السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كواليس لقاءات الرئيس فى نيويورك

كواليس لقاءات الرئيس فى نيويورك
كواليس لقاءات الرئيس فى نيويورك




 كتب - أحمد إمبابى

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء أمس الاول بمقر إقامته فى مدينة نيويورك لقاء مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الامريكى، والتى تضم مسئولين وعسكريين سابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس استهل اللقاء بالترحيب بلقاء هذه النخبة المنتقاة من الشخصيات الأمريكية التى ساهمت – ولا تزال – فى تشكيل توجه دوائر صنع القرار الأمريكى المختلفة إزاء مختلف القضايا التى تمس الأمن القومى الأمريكى، لاسيما مصالح الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط.
 واستعرض الرئيس مجمل التطورات التى شهدتها الساحة الداخلية المصرية على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أن سياسة مصر منذ ثورة 30 يونيو اتسمت بالتوازن والحرص على الانخراط الجاد مع دوائر صنع القرار الأمريكى المختلفة، لاسيما مع الإدارة الحالية رغم أنها فى عامها الأخير، وهو الأمر الذى تجلى فى تبادل الزيارات الرسمية على المستويين السياسى والعسكرى.
وفيما يتعلق بتداعيات الوضع الإقليمى على جهود التنمية، أشار الرئيس إلى أن تعدد الأزمات القائمة بالمنطقة وما توفره من بيئة خصبة لانتشار الإرهاب يمثل تحدياً لمساعى مصر لتحقيق التنمية، مشيراً إلى نجاح جهود مكافحة الإرهاب فى سيناء وانحسار الإرهاب فى مساحة محدودة من منطقة شمال سيناء.
الرئيس أشار تعقيباً على استفسارات  الحاضرين حول طبيعة الإصلاحات الاقتصادية التى تطبقها مصر فى إطار الاتفاق الذى تم التوصل إليه مع صندوق النقد الدولى إلى أن الحكومة عازمة على اتخاذ إجراءات شاملة لمعالجة الاختلالات الهيكلية القائمة بالاقتصاد المصري، وهو الأمر الذى استلزم اتخاذ قرارات صعبة، فى مقدمتها تبنى خطط لخفض الدعم بشكل تدريجي، مع الحرص فى ذات الوقت على التعامل مع الانعكاسات السلبية للإصلاحات الاقتصادية على المواطنين، ولاسيما محدودى الدخل، من خلال تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية.
ورداً على سؤال حول جهود مصر فى إطار تصويب الخطاب الديني، أشار الرئيس إلى أهمية دور المؤسسات الدينية المصرية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، فى قيادة جهود الإصلاح الفكرى ونشره، مؤكداً فى هذا السياق على أن تحقيق نتائج ملموسة على هذا الصعيد ستأخذ وقتاً آخذاً فى الاعتبار أن تغيير المفاهيم والتعاليم الراسخة لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، إلا أنه أشار إلى أن مصر تمضى قدماً بثبات نحو ترسيخ حقوق المواطنة والوحدة الوطنية، منوهاً إلى اعتماد قانون تنظيم بناء دور العبادة الذى تأخر اعتماده لعقود طويلة. 
وتعقيباً على أسئلة الحضور حول سبل التعامل مع الأزمات الإقليمية، ولاسيما الأزمة الليبية والسورية، أكد الرئيس بالنسبة لليبيا إلى أنه كلما زاد الضغط على العناصر المتطرفة فى سوريا والعراق، فإنها تنتقل إلىليبيا، محذراً من مغبة اقتصار مواجهة العناصر الإرهابية على سوريا والعراق دون ليبيا.
ورابع اللقاءات التى عقدها الرئيس مع الشخصيات الامريكية كان مع النائب الجمهورى دانا رورباخر رئيس مجموعة أصدقاء مصر بالكونجرس الأمريكى والنائب الجمهورى فرنش هيل عضو لجنة الخدمات المالية.
 وقال المتحدث باسم الرئاسة أن النائبين أشادا بالخطوات التى تتخذها مصر سعياً لتحقيق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن جهودها فى مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار ليس فقط على الصعيد الإقليمى ولكن أيضاً على المستوى الدولي. كما أكدا على عُمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين مصر والولايات المتحدة، وشددا على أهمية العمل على تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين فى مختلف المجالات.
كما ترأس السيسى قمة مجلس السلم والأمن الإفريقى التى عقدت على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وذلك فى ضوء تولى مصر لرئاسة المجلس خلال شهر سبتمبر الجاري.
