الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مشايخ لا يعرفون الله!!

مشايخ لا يعرفون الله!!
مشايخ لا يعرفون الله!!




كتب - وليد طوغان

الكلام فى التجديد على ودنه، كلام كلام، لكن لا تجديد ولا يحزنون. السؤال: كيف نجدد؟ ومن الذى يمكن أن يجدد والمشايخ نفسهم يقلدون؟
الذين يقلدون، لا يجددون، لأن الإسلام ليس دينا رجعيا، فالذين لا يجددون لا يعرفون الله، ولا يعرفون مقاصده من التشريع، الذى لا يعرف مقاصد الله، لا يعرف الله.
السؤال: ما الذى نحتاجه لبدء تجديد حقيقى فى الخطاب الدينى؟ الإجابة: نحتاج لإعادة تنقية هالات القداسة التى أضيفت بلا سبب، ولا نص، ولا معنى إلى غير المقدس.
فالتجديد، ببساطة، يعنى رفع الهالة الشرعية عن «التراث الإسلامى»، وتصحيح اعتباره الفقهى، من اعتماده كأصل دينى، إلى اعتباره مجرد «اجتهادات بشر» يمكن الأخذ منها، ويمكن أيضًا تركها إلى غيرها حسب المستجدات، ومتطلبات العصر.
التجديد، مثلا، يبدأ من إعادة تنقية الحديث النبوى، والسنة. يبدأ من اقتناع مشايخ الأزهر، بضرورة إعادة النظر فى صحة كثير من المنسوب للنبى (صلى الله عليه وسلم) من سنن أصبحت أصلاً دينيا، مع أن كثيرًا منها فيها كلام.
التجديد، يعنى اعتبار نظرة المسلمين الأوائل للقضايا الإسلامية، واحكامهم فيها مجرد «تراث»، والإسلام المفترض فيه صلاحه لكل زمان ومكان، لا يمكن أن يستقيم على تراث.
بالتجديد الحقيقى، لابد أن يعاد فتح باب الاجتهاد، وأن يعاد النظر إلى المسائل الشرعية فى عصرنا الحالى، وفق قواعد جديدة، ونظرة مختلفة، عن نظرة ابن حنبل، وابن تيمية، وسفيان الثورى.
التراث، مهما كان ليس مقدسا. التراث كلام وافعال واجتهادات بشر. لذلك يبدأ التجديد من تحديد ما هو تراث، وما هو ليس كذلك.
ما معنى التراث؟
التراث، هو كل ما قام به، بشر، فى أزمنة سابقة، ويمثل اجتهاداتهم، وطرقهم فى استنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم. كلام الصحابة، واجتهاداتهم فى الدين، وتفسيراتهم لآيات القرآن الكريم، كلها تراث. تفسير الصحابة لكلام الله، ليس هو كلام الله، انما هو فهمهم هم لكلام الله.
اجتهادات أبى بكر (رضى الله عنه)، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، ومن بعدهم الزبير بن العوام، وعبد الرحمن ابن عوف، وبن عباس، والسيدة عائشة.. كل هذا تراث، من وجهه التجديد الحقيقي، وعليه يجوز للمسلمين فى العصر الحديث، مخالفة ما رأه الصحابة فى الأحكام الشرعية، وفى القضايا الإسلامية، ويجوز ايضا ابتكار حلول دينية جديدة ومختلفة، لكثير من القضايا، حتى لو خالفت الآراء الجديدة، آراء أبى بكر، أو اختلفت عما اخذ به الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان.
التجديد هو المرونة فى الدين. والمرونة تبدأ من عدم حصر الاسلام، فى عصور الأولين، واضفاء القداسة الشرعية على عصور الأوائل، بلا سبب. فإذا كان كلام المسلمين الأوائل، وتفسيراتهم لكتاب الله، واحكامهم فى القضايا الاجتماعية تراث، فالقرآن ليس تراثا.
تعمد تحويل القرآن إلى تراث.. كارثة دينية.. توقف النص عند زمن الاوائل، وتجعل الإسلامى رجعيًا.. صلبًا.. نقيس به شرعية فوائد البنوك، على أحكام الإمام الشافعى.. والامام ابن حنبل.. بينما لا كان الشافعى يفهم فى الاقتصاد، ولا درسه ابن حنبل فى الجامعات!
القرآن كلام الله، لكن اجتهادات الصحابة سلوك بشرى خالص، يجوز فيه الخطأ.. ويجوز فيه إعادة النظر.
الذى جمد الإسلام، وآثار المشكلات، بين المسلمين، وبين المجتمعات الأخرى، فى العصر الحديث، هو تعمد المسلمين قصر الإسلام على سلوكيات الأولين، وأحكامهم واجتهاداتهم، بحكم انهم كانوا الأكثر فهما لدين الله.. ولم يكن هذا صحيحا.
الخطيئة الدينية، هو قصر الإسلام الصالح لكل زمان ومكان، على مسالك الصحابة، وفتاوى ابن حنبل، ومالك، واعتبار المالكية والشافعية ، هم الدين، واحكامهم، هى احكام الله.
لم يفعل النبى (صلى الله عليه وسلم) نفسه هذا، ولا فعله الصحابة.
أمر النبى (صلى الله عليه وسلم) قائده بريدة، وهو خارج للحرب، إذا انتصر، فلينزل عدوه على حكمه الشخصى، ولا يقول انه حكم الله، قال (صلى الله عليه وسلم): «إنك لا تدرى ما حكم الله فيهم»!!