الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ميت عافية» بـ«عافية» فى المنوفية

«ميت عافية» بـ«عافية» فى المنوفية
«ميت عافية» بـ«عافية» فى المنوفية




المنوفية – منال حسين

يتضرر أهالى قرية ميت عافية التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، من تعنت المسئولين وتعطيل قيام عدد من المشروعات الحيوية والمهمة التى تخدم أهالى وسكان القرية و5 عزب تابعة لها، بالرغم من تبرع السكان بتكلفتها، حيث إن القرية التى يتعدى عدد سكانها 30 ألف نسمة تمكنت من إنشاء عدد من المشروعات مثل مكتب للبريد، بتكلفة 700 ألف جنيه، ووحدة بيطرية، بالإضافة إلى معهد دينى ابتدائى منذ 6 سنوات، وجار الآن تنفيذ استكمال للمبنى ليشمل إعدادى وثانوي، علاوة على إنشاء عدد من المساجد بتكلفة تتجاوز 3 ملايين جنيه، كذلك محطات لتنقية المياه ملحقة بالمساجد بالجهود الذاتية والتبرعات التى تم تحصيلها من الأهالى.

«ميت عافية» هى قرية تابعة للوحدة المحلية بـ«مليج»، تعانى من مشكلات عديدة بالصرف الصحى الذى أدى لازدياد معدلات المياه الجوفية التى أثرت سلبيا على أساسات المنازل، بالرغم من توفير القرية للأرض الصالحة لإنشاء محطة للصرف الصحى وعمل دراسة الجدوي، إلا ان تعنت المسئولين حال دون تنفيذ المشروع حتى الآن، معللين ذلك بأن الأرض التى تم تخصيصها تبعد عن الحيز العمرانى بـ150 مترا، فى الوقت الذى لابد أن تبعد فيه المحطة نحو 100 متر فقط، علاوة على أن الصرف الصحى تم إدخاله لجميع القرى المجاورة.
أيضا بسبب المشكلات التى تخص قطاع الصحة وعدم توافر وحدة صحية تخدم سكان القرية والعزب التابعة لها، تبرع الأهالى بتكلفة إنشاء وحدة صحية خاصة بالقرية وتم توفير قطعة الأرض بعد موافقة وزير الزراعة للبناء عليها، إلا أن مديرية الشئون الصحية رفضت الفكرة بحجة بعدها عن الوحدة الصحية بقرية مليج بمسافة 2 كيلو متر.
والغريب أن محطة الصرف الصحى والوحدة الصحية التى يسعى أهالى «ميت عافية» لإنشائها لم تخدم قرية «ميت عافية» والـ5 عزب التابعة لها فحسب، بل ستؤثر بالإيجاب على 4 الآف منزل بالبر الشرقى بمليج معدومة الخدمات ومحرومة من جميع مظاهر الحياة الأدمية، الأمر الذى يزيد من أهميتها وضرورة إنشائها ودخولها الخدمة.
ولم يختلف الحال كثيرا للطرق، خاصة الطريق الرئيسى الرابط بين قرية مليج وميت عافية، فالطريق غير معبد ولم يتم الرصف إلا على مسافات متباعدة بعد كل كيلو ونصف الكيلو، إلى جانب تواجد عدد من الحفر بقلب الطريق أقامتها شركة المياه والشرب والصرف الصحى دون معرفة السبب الحقيقى فى ذلك.
لكن معاناة أهالى «ميت عافية» لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت لتشمل ضعفا كبيرا فى التيار الكهربائى ليجد الطلاب صعوبة فى المذاكرة ليلا، بالإضافة إلى استحالة تشغيل المراوح والمكيفات فى فصل الصيف، فضلا عن تلف فى الأدوات والأجهزة الكهربائية، بسبب قطع التيار من وقت لآخر.
