الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

8 قرى بـ«عرب البدارى» تشرب مياها مالحة

8 قرى بـ«عرب البدارى» تشرب مياها مالحة
8 قرى بـ«عرب البدارى» تشرب مياها مالحة




كتب - إبراهيم رمضان

فى الوقت الذى احتفلت فيه بعض قرى مركز البداري، فى محافظة أسيوط، بعيد الأضحى المبارك، بذبح الأضاحي، وتبادل الأهالى الزيارات، كان أهالى قرية « عرب مطير» والنجوع التابعة لها» نجع حمدا لله ونجع أيوعون ونجع الشوادلية ونجع الأزرق، وعرب مطير القديمة، وقرية منشأة البداري، ونجع وادى علام» ، يبحثون عن « شربة مياه عذبة» يحصلون عليها من سكان مركز البداري، بدلا من المياه المالحة التى تأتيهم من محطة مياه القرية التابعة لشركة «مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط.
مشهد خروج المواطنين حاملين « جراكن» فارغة على دراجاتهم النارية، أو «التروسيكل» وغيرهما من وسائل المواصلات، والذهاب للحصول على «مياه عذبة» للشرب فقط، هو مشهد مكرر يوميا من غالبية أبناء القرية والنجوع المجاورة لها، بعد أن استنفدوا كل طرق الشكاوى للمسئولين، بداية من «المحافظ المهندس ياسر الدسوقى، والمهندس محمد صلاح – رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى – نهاية برئيس الوحدة المحلية لقرية الكوم الأحمر الذى تتبعه قرية عرب مطير والنجوع المجاورة لها.
«كله تمام» يافندم، هى الإجابة المعتادة من عدد من المسئولين عندما يتقدم المواطنون بشكواهم، بل إن اللغز المحير، هو أنه عندما يزور أى مسئول القرية، تلجأ شبكة مياه البداري، لتشغيل خط المياه القادم من «بابور المياه بالبداري» فيفاجأ المسئول والمواطنون بأن المياه جيدة، ولكن ما إن ينصرف المسئول ومن معه، إلا ويرتد الوضع كما كان.
  «روزاليوسف» رصدت المأساة التى يعيشها أهالى هذه القرى والنجوع منذ أكثر من عامين، من شرب مياه «مالحة» أدت لإصابة الكثير من أبناء هذه القرى بأمراض عديدة، أقلها « الفشل الكلوي» الذى انتشر بين عدد من شباب هذه القري، بالإضافة للأمراض الأخرى التى يتسبب فيها من تكرار الشكوى من « المغص الكلوي» نتيجة لاضطرار البعض لشرب هذه المياه، حتى باتت القرية وأهاليهم معروفين لدى مستشفى «البداري» المركزي، بمرضى المغص الكلوي.
يقول محمد على – أحد أبناء قرية عرب مطير- إن المياه المالحة التى تأتيهم من «وابور محطة المياه» الموجود بالقرية، تسبب فى مشاكل كثيرة لأهالى القرية والنجوع التابعة لها، حيث باتت الشكوى من «المغص الكلوي» والنزلات المعوية وغيرهما متكررة، وهو الأمر الذى يبدو وكأنه محاولة من شركة المياه لتدمير ماتبقى من صحة المواطنين.
ويؤكد خالد أحمد – أحد أبناء قرية عرب مطير – إنهم أرسلوا عشرات الشكاوى للمسئولين بشركة المياه والمحافظ ومسئولى الوحدة المحلية ولكن دون جدوي، فكل الردود هو أن المياه موجودة ولا تنقطع فلا تسألونا عن « الجودة» أو الملوحة.
ويوضح ياسر محمد – أحد أبناء نجع حمدا لله – إن المواطنين لجأوا للاستعانة بفلاتر المياه لتنقيتها والتخفيف من شدة ملوحتها ولكن دون جدوي، لافتا إلى أن بعض المقتدرين من أهالى القرية اشتروا فلاتر تصل لـ»7 مراحل» إلا أن المياه مازالت درجة ملوحتها، ولم تتمكن الفلاتر سوى من تنقية المياه من الشوائب الموجودة فيها.
ويشير أحمد حسين – من قرية عرب مطير – إلى أن الكارثة أنه عندما يصاب أى مواطن بنزلة معوية أو بمغص كلوي، فإنه لا يجد فى الوحدة الصحية مايحتاجه من أدوية لإسعافه، فالوحدة فقط يقتصر وجودها على المبنى دون تقديم أى خدمات صحية تذكر، لافتا إلى أن أى مواطن يصاب بتلك المشكلة يضطر للذهاب لمستشفى البدارى المركزى الذى يبعد عن القرية حوالى 10 كيلومترات، حتى صارت القرية والنجوع التابعة لها معروفة لدى العاملين بقسم الطوارئ بالمستشفي، بأنها قرية « المغص الكلوي»
ويرى أحمد محمد – من قرية عرب مطير – أن حل المشكلة بسيط وليس معقد، وهو العودة لتوصيل المياه لهذه القرى والنجوع من محطات مياه مركز البدارى التى تعتمد على مياه نهر النيل وليس مياه الآبار، لافتًا إلى أن المسئولين يخافون من تحمل المسئولية والمساءلة عن كيفية إنشاء هذه المحطة، على الرغم من أن المياه بتلك المنطقة معروف أنها مياه الأبار بها نسبة عالية من الملوحة.
كانت «روزاليوسف» قد تواصلت مع رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي، المهندس محمد صلاح، وأكد أن المياه ليس بها أى مشكلة، بخلاف الواقع والمأساة التى رصدنها على الأرض.