ورد النيل.. صداع فى رأس وزارة الرى

كتبت - ولاء حسين

انتهت وزارة الموارد المائية والرى فى أغسطس من حملة مكبرة  لازالة حشائش ورد النيل المتناثرة بكثرة بطول النيل وفرعى رشيد ودمياط، وبالترع والمصارف الزراعية وقنوات الرى، وفى ضوء مواجهة ما يتسبب فيه النبات بسبب شراهته للمياه، وما يتسبب فيه من سد لقنوات الرى وعدم وصول المياه لنهايات الترع وتعطيل مناوبات الرى للفلاحين.
وأكد المهندس صلاح عز رئيس قطاع حماى نهر النيل وفرعيه بوزارة الرى لـ«روزاليوسف» أن معدات الوزارة انتشلت ميكانيكيا نبات ورد النيل طيلة الثلاثة أشهر الماضية من نهر النيل وفرعى رشيد ودمياط وبتكلفة بلغت 35 مليون جنيه هى مخصصات سنوية يتم رصدها لمقاومة هذا النبات الشره للمياه.
وأضاف « عز» انه لولا تلك الاعمال لضاع على مصر ما يقرب من 2 مليار متر مكعب من مياه النيل بسبب قدرة هذا النبات على تخزين كميات كبيرة من المياه بداخل الجذع والساق، إضافة إلى عامل البخر الشديد الذى يتسبب فيه لمياه النيل.
وبحسب الدراسات الأكاديمية  السابقة تقدر كميات المياه التى يستهلكها نبات ورد النيل بـ3 مليارات متر مكعب من المياه سنويا، وحيث فشلت كل أعمال إخراجه من النيل بشكل نهائى، وتكتفى وزارة الرى حاليا بالتعامل مع النبات ميكانيكيا من خلال حفارات عليها ماكينات لاتنزاع النبات وإخراجه إلى جانبى النيل.
ويقول «عز» أنه يعود تاريخ تواجد هذا النبات بنهر النيل إلى فترة حكم عائلة محمد على، وحيث اشتهر فى عهد الخديوى توفيق وحيث تم جلبه ليزين المستنقعات والبرك المنتشرة فى ربوع مصر»، لافتا إلى أن بناء السد العالى كان العامل الاساسى الذى ساهم فى انتشاره بهذا الشكل، وحيث كانت مياه الفيضان فى شهور الصيف تتدفق بسرعة فى النيل وتجرف كل النباتات والحشائش للبحر المتوسط، بينما يتم تخزين هذه التدفقات للفيضان حاليا فى بحيرة ناصر لتنظيم استخدام حصة مصر على مدار العام.
واوضح «عز» أن الوزارة امتنعت عن استخدام الطرق الكيماوية للقضاء على ورد النيل لتأثيرها على نوعية مياه النيل، وكذا الطرق البيولوجية لأنها تأخذ وقتا والنبات يتكاثر بسرعة».
ومن جانبه أكد د.أحمد فوزى «الأستاذ بمركز بحوث الصحراء بمصر وخبير المياه بمنظمة الأمم المتحدة أن النيل بمصر بيئة مناسبة لتكاثر النبات بسبب ارتفاع نسبة مخلفات الأسمدة الكيماوية التى تصرف فى الترع،ومخلفات المصانع التى ترمى فى مياه النيل وتساعد على نمو وانتشار النبات . وذلك إلى جانب خلو النيل من الطمى بما يساعد على تخلل الضوء إلى المياه بأعماق كبيرة ساعدت على نمو الحشائش وتكاثرها وخاصة ورد النيل..وذلك وفقا لما اكده».
ويرى» فوزى « أن ورد النيل له ميزة كبيرة وحيث ان هناك فقاعة فى جذر النبات تجذب وتجمع كل أنواع الملوثات الثقيلة بالنهر،  بينما عيب النيات فى شراهته للمياه ومعدلات البخر، إضافة إلى إعاقته لحركة تدفق مياه النهر.. وأوضح د.«هيثم عوض» رئيس قسم الرى وهيدروليكا المياه السابق بجامعة الإسكندرية أن طريقة الميكنة للتخلص من ورد النيل مثالية، إلا أنه يتم ترك النبات على جانب النيل بعد جمعه ليجف، وهو ما ينتج عنه عودته للتكاثر مرة أخرى على جانبى النيل وانتشاره بالأعماق».