الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق : ديون المؤسسات القومية «خاذوق» وضعه النظام لدرء مخاطر الصحفيين




أكد مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق أن المؤسسات القومية تعانى من مشاكل كثيرة بسبب تكدس العمالة وعدم هيكلتها بطريقة مناسبة لافتا الى ان النظامين السابق والحالى ليس لديهما النية لحل هذه المشاكل بل إنهما تعمد ترك هذه المؤسسات مثقلة بالديون حتى تظل تحت سيطرتهما .. روزاليوسف حاورت النقيب السابق عن اهم الأزمات التى تواجه المؤسسات القومية وإمكانية حلها ..
 
 



■ بداية .. نريد ان نعرف رأيك فى مستوى الصحافه القومية الآن ؟
 
- الصحافة القومية ربما لا تكون فى أحسن حالتها تتعرض لضغوط شديدة جدا بعد عملية تغييرات لا اعترض عليها بشكل مباشر لكنها من المؤكد انها لم تأت بالأكفأ ومن المؤكد ايضا أن هذه الضغوط تستهدف تكميم الأفواه حتى يصبح لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين قوة مؤثره فى تحرير هذه الصحف ولكن ايضا من الملاحظ ان نسبة غير معقولة من الصحفيين تطوعوا لتحقيق هذا الهدف ولخدمته وفى النهاية تحاول الصحافة القومية بالفعل أن تكون قومية وهناك بعض الكتاب يحاولون الحفاظ على استقلالهم بالاضافة الى بعض الشباب الذين يرفضون اى ضغوط ويصرون على أن يقدموا صحافة حرة والمجمل انه فى اللحظة الراهنة لا نستطيع ان نقول ان الصحافة القومية خضعت للضغوط الممارسة عليها ومازال نفس الحرية موجودًا.
 
 ■ فى رأيك ما هى المشكلات التى تعانى منها الصحافة القومية ؟
 
 - أرى أن الصحافة القومية مثقلة بمشاكل كثيرة ولا يوجد شخص لديه النية الى ايجاد حلول جذرية لهذه المشكلات وكنت اتمنى من مجلس الشورى بدلا من ان يصب كل همه فى مسألة تعيينات رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الادارات ان يهتم بحل مشاكل المؤسسات المالية والتى تتمثل فى الديون الكبيرة التى تراكمت عليها منذ زمن ومازالت تعانى منها حتى الان.
 
■ هل كانت معايير اختيار رؤساء التحرير ومجالس الادارات موضوعية ؟
 
- مجلس الشورى بدلا من أن يختار من الاطار الاوسع للصحفيين ضيق الاطار وقصر اختياره على أحد الذين تقدموا بأوراقهم لشغل هذه المناصب ورأينا ان هناك رؤساء تحرير من الشباب ظلموا فى عملية التغييرات ولم يحصلو على فرصتهم كاملة كما وجدنا رؤساء تحرير استطاعوا أن يثبتوا قدراتهم العالية وتم إقصاؤهم.. غياب المعايير الموضوعية بالفعل التى يحكم بها مجلس الشورى هو ما ادى الى هذا الوضع .. واريد ان اوضح ان مجلس الشورى هذا اختاره فقط 7% من الناخبين وهو يشكل تحالفين بين قوتين هما السلفيون والإخوان ولا يعبران عن جميع القوى السياسية الموجودة فى مصر وهم من قاموا بتعيين رؤساء التحرير ونأمل ان ينتصر الصحفيون فى النهاية الى مهنتهم واعلاء كلمة الحق على أى مصلحة سواء شخصية او حزبية وهذا ما نأمله بعد ثورة 25 يناير .
 