وناقشت القمة تطورات الوضع فى جنوب السودان، حيث أكد الرئيس على أهمية التوصل إلى آلية فعالة لمساعدة كافة الأطراف الجنوب سودانية على التمسك بخيار السلام .
وألقى الرئيس كلمة أكد فيها أن مصر حرصت خلال السنوات الماضية على التواصل والتنسيق المباشر مع مختلف الأطراف فى جنوب السودان سعياً لتحقيق السلام والاستقرار فى هذا البلد الشقيق.
كما أكد الرئيس على دعم مصر لجهود الاتحاد الأفريقى ومنظمة الإيجاد للتوصل إلى حل سياسى مستدام فى جنوب السودان، معرباً فى هذا السياق عن ترحيب مصر بقبول حكومة جنوب السودان بنشر قوة الحماية الإقليمية.
كما أكد الرئيس على أن مصر ستستمر فى مساندتها لكافة الجهود الرامية لدعم تنفيذ اتفاق التسوية السلمية فى جنوب السودان، مؤكداً على استعداد مصر لاستضافة مؤتمر للأطراف المعنية بالأزمة دعماً للجهود الإقليمية فى هذا الشأن.
 لقاءات ثنائية
وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك ، التقى الرئيس السيسى الرئيس القبرصى «نيكوس أنستاسيادس»، حيث أكد الرئيس على عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيداً بمواقف قبرص الداعمة لمصر فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
 ورحب بالتعاون القائم بين الجانبين فى العديد من المجالات، وخاصة فى مجال الطاقة، مؤكداً على أهمية متابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة وزير البترول لقبرص فى أغسطس الماضى لتعظيم الاستفادة المشتركة من اكتشافات الغاز فى المتوسط بما يحقق مصالح الدولتين.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيسين ناقشا خلال اللقاء أيضاً التعاون المشترك فى مجالات الزراعة والاستزراع السمكى وعلى الصعيد الإقليمي، تم استعراض التطورات فى عدد من دول المنطقة وسبل التوصل لتسويات سياسية للأزمات التى تمر بها.
 والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى المستشار النمساوى «كريستيان كيرن» ، حيث أعرب الرئيس فى بداية اللقاء عن تقدير مصر لعلاقات الصداقة التى تربط بين البلدين، مؤكداً على تطلعنا لتطويرها وتحقيق نقلة نوعية فى التعاون الثنائى خلال الفترة القادمة، ولاسيما على الصعيد الاقتصادى ليتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة التى تجمع بين البلدين. كما أشار إلى اهتمام مصر بالاستفادة من خبرة النمسا فى عدد من المجالات مثل التعليم، وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشاد مستشار النمسا بمحورية دور مصر فى الشرق الأوسط باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار بالمنطقة ، وأعرب مستشار النمسا عن استعداد بلاده لتعزيز ودفع التعاون مع مصر على المستوى الثنائى وكذلك على مستوى الاتحاد الأوروبى، وذلك بالنظر إلى ما تمثله مصر من أهمية فى المنطقة.
بان كى مون
التقى الرئيس السيسى بان كى مون سكرتير عام الامم المتحدة على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن سكرتير عام الأمم المتحدة استهل اللقاء بالإشادة بالقيادة الحكيمة للسيد الرئيس وجهوده فى إطار تدعيم الاستقرار بمصر، وتحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، ولاسيما فيما يتعلق بجهود إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، فضلاً عن مساعى استعادة الاستقرار فى ليبيا.
وأكد السكرتير العام حرصه على التشاور مع الرئيس والتعرف على رؤيته لسبل التوصل إلى تسويات للأزمات المختلفة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
أكد الرئيس على الأهمية الكبيرة التى توليها مصر للأمم المتحدة وحرصها على تطوير دور المنظمة للتجاوب بصورة أكثر فاعلية مع التحديات العالمية الجديدة، وبما يضمن تحقيق مبادئ وأهداف الميثاق ، وأشار إلى حرص مصر على الاضطلاع بمسئولياتها والمساهمة بفعالية فى حفظ الأمن والسلم الدوليين، لاسيما فى ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الإفريقى.
وتناول الرئيس تطورات الاوضاع الخاصة بالقضية الفلسطينية وتطورات الاوضاع فى الازمة الليبية والوضع فى سوريا.. والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى أيضا رئيس المجلس الأوروبى السيد «دونالد توسك».