الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر: على السياسيين وصناع القرار العالمى تبنى ثقافة الحوار الجاد والتخلى عن استخدام القوة المسلحة

الأزهر: على السياسيين وصناع القرار العالمى تبنى ثقافة الحوار الجاد والتخلى عن استخدام القوة المسلحة
الأزهر: على السياسيين وصناع القرار العالمى تبنى ثقافة الحوار الجاد والتخلى عن استخدام القوة المسلحة




كتب - صبحى مجاهد

أكد د. عباس شومان وكيل الأزهر ، إن الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر الذى يجوب الدنيا شرقًا وغربًا لا يألو جهدًا من أجل إقناع السياسيين وصناع القرار العالمى بتبنى ثقافة الحوار الجاد والتخلى عن استخدام القوة المسلحة لنزع فتيل الأزمات وحل المشكلات العالقة والناشئة، بديلا عن الحروب التى تؤجج الصراعات وتوسع ثقافة الكراهية والانتقام، وذلك بالتعاون بين مؤسسة الأزهر والفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين الذى يترأسه شيخ الأزهر، بالإضافة إلى التنسيق مع أحرار العالم أفرادًا ومؤسسات.
وأضاف خلال كلمته فى الجلسة الختامية للملتقى الدولى من أجل السلام الذى تنظمه جمعية سانت إيجيديو بروما،  إن الأزهر الشريف يأمل فى اتخاذ خطوات فاعلة لعقد المؤتمر العالمى للسلام برعاية مشتركة بين الأزهر الشريف والفاتيكان، علّه يكون البداية الحقيقية لإنهاء المعارك وإسكات صوت السلاح واستعادة الأمن ونشر السلام وبسط الاستقرار حول العالم.
وقال فى كلمته: إن السلام والرحمة مفتاح التعارف بين الناس ورسالة طمأنة لمن لقينا فى طرقاتنا، فتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وما من دين عرفته البشرية إلا ورسالته رسالة سلام ومحبة وأمان، ولو أن أتباع الديانات انقادوا لنصوصها الواضحة لما خشى أحدهم على ماله ولو كان ملقًى فى عرض الطريق، ولا على نفسه إن نام بين ترسانات السلاح، لكننا نحن أتباع الديانات السماوية وغيرنا ممن لا يدينون بدين نعيش فى عالم نفتقد فيه الأمن والسلام وتسوده مظاهر الخراب والدمار والفزع والقهر والتعذيب، وكأن نصوص الكتب المقدسة وأحاديث المرسلين تُردّد فى عالم افتراضى غير العالم الذى نعيش فيه!
كما أكد ما أجملَ أن نجتمع من أجل استعادة الأمن والسلام والتراحم بين الناس، ولكن لنعلم جميعًا أن الأمن والسلام والتراحم بين الناس لن يتحقق باجتماع هنا وآخر هناك، ولا بترديد نصوص من كتبنا المقدسة وكلمات المرسلين، ولا بدعوات نرددها فى صلواتنا، ولا بالتأكيد فى خطبنا أو مواعظنا على التراحم، ولا بإدانة العنف والقهر والظلم بأشد العبارات، لكن إن أردنا سلامًا وأمنًا حقيقيين فعلينا اتخاذ خطوات عملية يرتبط فيها القول بالفعل، والوعد بالوعيد، والثواب بالعقاب، علينا كقادة روحيين إقناع أتباع الديانات السماوية بقيمها ومبادئها السمحة التى نؤمن بها والتى لا تختلف من دين لآخر، حيث إقرار العدل والمساواة والحث على التراحم والإخاء وقبول الآخر ونبذ العنف واستنكار الظلم والقهر، علينا أن نكون قدوة فيما نقول ونفعل حتى لا نكون ممن يقولون ما لا يفعلون فيفقد الناس الثقة فينا وفيما نقول.
وأضاف د. عباس شومان ، مخطئٌ من يظن أن رفعة وطن ما يمكن أن تتحقق  على حساب  وطن آخر، وواهمٌ من يظن أن سلامًا حقيقيًّا يمكن أن يسود فى ظل أرض محتلة وحقوق مغتصبة وإرادة مسلوبة، وغافلٌ من يظن أن السلام يمكن أن يتحقق فى ظل دوى المدافع وتحليق القاذفات وسقوط المتفجرات فوق رؤوس البشر، الأمر الذى تتناثر معه الأشلاء ويرتفع الصراخ ويشتد أنين الثكالى والأرامل والأيتام، وعابثٌ من يظن أن القوة الغاشمة توفر أمنًا لمستخدميها، أو أن تعاقب الأزمنة يقر أمرًا واقعًا أو ينسى حقًّا مغتصبًا.
وشدد وكيل الأزهر فى كلمته على أن صوت السلاح لا يمكن بحال أن يكون أنجع من الحوار فى حل المعضلات، فلم نر فى تاريخنا الحديث ولا القديم قوة أنهت خصومة ولا خلفت أمنًا ولا سلامًا بين الناس، ولكن رأينا الحوار قد آخى بين المتصارعين عقودًا طويلة من الزمان، وأحسب أن ما ينفق على إرعاب الناس وتهديد أمنهم وسفك دمائهم وإتلاف أموالهم وتدمير بنيانهم أكثر بكثير مما ينفق على طعامهم وشرابهم وتوفير حياة كريمة لهم.
وأوضح وكيل الأزهر أنه إذا أردنا سلامًا وأمنًا حقيقيين يسودان العالم، فعلى الكبار الذين يملكون القوة والإرادة أن يكونوا كبارًا بأقوالهم وأفعالهم لا باستغلال أموالهم واستخدام قوتهم العسكرية والسياسية لإشعال الفتن وتزكية الصراعات هنا وهناك.