■ ما هى الطريقة الصحيحة التى يجب ان تعامل بها المؤسسات القومية كى تؤدى دورها؟
 
- بما اننا نسعى الى الحرية يجب ان يتعامل مجلس الشورى بما انه هو المسئول عن الصحف القومية بطريقة اكثر احترافية بحيث يكون له حرية المراقبة والتفتيش واذا ثبت وجود مخالفات له الحق فى إحالتها الى النائب العام وعند هذا تنتهى مسئولية المجلس وان يكون له ممثل بالصحيفة من حقه ان يطلع على كل كبيرة وصغيرة من ما تنفقه او تربحه المؤسسة وتبقى فى النهاية المسئولية السياسية لمن يكتب .. وأتساءل هنا ما الذى يعطى مجلس الشورى امتياز ان يختار رئيس التحرير فى حين انه لم ينتخب إلا من 7% فقط من الناخبين كما انه يمثل شريحتين سياسيتين فقط من ضمن شرائح المجتمع .. يجب ان تصبح المؤسسات القومية مستقله ويكون لمجلس الادارة الحق فى اختيار رؤساء التحرير فى من يتوسم فيهم الامكانية لإصلاح هذه الصحف ويكتب معه عقدًا بشروط محددة ومدة محددة لاصلاح الجريدة وزيادة التوزيع وبعد انتهاء المده تقوم بمحاسبته .. هكذا تدار الصحف الخاصة وكذلك الصحف فى باقى الدول .. لا يوجد إلا صحافة مصر القومية هى فقط التى تتنافس عليها السلطة فتارة تجد الحزب الوطنى وتارة الإخوان.
 
■ فى رأيك هل منحت ثورة يناير الحرية للصحافة القومية وللإعلام؟
 
- لا أرى ذلك بل بالعكس انه حتى فى فترة الرئيس مبارك كان هناك من يكتبون بحرية واذكر هنا الكاتب سلامة أحمد سلامة وكان يكتب فى جريدة الاهرام وكان هناك الكثير الذين يكتبون بحيادية وكان هناك قدر كبير من حرية الرأى والتعبير التى لولاها لما ظهرت حركة كفاية ونزلت الشارع وكانت تطالب باسقاط مبارك كل يوم.. اليوم الحال اختلف فعندما فكر بعض الشباب ان يهتفوا ضد دولة المرشد العام للإخوان اعتدى عليهم اعضاء الجماعه فى ميدان التحرير والواضح ان الاخوان يأخذون منحى غير طيب قد يودى بهم الى نهاية سيئة وهنا اريد ان اؤكد انه يجب ان نطبق مبدأ دولة المؤسسات والقانون هو الفيصل كما ان لدينا فى المجال الاعلامى ترسانة من القوانين التى تحكمنا فضلا عن ميثاق الشرف الذى كانت قد بدأت فيه نقابة الصحفيين ونحن ليس مطلقى السراح كما يظن البعض .
 
■ هل ترى ان مشكلات الصحافة القومية هى واحدة من ضمن التركة الثقيلة التى ورثها النظام الجديد؟
 
- نعم أرى ذلك ففى فترة الرئيس مبارك لم تكن هناك نية حقيقية لحل مشكلات الصحف القومية وكانت تعانى من هياكل مالية مضطربة وفى ظل هذه الهياكل المضطربة يتوه الحساب ولا تستطيع ان تقدر قيمة الخسارة الحقيقية كما انك لن تتمكن من تحديد اسباب الخسارة فضلا عن عدم وجود توزيع عادل للإعلانات الحكومية واذكر هنا أن وزارة التربية والتعليم كانت تتعامل مع الصحف بطريقة غريب فإذا تجرأت احدى الصحف على مهاجمة الوزير يصدر قراره فورا بمنع حصتها من طبع الكتب المدرسية واكرر انه لم تكن هناك نية لحل هذه الأزمات المالية كى يظل رئيس التحرير ورئيس مجلس الادارة جالسين على "خاذوق" الديون وتكون كل مشكلته كيف يستطيع حل هذه المشاكل المالية لمؤسسته بالتالى يأمن النظام الحاكم شر هذه الصحف ان فكرت فى مهاجمته وكان هذا متعمدًا ومنذ فترة طويلة ونحن نصرخ يوميا ان هياكل المؤسسات الصحفية ينبغى ان تكون رقم واحد بين باقى المؤسسات و قد بح صوتى مع صفوت الشريف والرئيس مبارك لاقناعهما بذلك وهما غير مبالين بكلامى يريدون ان يعطوك بالقطارة حتى تظل تحت سيطرتهما وتهرول اليهما لتطلب مساعدتهما.
 