ولم يسلم أبناء القرية من الإصابة بالإمراض المختلفة مثل فيروس سي، والفشل الكلوي، بسبب التلوث الواضح فى مياه الشرب الموجودة بالقرية، بالإضافة إلى لعدم تمكن الطوابق العليا فى المنازل من الحصول على مياه الشرب بسبب صعوبة وصول المياه إليها، بسبب ضعفها الشديد غير المبرر، بالإضافة إلى انتشار تلال من القمامة بالقرية وبالاماكن العامة والحيوية بها وانتشار الحيوانات الضالة والحشرات والروائح الكريهة.
ويقول المستشار شوقى الحفناوي، رئيس جمعية الرحمن الخيرية بقرية ميت عافية: إن القرية تعانى من مشاكل عديدة على رأسها تجاهل المسئولين لمطالب الأهالي، وعرقلة المشاريع المهمة التى تخدمهم مثل توصيل الصرف الصحى وإنشاء وحدة صحية تخدم «ميت عافية» والعزب التابعة لها..ويلفت رئيس جمعية الرحمن الخيرية بقرية ميت عافية إلى أن الأهالى تبرعوا بقطعة أرض تبلغ مساحتها 6 قراريط لإنشاء وحدة صحية، واستطعنا الحصول على موافقة وزير الزراعة للتصريح بالبناء على الارض الزراعية، إلا أن مديرية الصحة بالمنوفية عرقلت جميع الإجراءات ورفضت بناء الوحدة الصحية بحجة أن القرية قريبة من قرية مليج التابعة لها ميت عافية، وبها وحدة صحية تبعد عنها بمسافة 2 كيلو متر.
ويستنكر الحفناوى تعنت المسئولين بشركة المياه والصرف الصحى بالمنوفية من رفضهم إنشاء محطة للصرف الصحى بالرغم من توفير قطعة الأرض لإنشاء المحطة، إلا أن شرط الحيز العمرانى حال دون تنفيذ المحطة، فكان لابد من توفير قطعة أخرى داخل الحيز العمرانى بفضل الجهود الذاتية والتبرعات التى تم الحصول عليها، إلا أن تباطؤ شركة المياه والشرب والصرف الصحى فى التنفيذ، جعل الأهالى تسترد الأرض ثانيا، إيمانا منهم بعدم جدية المسئولين فى تنفيذ المشروع..ويشير إلى أنه تم التقدم بطلب آخر للشركة للاستفادة من أرض ملك هيئة الأوقاف وتنطبق عليها الشروط، وحتى الآن لم يأت الرد، لافتا إلى أنه تقدم بطلب آخر لتوصيل الصرف من ناحية قرية مليج، فكان الرد بأن القريتين يفصل بينهما نهر النيل، بالرغم من إمكانية التوصيل عن طريق ماسورة أسفل النيل أسوة بعدد من القري.
ويقول المهندس محمد عبدالعظيم: إنهم تقدموا بطلبات عديدة لشركة الكهرباء بالمنوفية لتحسين التيار الكهربائى وتقويتة بالقرية بسبب الأضرار المتلاحقة، مشيرا إلى أنهم على أتم استعداد للمساهمة معهم إلا أن الوضع يزداد من سيئء إلى أسوأ، مطالبا الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بضرورة التدخل والخروج من عباءة الصمت التى يرتديها منذ قدومه وتوليه منصب محافظ الإقليم..
ويستكمل عبدالعاطى محفوظ، أحد المضارين: إن هناك مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن مشكلات الصحة والصرف الصحى والكهرباء وهى عدم رصف الطرق، خاصة الطريق الرئيسي، مضيفا أن هناك أحد أعضاء البرلمان عن دائرة مركز شبين الكوم تقدم بطلب لمحافظ المنوفية لرصف 250 مترا من طريق فرعى بالقرعية، معربا عن استيائه من تجاهل المسئولين للمطالب المشروعة لأهالى «ميت عافية»، حيث انتشار الأمراض بسبب تلوث المياه وتواجد تلال القمامة وعدم الاهتمام بمشاكل القرية فى رقبة المسئولين، بعد التجاهل التام للطلبات المقدمة لهم لتحسين الخدمات.