوالعزم «1 ـ 2 ـ تيتانك ـ سيف البحر ـ هاواى»، وأيضا تم إبلاغ الجهات الأمنية ولا جديد وتم عمل محاضر بذلك، موضحا أن الإدارة قامت بتحرير أكثر من 70 مخالفة لأصحاب المراكب واللنشات بما فيها أصحاب المعديات التى يقودها الصبية.
وأوضح العدوى أن دمياط تضم 70 – 80 مركبًا ولنشًا لنقل الركاب بين شاطئى نهر النيل بداية من حدود المحافظة من قرية ميت الخولى عبدالله حتى مدينة عزبة البرج، وبفضل الله لاتوجد حوادث لأن عرض النيل محدود 300 – 500 متر، مشيرا إلى أن رسوم وتكاليف الترخيص تتراوح من 250 – 400 جنيه تقريبا عن كل عامين، وكل مركب حسب طوله وعرضه وحمولته، ناهيك أن هناك بروتوكول بين هيئة قناة السويس ووزارة النقل البحرى لتخصيص عبارات لنقل الركاب بين شاطئ النيل ونأمل أن يكون نصيب دمياط 10 عبارات.