■ ماذا عن قطاعات المطابع الموجودة بالمؤسسات القومية هل يمكن استغلالها فى حل مشكلات هذه المؤسسات ؟
 
 - حجم القوى الطباعية الموجودة فى مصر اكبر من حجم السوق وهناك مطابع لا تعمل اكثر من ساعتين وهى مطابع ضخمة تكلفت ملايين الجنيهات والمؤسسات لا تعمل فى الطباعة لأن وزارة التربية والتعليم حرمتهم من حصتهم فى طباعة الكتب الدراسية وكنا دائما نذهب للرئيس مبارك لنشكو من وزير التعليم والذى كان اذا انتقدته فى مقال او موضوع منشور عندك فى الجريدة يسلط عليك رئيس هيئة الكتب يسحب منك الطباعة.
 
هل تعانى المؤسسات القومية من تضخم فى العمالة ؟
 
بكل تأكيد وهذه واحدة من اكبر المشكلات التى تعانى منها المؤسسات القومية هذه الصحف القومية والتى لا أظن انها ستتمكن من الاستمرار حال وجود هذه المشاكل حيث اختفت المسافات بين المؤسسات وكان هناك ما يسمى بمؤسسات الشمال ومؤسسات الجنوب اصبح الجميع سواء ولكن تختلف الحالة من ناحية الدرجة فالكل يعانى من اكتظاظ فى عدد المحررين لأن التعيينات كانت تتم بشكل جزافى وعشوائى.
 
■ كيف يتم إصلاح هذه المؤسسات؟
 
- كى نصلح هذه المؤسسات يجب ان نكون متسقين مع انفسنا فهناك من يدعون ان الصحافة مليئة بالفساد وهذا غير صحيح والحل هو ان تترك للناس حريتهم، مجلس الادارة هو المسئول فقط وهو من يدير وهو من يختار رئيس تحرير المطبوعة ويتم الاتفاق على اهداف معينة مع رئيس التحرير كى يتمكن من محاسبته فى حال عدم تحقيقها.
 
■ ما الفرق بين طريقة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية فى النظام السابق والنظام الحالى ؟
 
 - فى النظام السابق كان مجلس الشورى مجرد اسم والذى كان يعين رؤساء التحرير هو مبارك عند طريق تقارير يقدمه له حبيب العادلى وصفوت الشريف ويختار هو ومصطفى الفقى ووزير الإعلام رؤساء التحرير ومجالس الإدارات ويرسلون اختياراتهم لمجلس الشورى وتقوم اللجنة العامة للمجلس بإعلان النتيجة كما هى دون اى تغيير فكل ما كان يهمه فى الامر ان يضمن ان الشخص الذى سيجلس على رأس هذه الجريدة سوف يدرأ عنه مخاطر ممكن ان تواجهه من خلال الصحافة أما الآن الوضع تغير وأصبح لمجلس الشورى صلاحيات أوسع فمن حقه الآن ان يطلب من رئيس مجلس إدارة المؤسسة ان يبلغه قبل اصدار أى مطبوعة جديدة او اى اعداد اضافية بحيث اصبح رؤساء مجالس الادارات لا يفعلون شيئًا هم فقط مجرد وسيلة لتحقيق اهداف الأغلبية فى المجلس .
 
■ ما تقييمك للصحافة فى مصر بعد ثورة يناير ؟
 
- لقد اصبحت الصحافة هى "الحيطة المايلة " التى يعلق عليها المسئولون اخطاءهم وهذا ما اتضح جليا فى ازمة النائب العالم حيث اكد المستشار احمد مكى نائب الرئيس ان الاعلام هو السبب فى هذه الأزمة وكنا ننتظر منه ان يكون صريحا مع الشعب ويكشف عن الاسباب الحقيقية لهذه الأزمة ومن الذى قال للرئيس إن النائب العام استقال وهل تسرع مرسى باصدار قرار بترقيته الى سفير ثم يعود فى قراره .. الرئيس لابد ان يطيح بكل مستشاريه لأنهم فشلوا فى أداء عملهم، فالمستشارون يجب ان لا يجعلون الرئيس ينطق حرفا خطأ وهذه الاخطاء حدثت اكثر من مرة فكل المصريين يعلمون ان ما يقوله الرئيس خطأ .. كيف للرئيس ان يقول ان مشكلة المرور حلت بنسبة 60% و الشوارع تكاد تنفجر بسبب التكدس المرورى وكيف له ان يقول ان مشكلة النظافة حلت بنسبة 40% والشوارع مليئة بتلال القمامة.. وكيف ان يقول ان مشكلة الخبز حلت والطوابير موجودة فى النهاية أؤكد ان هيئة المستشارين فاشلة وينقلون للرئيس الصورة خاطئة.
 
