الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. شهادة نملة

واحة الإبداع.. شهادة نملة
واحة الإبداع.. شهادة نملة




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

 

كتبتها - مى جمال الدين

اللوحات بريشة الفنان عصام عزوز

يتهادى الى مسامعى أنينها الصامت ،ستثور يوما ما لا محاله، كما فعل من سبقوها !...أشعر بتلك الأحاسيس المكبوته داخل نظراتها كلما ساقها مدربها بسوطه المصنوع من الجلد.. ضاربا به الأرض أمامها فى حركة بهلوانية مستعرضا قوته.. فترجع للوراء لا أراديا وزئيرها المبحوح هو كل ما تملك.. جموع من البشر التى تجلس أمامها كل ليلة، يفصل بينهم أسوار حديديه محكمة الغلق وعالية.. تقفز فى حلقة من نار فيصفقون لها، أكاد أشعر بحزنها ووحدتها ،تفعل ذلك مرغمة!.
رغم ضآلتى وصغر حجمى أشعر بحزنها جليا، لو كان هناك قليل من العدل والمنطق فى تلك الحياة لكانت هى وباقى أصدقائها وأمثالها يجلسون على تلك الكراسى الحديدية ومن يصفقون الأن هم من يقفزون داخل حلقات النار ليسروا عنهم ويسلوهم.
رأيت كثيرا منهم يثور وينتفض وينقض على من بيده السوط وكان مصيرهم جميعا رصاصة ترديهم أرضا
لا مفر لمن جاء منهم إلى ذلك السيرك الكبير.. أما الاستكانة والخضوع وأما الموت .... «ما الدنيا إلا سيرك كبير من منظور نملة».