الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

انتفض عدد كبير من المسرحيين خلال انعقاد الدورة التاسعة للمهرجان القومى اعتراضا على فكرة الاعتماد على تقديم نصوص من

انتفض عدد كبير من المسرحيين خلال انعقاد الدورة التاسعة للمهرجان القومى اعتراضا على فكرة الاعتماد على تقديم نصوص من
انتفض عدد كبير من المسرحيين خلال انعقاد الدورة التاسعة للمهرجان القومى اعتراضا على فكرة الاعتماد على تقديم نصوص من




كتب - د.حسام عطا

بعد ثورة 25 يناير طالبت الجماعة الثقافية المصرية بمراجعة سياسة المهرجانات الرسمية، وكانت الأحوال العامة لا تسمح فى الأساس بوجود تلك المهرجانات فى ظل وجود الملايين بالشوارع، وكافحت الجماعة السينمائية لعقد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ثم عادت كل المهرجانات الأخرى مضافاً إليها مهرجانات جديدة كثيرة متنوعة وصغيرة وكبيرة فى كل المجالات، ولكن ظل المهرجان الهام للمسرح المصرى ألا وهو مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى محاصراً ممنوعاً من العودة منذ ما يزيد على ست سنوات، ورغم كل الاختلافات حول المهرجان طوال دوراته منذ 1988 حتى 2010.
 وكان المهرجان التجريبى قد جاء وسؤال الهوية المصرية والثقافية فى مواجهة المسرح التجارى ولهوه وصخبه الخشن، وبالتالى جاء المهرجان كصدمة ثقافية فتحت نافذة اطل منها كل ما هو جديد فى المسرح العالمى، لاشك أنه بدا كمشروع يهدد سؤال الهوية إلى أن أدرك المهرجان الاسترابة وتداركها بمشروعات مسرحية فى تجديد التراث، وقضايا مسرح المقهورين والمسرح التجريبى والتنمية المجتمعية، وهكذا استطاع المهرجان أن يقدم مشروعاته الجديدة بالصدمة ثم النفور ثم رفض المسرحيين له، ثم التفاعل الثقافى ثم الاندماج والقبول، ثم صنع غيابه حالة من الفقد لدى المسرحيين دفعتهم للمطالبة بعودته مرة أخرى.
 وحقيقة الأمر أن الانحياز لثورة 25 يناير والخلاف مع السياسات الثقافية لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، لا يمكن أن تدفعنى لفخ المراهقة الفكرية التى تصنع قطيعة تامة مع الماضى، ولذلك فهو انحياز لا ينكر عنه صفة الفنان التشكيلى الكبير، ولا ينكر مشروعه الهام ألا وهو مهرجان المسرح التجريبى الذى حرك المياه الراكدة فى المسرح المصرى.
وقد كان د.فوزى فهمى رئيس المهرجان قد حوله لمؤسسة ثقافية تعمل طول العام تصدر الكتب المترجمة من كل لغات الدنيا وتقيم الندوات الفكرية التى شارك فيها كبار الأساتذة والفنانين من مصر والعالم، ولذلك فيجب إدراك خطر تغيير هوية المهرجان، ولذلك فغياب وجود الكتب هذا العام خطأ يجب تداركه، كما أن إلغاء التسابق يخفض من قيمة المهرجان الدولية فى ذلك النوع المسرحى، ولذلك كانت إضافة كلمة معاصر للمهرجان، هى مسألة تصنع الإزدواج بين التقليدى والتجريبى، فالمسرحيات العالمية التقليدية يمكن أن يستضيفها المهرجان طوال المواسم المسرحية، وكذلك الورش التدريبية المضافة تحتاج لوقت ولتفرغ ولترتيب أيضاً طوال العام، ولذلك فكلمة معاصر تغيير لهوية المهرجان، وكان يجب أن يعود بمنجزه التاريخى، كما هو دون تفكيك فكرته الأصلية كمشروع مسرحى تجريبى معاصر بالتأكيد.