الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسيوط والإرهاب

أسيوط والإرهاب
أسيوط والإرهاب




كتب - إبراهيم رمضان

الصعيد الذى عانى فى تسعينيات القرن الماضى من مرارة الإرهاب، وذاق الأمرّين من قتل وتنكيل وترهيب لأبنائه، يواجه حاليا فترة عصيبة تغذيها عوامل كثيرة، تمهّد الطريق لعودة الجماعات الظلامية مرة أخرى لهذه البقعة الغالية من الوطن.
ففى الوقت الذى تتركز فيه جهود الأمن فى محافظات الصعيد على كل ما يخصّ الأمن الجنائى، باعتبارها محافظات تكثر فيها حوادث (الثأر)، وبالتبعية تنتشر فيها الأسلحة بأنواعها المختلفة، إلا أن رصد التحركات المشبوهة لعناصر الجماعات المتطرفة بمختلف مسمياتها، ربما نسيه بعض القائمين على الأمن، أو تناسَوه، وهو أمر جِد خطير.
ففى إحدى قرى محافظة أسيوط، وأثناء إجازة العيد، وخلال بعض التنقّلات والاتصالات مع الأصدقاء والمصادر، نمَت إلى علمى معلومات شديدة الخطورة إنْ صحت (بالتحقيق والتوثيق من خلال الأجهزة الأمنية المعنية، فربما لم أتمكن من توثيقها بالقدر الكافى؛ لقِصر المدة التى قضيتها)، فهى تشير إلى أن خيوطا كثيرة ومؤشرات متعددة تنذِر بالخطر، وتدق ناقوسه.
أحد قيادات الجماعات الإرهابية، ممن سبق اتهامه مؤخرا فى قضايا التحريض على العنف والتظاهر، تمكّن من شراء أسلحة وذخائر بكميات كبيرة، متخذا من بعض أقاربه ستارا لحمايتهم، والدفاع عنهم، وإبعاد الشبهات كافة عنهم، خاصة أن بعض هؤلاء متورطٌ فى هذه العمليات، بطريق مباشر أو غير مباشر.
الأدهى من كل ذلك، أن هذا القيادى تمكن مع عدد من أقاربه، وعبْر شبكة علاقات ممتدة مع عدد من تجار الأسلحة بجزيرةٍ مشهورةٍ بإيواءِ المجرمين وتجار السلاح بمركز صدفا، من نقل هذه الأسلحة لهذه القرية، حتى صار لدى كل شخص من أقاربه على الأقل «سلاح آلى»، بخلاف ما لم تتم معرفة أين تم تخزينه، ولمن سيتم توجيهه!!
ما يثير الشكوك أكثر تجاه نوايا هذا القيادى، وأقاربه، هو أن عائلته وأقاربه ليس بينهم وبين أى عائلات أخرى أى نزاعات، أو صراعات، أو حتى خصومات ثأرية، فلمَنْ إذن يَحمل هؤلاء السلاح إلا إذا كانت هناك نوايا سيئة حقودة تجاه الدولة، تغذّيها مشاعر الكراهية الخبيثة التى تحملها تلك الجماعات للوطن، وأبنائه، ونسيجه الاجتماعى المتماسك؟
ربما قادنى لهذا الأمر القدَرُ وحدَه، عبر معلومات من مصادر عدة، أكدت تلك الوقائع، وتحديدا الفترة القليلة الماضية، وهى المعلومات التى تحتاج إلى تحرك سريع من أجهزة الأمن؛ لوأد أى محاولات للعَبَث بمقدّرات الوطن، أو زعزعة أمن وأمان مواطنيه، أو زرع الفتن، خاصة بين «المسلمين والمسيحيين»، وهى القضية التى تسعى هذه الجماعات الظلامية إلى تأجيجها من وقت لآخر، لا سيما أن لديهم طرقهم الخاصة فى إثارة تلك المشاكل، ولعل حادثة السيدة القبطية التى تمت تعريتها مؤخرا فى محافظة المنيا، كشفت جانبا من ألاعيب هذه الجماعات، ومحاولاتهم الدنيئة، لإحداث الشِّقاق بين المواطنين المتعايشين منذ عقود، بل قُل قرونا إن شئت، دون أى نزاعات.
تحركات هذه العناصر المشبوهة بهذه القرية، ومثيلتها، ورصدها، لا يجب أن تكون بعيدة عن أعين أجهزة الأمن المختلفة، فلا يزالون يحاولون بشتى السبل التشكيك فى أى إنجاز، أو عمل بنّاءٍ للدولة، ظنا أرعنَ منهم أن عقارب الساعة ربما تعود للوراء.
أمّا مَا أخشاه، فهو أن تقودنا نغمة (كله تمام يافندم!) المسيطرة على بعض قطاعات الدولة، وأختها (دى إشاعات حضرتك!)، وثالثتها (كله تحت السيطرة!) أن تدفع البعض للتجاهل، وإهمال المتابعة، إلى أن نجد أنفسنا فى مواجهة كابوس تلك الجماعات التخريبية المضِلّة، التى تسعى بكل ثقلها لتدمير الوطن.