الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حوار بين توك توك وحمار

حوار بين توك توك وحمار
حوار بين توك توك وحمار




كتب -  عيسى جاد الكريم

 بينما تتوالى كل يوم أخبار منشورة عن العثور على رءوس حمير مذبوحة هنا وهناك والقبض على جزارين يبيعون لحوم الحمير على أنها لحوم بلدى وتعالى  الأصوات المنددة بذبح الحمير وبيع لحومها واستغلال ارتفاع أسعار اللحوم للتربح السريع؛ ودشن كثيرون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطعة اللحوم مطالبين بإغلاق جميع محال الجزارة لحين القبض على كل حمير البلد للقضاء على الفساد.
وظهر نواب فى برامج المساء يتبنون الفكرة وانهم سيقومون بسن قانون يسمح بمصادرة جميع الحمير لتبقى تحت سيطرة الدولة لتبقى الحكومة هى الوكيل الحصرى للحمير؛ والقانون سيسمح باعتقال الحمير والقبض على أصحابها الذين يرفضون تسلميها.
فى حين طالب آخرون بضرورة وضع طوق اليكترونى حول رقبة كل حمار لرصد تحركاتها وإعطاء كل حمار رقم كودى أشبه بالرقم القومى لحصر أعداد الحمير وعمل سجل كامل بأنواعها بما يمكن المجتمع من مراقبتها فى صحيانها ونومها!
وكان الصوت خافتاً لأحد علماء الأحياء الذى أكد فى مقال على صفحته الشخصية على الفيس بوك نشرته صحيفة حزب معارض والذى أكد بدوره ان ظاهرة ذبح الحمير وبيع لحومها سببها وجود اختلال فى التوازن البيئيء فاستخدام بعض المركبات بدلاً من الحمير فى تنقلات البشر سبب وفرة فى أعداد الحمير التى أصبحت عاطلة عن العمل فتفرغت للتناسل والتكاثر الشيء الذى أصبح عبئاً على أصحابها الذين وجدوا صعوبة فى توفير الطعام لها بعد أن تناقصت الرقعة الزراعية وارتفعت أسعار الأعلاف بعد أن لجأت شركات الوقود إلى استخدام المنتجات الزراعية فى إنتاج الوقود الحيوى مما ينذر بكارثة وجعل أصحاب هذه الحمير يذبحونها أو يبيعونها للجزارين الذين كونوا عصابات شبيهة بعصابات الهجرة غير الشرعية حيث ينقلون الحمير ليلاً فى سيارات خاصة سالكين الدروب الصحراوية والوعرة بعيداً عن عيون الرقابة ويجدون من يساعدهم من المجرمين فى كل مكان فالحل ليس فى القضاء على الحمير أو أنقاض أعدادها ولكن فى معالجة المشكلات التى أدت إلى زيادة عدد الحمير فى البلد.
انتشرت أنباء مطالبة الناس بالقبض على الحمير فى أنحاء الدولة كلها ففزع الحمير محاولة إيجاد سبيل للنجاة بأنفسها من مصير لا يعلمون إلى أين سيأخذها.
وفى إحدى القرى البعيدة حاول حمار أن يختفى عن عيون البشر حتى يهرب من السيناريوهات السوداء التى تحاك ضد بنى جنسه ؛ وبعد أن جرى وجرى وسط الحقول حتى كاد التعب ينال منه شاهد مكان أشبه بالمخزن المهجور فى ظهر احد البيوت الريفية فدخل فيه للاختباء ؛ وبينما هو يستريح من التعب وجد من ينادى: أنت شرفت يا حمار؟
فنظر الحمار بعد ان اتسعت عيناه فى ظلام المخزن وقال: « مين ابو تلات رجلين «توك توك الغبرة» سبب كل المصايب اللى انا وكل جنسى من الحمير فيها، خليت الناس اعتمدوا عليك وسبونا لحد ماقرروا يدبحونا ويكلونا»!
فرد التوك توك: انا مالى هو انا اللى قلت للجزارين الجشعين يدبحوك ولا قلت لبتوع المطاعم والكباب والحواوشى يفرموك ولا للفلاحين يسيبوك وفى سوق المواشى يبعوك ولا قلت للناس اللى بقت ماعندهاش ذوق يأكلوك؛ وبعدين بتعيرنى انى بتلات رجلين وأنت بربع رجلين لكن هقلك وليه الفخر انا مش بس بتلات رجلين انا خط الطريق اللى بسابق الريح وبيعملى حساب الكبير قبل الصغير انا اللى ياما تريلات نزلت الترعة بسببى وانا اللى ياما ملاكى ومكروباصات حضنت الشجر بسببى اقترابهم منى يعنى موتهم انا المدلع اللى بيخلى الأسفلت يولع.
الحمار: أنت مش المدلع أنت مصاص الدماء وقاتل الأحياء
التوك توك: انا اللى مريحهم وبنجز لهم مصالحهم وبوديهم بيوتهم ومدارسهم من غير متعبهم انا اللى بوفر فرص عمل للشباب سواقين عليه.
الحمار: أنت اللى عودت الناس على الكسل وجبت للأطفال الكساح والهزل ومرضت عضلاتهم وحرمتهم من الرياضة أنت اللى خربت اجيال ؛ من غيرك الاطفال كانوا بيروحوا من بيوتهم لمدارسهم مشى فتتقوى رجليهم والستات كانت تروح السوق مشى وماكنش عندهم سمنة ولا الرجال كان عندهم كرش أنت مش بتوفر فرص عمل للشباب أنت اللى خليتهم هجروا ورشهم ومصانعهم وغيطانهم ومزارعهم وبدل ما ينتجوا ويضيفوا للبلد اصبحوا عالة على البلد.
التوك توك: انا اللى وفرت على الناس الوقت والفلوس والجهد وحفظت على صحتهم
الحمار: وأنت الصادق أنت اللى عطلت الناس وعلمتهم الكسل وضيعت فلوسهم ودمرت لهم رئتهم أنت جاى مستورد بالدولار يعنى أخدت من رصيد البلد والناس فضيت خزاينهم لحساب بلاد بره، 5 مليون توك توك دخلتوا البلد احسب الناس دفعوا فيكم كام مليون دولار، مش بتشتغلش الا ببنزين والسولار برضه مستورد بالدولار لما بتعطل ولا تبوظ متقدرش تمشى الا لما يغيروا لك قطع غيار وبرضه بيشتروها بالدولار تعرف تحسب ده كله كلف البلد كام مليار دولار ولا أنت حمار؟!