تعود للحياة على يد مرمم الآثار

كتب- علاء الدين ظاهر

«أيقونة متحف ركن فاروق بحلوان».. لا أحد سواء من الأثريين أو غيرهم يختلف على إطلاق هذا الوصف على تمثال عازفة الهارب بالمتحف الذى تم افتتاحه مؤخرا بعد أن ظل مغلقا على مدار 5 سنوات، عقب حالة الانفلات الأمنى التى شهدتها مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، ويقع التمثال فى مدخل الطابق الأرضى للمتحف.
التمثال رصدته جريدة «روزاليوسف» اليومية خلال زيارتها للمتحف، ويعود تاريخه إلى عام 1874 م، حيث قام الفنان الفرنسى كوردييه بصناعة وتشكيل التمثال، وهو نفس الفنان الذى شكل تمثال إبراهيم باشا فى ميدان الأوبرا، وهو لامرأة بالحجم الطبيعى محلى بحليات فرعونية وهى تعزف على آلة الهارب الفرعونية، والتمثال يحمل رقم 202 ومصنوع من البرونز مشغول بالمينا الملونة، وعليه طبقة ترسيب سوداء وخطوط مذهبة وله قاعدة رخامية مشغولة وارتفاع التمثال يبلغ 167 سم.
 هذا التمثال رغم روعته ودقة تشكيله، تعرض لسوء تخزين أثناء نقله من الأكاديمية المصرية بروما إلى القاهرة لعرضه فى المتحف، حيث تم تخزينه داخل صناديق بطريقة عرضته للعديد من عناصر التلف، بجانب التلف الآخر الذى تعرض له التمثال أثناء عرضه فى روما، مما استلزم عمليات ترميم دقيقة له وإعادة صيانة لها قبل افتتاح المتحف مؤخرا.
وتمثلت مظاهر التلف فى رأس التمثال حيث كانت مفككة تماما عن مكانها، كما كان يوجد عدد 2 قطع مفككة ومنفصلة على الرأس تمثلان التاج والأجنحة المحيطة بالرأس، كما أن آلة الهارب كان بها 3 ريشة مفككة ومنفصلة عن مكانها وغير مثبتة على القاعدة، كما كان يوجد عدد 3 ريشة مثبتة بالإيبوكسى وإحدى الريش بها شرخ، وكانت توجد نواتج صدأ بقاعدة التمثال وأيضا بآلة الهارب فى أماكن مختلفة داخلها وخارجها، فيما كان التمثال بصفة عامة عليه اتساخات وأوتار الهارب غير مشدودة.
وقد كان مرممو الآثار قادرين على إعادة التمثال للحياة مرة أخرى، حيث تم فى البداية تثبيت التمثال على القاعدة الرخامية الموجودة فى بهو مدخل المتحف، وبالنسبة لآلة الهارب تم فى البداية التنظيف الميكانيكى لإزالة الأتربة والاتساخات المختلفة ونواتج صدأ مختلفة من آلة الهارب حتى وصلت إلى داخل الآلة، وتم تنظيف ما تبقى من نواتج الصدأ وطبقات العزل السابقة باستخدام الداى ميثيل فورماميد، وبعدها تم العزل لتلك المناطق المعدنية باستخدام البارالويد المذاب فى الطولوين، وتم استخدام الكحول الإيثيلى للمناطق الملونة حتى تم الانتهاء من تنظيف المينا الملونة ثم العزل لها.
وبعد إجراء عمليات التنظيف الميكانيكية والكيميائية تم شد الأوتار التى حدث لها ارتخاء وتم ربطها فى الصواميل الخاصة بها، وبالنسبة للريش التى حدث لها تلف سواء فك أو شروخ، تمت إزالة الإيبوكسى المثبت بها بعض الريش وإعادة تثبيتها بوضعها الأصلى بصواميل، وتمت تقوية الريش التى بها شروخ وبالتالى أصبحت آلة الهارب جاهزة لتثبيتها فى مكانها الأصلى مرتكزة على التمثال.
وبالنسبة لتمثال المرأة، تم أيضا فى البداية التنظيف الميكانيكى لإزالة الأتربة والاتساخات المختلفة، وبعد ذلك تم التنظيف الميكانيكى لنواتج الصدأ فى أجزاء التمثال ومنها الجسم وما يحمله من زخارف فرعونية وقاعدة التمثال المعدنية والتاج وأجنحة التاج التى تتوج التمثال.
وتمت عملية عملية تنظيف ما تبقى من نواتج الصدأ وطبقات العزل الضعيفة باستخدام الداى ميثيل فورماميد، وبعدها تم العزل باستخدام البارالويد المذاب فى الطولوينو، وبالنسبة للمينا الملونة تم تنظيفها باستخدام الكحول الإيثيلي،