الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكنيسى: القنوات المستقلة عن التكتلات الإعلامية ستصبح فى مواجهة شرسة... وسطوة الإعلانات مشكلة أخرى

الكنيسى: القنوات المستقلة عن التكتلات الإعلامية ستصبح فى مواجهة شرسة... وسطوة الإعلانات مشكلة أخرى
الكنيسى: القنوات المستقلة عن التكتلات الإعلامية ستصبح فى مواجهة شرسة... وسطوة الإعلانات مشكلة أخرى




تحقيق - مريم الشريف

بعد ظهور التكتلات الاعلامية والتى اصبحت بمثابة تنافس بين القنوات الفضائية بعمل دمج بينهم، وذلك بعدما شاهدنا الاندماج بين شبكة قنوات النهار لمالكها علاء الكحكى ومجموعة قنوات CBC والمملوكة لرجل الاعمال محمد الأمين، ودمج  مجموعة «دى ميديا» والمالكة لقنوات DMC   ومجموعة اعلام المصريين المملوكة لصاحبها رجل الاعمال أحمد أبو هشيمة الفترة الماضية، وأثر هذه التكتلات على القنوات الفضائية الأخرى التى لم تدخل ضمن هذه التكتلات، والى اى مدى ستصمد هذه القنوات فى مواجهة هذه التكتلات الإعلامية الضخمة فضلا عن اثرها على المحتوى الاعلانى المقدم خلالها.
ومن جانبه علق الاعلامى حمدى الكنيسى نقيب الاعلاميين، أنه موضوع يثير التساؤل، والقنوات الفضائية الاخرى والبعيدة عن هذه التكتلات الإعلامية ستجد نفسها فى مواجهة قوية وشرسة امام هذه التكتلات الإعلامية، ولكن اذا اجتهدت يمكنها اكتساب مصداقية خاصة بها، بمعنى ان كل قناة واحدة ومستقلة عن أى تكتلات ومع ذلك ستصبح قوية وهذا بالتأكيد سيأخذ منها  مجهودا مضاعفا عما تبذله التكتلات الإعلامية.
واضاف فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن التكتلات الاعلامية تجربة جديدة بالنسبة لنا ولا يمكن الحكم عليها فى الوقت الحالى الا بعد الممارسة، وبخاصة اننا من المقرر ان نجد قنوات داخل مجموعة إعلامية معينة تتنافس فيما بينها.
وتساءل قائلا: كيف ستتنافس هذه القنوات وهى تحت مظلة واحدة وداخل تكتل اعلامى معين وقيادة واحدة، هل تخصص كل قناة فى المجموعة شكلا معينا لها وهدفا محددا ام لا.
وتابع قائلا: اعتقد ان هذه المجموعات الاعلامية ستجد نفسها امام مجموعة من الاسئلة لابد ان تجيب عنها.
وأشار إلى ان قضية الاعلانات مشكلة أخرى، وبخاصة بعدما أصبح الاعلام خاضعا لسيطرة الاعلان وسطوته، وهنا لابد التفكير من كل طرف فى كيفية  الاستفادة من الاعلان، وبالتأكيد هذه التجمعات الاعلامية مرتبطة بوكالات اعلانية معينة، ولذلك لابد على القنوات الفضائية الأخرى المستقلة بذاتها والبعيدة عن هذه التكتلات ان تسعى الى وكالات اعلانية أخرى لم تأخذ فرصة مع التكتلات الاعلامية وان تجتهد معهم.
وعبر الكنيسى عن أمنيته فى ان ما يحدث يكون فى صالح الاعلام بشكل يفيد ويعيد لمصر مكانتها على الساحة الاعلامية الاقليمية والدولية.
كما أكد الإعلامى إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الاخبار الاسبق بالتليفزيون المصرى، ان الإعلام ما هو الا صناعة ومكلفة جدا تتطلب استثمارات عالية، ولا يمكن لأحد الصمود فى هذا المجال الا اذا كان لديه رأسمال كبير يستطيع من خلاله تغطية تكلفة الانتاج للمحتوى المقدم على الشاشة، وتغطية مستحقات العاملين وغيرها من هذه الامور الخاصة بأى مؤسسة إعلامية.
