الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«كوم الأفراح».. تحول إلى مقبرة كبيرة

«كوم  الأفراح».. تحول إلى مقبرة كبيرة
«كوم الأفراح».. تحول إلى مقبرة كبيرة




كتب - علاء الدين ظاهر

كشف محمد التهامى مدير عام منطقة آثار رشيد أن العدد الحالى للتعديات الواقعة على تل أبو مندور الأثرى 142 حالة تعد، موضحا طبيعة تلك التعديات التى قام بها أهالى قرى محافظة كفر الشيخ المقابلة للتل شرق نهر النيل، وهى عبارة عن إقامة جبانات على التل الاثرى وخارج حدود الجبانات الموقعة على الخرائط المساحية منذ عام 1913، مؤكدا أنه تم تحرير المحاضر اللازمة لذلك بشرطة سياحة وآثار رشيد، ورفع تلك التعديات بالاشتراك مع إدارة المساحة والأملاك بغرب الدلتا.
وتابع التهامى لـ«روز اليوسف»: أعمال الدفن حاليا شبه متوقفة، ويتم الدفن داخل الجبانة الاصلية بسبب صدور قرار ضد المتعدين على التل بدفن الموتى، والمنطقة بصدد استكمال أعمال الحفائر فور توفير الدعم اللازم، حيث إن التل تتم حراسته على مدار 24 ساعة من شرطة السياحة والآثار بحراسة مسلحة، مشيرا إلى أنه تم اخضاع تل أبومندور الاثرى بالقرارين الوزاريين 30 لسنة 1987 و50 لسنة 1996، وبدأت الحفائر به عام 1992 حتى 2010 ببعثات من رشيد برئاسة المرحوم محمد عبد العزيز عبد اللطيف مدير عام آثار رشيد، وأثريو المنطقة محمد كمال الملاح ود/عبد الله الطحان ومحمد التهامى.
وقال التهامى إن التل كان يطلق عليه قديما «كوم الافراح»، واعتاد اهالى القرى المقابلة لرشيد وتابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ على دفن موتاهم اعلى التل منذ عام 1912 فى الجبانتين الموقعتين على خرائط مساحية منذ ذلك التاريخ،وحاولنا فى تسعينيات القرن الماضى ايجاد حلول لمنع الدفن بالاشتراك مع الجهات المعنية إلا إنها باءت بالفشل، وإبان ثورة 25 يناير قام اهالى هذه القرى وبالتحديد فى العام الذى حكم فيه الإخوان المسلمون مصر من التعدى على اجزاء متفرقة من باقى التل خاصة الجهة الجنوبية بدفن موتاهم فى أماكن متفرقة أعاقت استكمال أعمال الحفائر بالتل.
وأوضح أنه أثناء الفوضى التى حدثت بعد 28 يناير 2011 قمنا جميعا أثريون واداريون وامن بحراسة التل ومخازن الاثار إلى أن عادت الامور لنصابها بعض الشىء، وفى فترة حكم الإخوان حدثت هذه التعديات الصارخة على التل ببناء مقابر فى اماكن متفرقة، وهذه التعديات قام بها اهالى قرى مركز مطوبس «الحناية والبصراط والغلايسة والوقف» وغيرها من القرى المجاورة لها، ولم نصمت أمام ذلك وقمنا بتحرير محاضر لأبناء أو أهالى المتوفى أو المتوفية وصلت الى حوالى 142 حالة تعد ببناء مقابر والدفن بها خارج حدود الجبانة الأصلية، وتم استصدار قرارات إزالة لهذه المقابر من المجلس الأعلى للاثار ومخاطبة الجهات المعنية بالازالة لكن تأجل تنفيذها لدواع أمنية.
وكشف التهامى طريقة التعدى التى تتم، حيث يقوم الناس بحفر لحد فى أى مكان ودفن الميت فيه، وهو عبارة عن حفرة مستطيلة يتم حفرها بالرمال وتوضع الجثة فيها وتوضع عليها ألواح خشب ويتم الردم عليها، ثم يقومون ببناء مقبرة فوقها بالطوب والاسمنت ودهانها، ثم يضعون عليها شاهدًا حجريًا يتضمن اسم الميت، ولا يوجد أى مسئول يرغب فى حل المشكلة بسبب الايادى المرتعشة، خاصة أن هناك بديلًا للدفن على الطريق الدولى لكن الناس متمسكة بالدفن فى تل أبومندور بالقوة، كما أنهم يتبعون حيلة عند الدفن حيث يرسلون مع الجنازة أطفالًا وصبية صغار لعدم احتكاك أى أحد بهم، وإن كانت الفترة الأخيرة شهدت إحكام الوضع وعليه خفت عمليات الدفن بعض الشىء.
وعن تاريخ المنطقة قال التهامى: تقع منطقة تل أبو مندور جنوب رشيد وهى عبارة عن مجموعة من التلال الرملية، وأشار الكثير من الرحالة والمؤرخين إلى أنها كانت مسكونة وعامرة فى العصور الفرعونى والبطلمى والرومانى، وكانت هذه المنطقة سوقاً رائجة فى العصر الفرعونى وكانت تصنع بها العجلات الحربية، وبدأ اندثار المدينة بعد بناء  الإسكندرية 331 ق.م، وذلك بسبب تحول التجارة عنها، وسمى تل أبو مندور( كوم الأ فراح ) لانتصار أهالى رشيد على الإنجليز عام 1807 م، حيث أقام الأهالى الأفراح فى هذه المنطقة حيث إن الإنجليز كانوا قد استخدموا التل لضرب المدينة بالمدافع.
وتابع:لم تخضع المنطقة لحفائر علمية منظمة باستثناء ما قام به الأثرى «لبيب حبشى « من حفائر على نطاق ضيق ، ثم ما قامت به منطقة آثار رشيد عام 1987 م من حفائر أسفرت من الكشف عن زاوية البواب التى تقع شمال شرقى النيل مباشرة، ومن اهم المعالم الأثرية القائمة بالتل حتى الآن مسجد أبو مندور الأثرى ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 1312 هـ، ورصيف الميناء الأثرى جنوب المسجد والمسجلين بالقرار الوزارى رقم 17 لسنة 1987،وأعلى والتل توجد مجموعتين من جبانات الدفن للمسلمين، وتستخدم هذه المقابر منذ زمن بعيد ويتم الدفن فيها حتى الآن.
وأضاف التهامى: بدأت حفائر المجلس الأعلى للآثار بتل أبو مندور بطريقة منتظمة اعتباراً من  1992 م ولعدة مواسم متتالية حتى 2010م، واجرتها منطقة آثار رشيد فى عدة مواقع من التل بدأت بأعلى قمة للكشف عن أساسات قلعة أبومندور، ولم تتوصل الجسات إلا إلى بعض الأحجار الكبيرة وبقايا المونة حيث اتضح أن القلعة قد تهدمت واندثرت فى عصر سابق، وفى المنطقة كشف عن حصن وسور من العصر الرومانى والبيزنطى وحى سكنى أموى وبازيليكا ترجع للقرن السادس الميلادى، وعملات برونزية بيزنطية كما عثر على 3825 فلس برونز داخل أمفورة من الفخار، و2845 فلس برونز بيزنطى، ودنانير أموية ذهبية رجع تاريخها إلى أعوام 87/93/126 هجري، وفلس يحمل اسم «عبد الملك بن مروان «ومكتوب عليه» الفسطاط»، كما تم العثور على تمثال من الرخام الأبيض لأسد رابض.