■ هل فقد الرئيس مرسى شعبيته بعد تراجعه فى قرار إقالة النائب العام ؟
 
- لقد زادت شعبية الرئيس عندما أخذ قرار انهاء المرحلة الانتقالية وكانت شعبيته 50% فقط من اصوات الشعب وعندما رفض اقتراح قطر وقال لن أرسل الجيش لسوريا ارتفعت شعبيته لـ 60% وبعد خطابه فى ذكرى انتصارات اكتوبر وقراره الخاطئ بإقالة النائب العام هبطت شعبيته للحضيض.. فى النهاية هل يمكن انك تطلع تقول ان القضاء مستقل فى نفس اليوم.. وتصدر قرارًا معناه الحقيقى اقالة النائب العام.. المشكلة الجوهرية ان هؤلاء بيتغابوا عن حقيقة مهمة حيث إن هناك رئيسًا ويبحثون عن شرعية الميدان ما ينفعش إنك تركب حصانين مع بعض لا انت ثورى على طول ولا انت بتحترم الدولة على طول.. ازاى تقول لقواعدك ان عبدالمجيد هو من حقق فى القضية وهو لم يحقق وبعدين وعلنا قال الشباب يتوجه الى دار القضاء العالى..
 
■ ما رأيك فى المواد الخاصة بحرية الرأى والتعبير والتى تم وضعها فى الدستور الجديد؟
 
- لقد قرأت المسودة النهائية للدستور ولم افهم منها شيئًا فمعظم المواد لا تزال مجهولة وغير مكتلمة وذلك بسبب تعنت المستشار الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية والذى اغلق جميع اللجان امام الصحفيين واعتبر عملية كتابة الدستور سرًا حربيًا وكل عضو من اعضاء الجمعية عندما يسرب معلومة عن مادة من المواد يسرب وجهة نظره هو وليست وجهة النظر النهائية التى اتفقوا عليها واعتقد ان المواد الخاصة بحرية الرأى لن تكون افضل من العهد السابق واعتقد ان مبارك لم تكن لديه القدرة على ان يمس صحفيًا.. هل تعتقد انه كان سعيدا عندما كان يشتم بصفة يومية من حركة كفاية او من إبراهيم عيسى بالطبع لا.. كان يغلى من داخله لكنه وصل الى حد لم يعد فى قدرته ان يتراجع وكان الصحفيين على قدر ما من المهنية .. وعندما تم تغليظ العقوبات على الصحفيين اعتبرناها تقييدًا لحرية والرأى ووقفنا جميعا فى وجه هذه العقوبات وأجبر مبارك على التراجع .
 
■ هل فقدت الصحافة القومية بريقها امام هذا الكم الهائل من الصحف الخاصة والحزبية؟
 
- بالطبع لا فبالرغم من هذا الكم الهائل من المشكلات التى تعانيها الصحف القومية إلا أنه حتى الان 65% من توزيع جميع الصحف لا يزال فى الصحف القومية ومن بين 8 آلاف صحفى فى مصر على الأقل 5 آلاف من الصحف القومية حتى الصحف الخاصه 60% من محرريها هم اصلا من محررى الصحف القومية لذلك فأنا ارى ان مستقبل الصحافة القومية مرهون بحل مشكلاتها واعادة هيكلتها بطريقة صحيحة واسقاط جميع الديون عنها ومعاملتها كمؤسسات مستقلة وإلا ماذا ستفعل؟! ستؤممها لن يشتريها احد .. هل ستوزعها على الاحزاب .. هناك صحف قومية لها جذور فى الحياة السياسية اعمق من اهم الاحزاب الموجودة .