واضاف أن كثيرا من القنوات عجزت فى الفترة الاخيرة على دفع المستحقات المالية للعاملين فيها وكان هذا الامر يمثل مشكلة كبيرة، بالاضافة الى ان من لم يستطع منها استكمال المسيرة اغلق القناة وانسحب من مجال الاعلام.
وأشار الى انه ليس فقط الذى يصمد فى المجال الاعلامى من لديه القدرة المالية، وانما من لديه ايضا القدرة على تقديم كل ما هو جديد من أفكار برامجية مبهرة تجذب المشاهد اليها، موضحا ان هناك قنوات اغلقت ابوابها ليس لعدم وجود الامكانيات المادية وإنما لعدم تقديمها ما هو جديد للمشاهد.
وتابع ان أى قناة لابد تقدم افكارا برامجية جديدة، تجذب المشاهد المصرى والعربى اليها وعدا ذلك لن تستطيع القناة ان تصمد وتستمر، بالاضافة الى قدرتها المالية الجيدة، لافتا الانتباه الى ان هذه التكتلات الاعلامية التى ظهرت على الساحة الاعلامية الفترة الماضية تمثل تحديا لإعلام الدولة متمثلا فى التليفزيون المصرى، حيث يأتى كيان جديد به عدة قنوات مثلا مجموعة DMC  والتى تحتوى على خمس قنوات تقريبا، فهو بمثابة تليفزيون مواز جديد، واذا لم تقف الدولة بجانب ماسبيرو وتدعمه ليغير من جلده ويقدم افكارا وبرامج جديدة فسيكون الامر اسوأ.
واستكمل حديثه ان الفصل التاريخى الذى يمر به الاعلام المصرى حاليا يجعل القنوات الأخرى اما ان تنهض وتواجهه وتنافس او تنسحب.
وأشار إلى ان هذه القنوات الأخرى لابد ان تجدد وتغير من نفسها وتضع ما يبهر المشاهد فى محتواها، والمشاهد لن ينجذب الا لما هو ملفت وجديد، لافتا الانتباه الى أنها فرصة لكل الأطراف لإعادة النظر فى سياستها الاعلامية من اجل الدخول فى منافسة حرة شريفة لصالح المتلقى المصرى والعربى.
وعن رأيه فى اذا كانت هذه المنافسة الحرة ستؤدى الى اختفاء المهازل التى نراها على شاشات بعض القنوات الفضائية، علق الصياد: سيحدث اذا غيرت هذه القنوات من سياستها، واذا لم تكن هذه القنوات تعتمد على الوكالات الاعلانية لأن استمرار الاعتماد عليها يعطى لهذه الوكالات الاعلانية فرصة للتدخل فى الافكار البرامجية وهذا يسبب المشاكل التى تصبح فيها القنوات، واذا استمر هذا الوضع فلن يوجد جديد، ولكن اذا فصلنا الوكالات الاعلانية عن الافكار البرامجية ربما يحدث شىء جديد وتطور بهذه القنوات.
وأوضح الصياد ان هذه التكتلات الاعلامية تكون فى صالح الاعلام اذا قدمت جديدا وشاهدنا تحسنا فى الصورة السلبية التى يوجد عليها الاعلام حاليا، واذا توقفت حالة الانفلات الاعلامى، وبدأنا نشاهد أفكارا تتفق مع تنمية المجتمع المصرى واخلاقياته، مؤكدا انه اذا كانت هذه التكتلات لمواجهة الاعباء المالية فقط فإنها لن تقدم جديدا.
كما طالب بضرورة الفصل بين الملكية للقنوات والادارة، اى الا يكون مالك القناة مسيطرا على السياسة التحريرية لها، والا تصبح هذه القناة لسان حاله ومنفذة لسياساته الخاصة.
وعبر عن أمنيته فى اصلاح حال الاعلام المصرى الفترة المقبلة، بالاضافة الى التليفزيون المصرى، مؤكدا انه ينتظر تدخل الدولة لإنقاذ ماسبيرو.