الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لبيك اللهم من الموسكى

لبيك اللهم من الموسكى
لبيك اللهم من الموسكى




كتبت - إيمان مطر

قدر أمين العاصمة المقدسة (مكة) د. اسامة بن فضل البار، عائدات القطاع الخاص السعودى من موسم الحج الحالى بنحو 60 مليار ريال، اى ما يعادل 17 مليار دولار وأضاف انه اذا ما اضيفت الى تلك العائدات ارباح النقل والتموين ومواد المعيشة فقد تصل الى 100 مليار ريال اى حوالى 26.66 مليار دولار (مشيرا الى أن هذا العائد تقديرى ولكن الاستثمارات اكبر من ذلك بكثير خاصة بعد الانتهاء من تطوير الحرم المكى عام 2020. واذا قارنا تلك الارقام بعائدات السعودية من النفط خلال الثمانية شهور الاخيرة 276 مليار ريال اى مايعادل 73.6 مليار دولار (الدولار= 3.75 ريال) سنجد ان ايرادات موسم الحج تزيد على نسبة الثلث من عائدات النفط، وهى نسبة لا يستهان بها. وبالطبع فإن جزءا من هذه الإيرادات يذهب فى شراء الهدايا والتى يجامل بها الحجاج الأقارب والاصدقاء بعد عودتهم.
وهنا تأتى أهمية ما بدأ بعض المصريين فى إتباعه فى الفترة الأخيرة فمنذ ما يزيد على الشهر تقريبا سمعت همسا على استحياء من بعض الأصدقاء المتوجهين لاداء الفريضة المقدسة بانهم يرغبون فى شراء الهدايا من منطقة الموسكى بالقاهرة، وكانت أسبابهم منطقية الى حد بعيد، ومن اهمها زيادة سعر الريال السعودى فى السوق السوداء، واختفائه فى احيان كثيرة، وقد مررت بهذه التجربة عندما حاولت شراء الريال لأختى المتوجهة للحج، وكنت كمن يحاول شراء مخدرات، اما السبب الثانى فهو تخفيف وزن الحقائب اثناء رحلة العودة خاصة ان جميع الهدايا التى تدور حول السبح والطواقى والجلاليب البيضاء وخمارات الصلاة للسيدات والمسك، جميعها متسوردة من الصين وتركيا، وبالتالى فلن يعلم المهُدى اليهم انها من القاهرة، والطريف أن المواطنين العاديين كانوا اسبق من فئة المثقفين فى اكتشاف تلك الميزات، وهذا ما اتضح لى اثناء تجوالى فى شارع الموسكى بعد ما سمعته، وبالطبع فإن الاكثر حرصا على ذلك هن السيدات.
وأعتقد انه حتى يتم استفادة مصر من هذا السلوك، فلابد من تشجيع الصناعات الصغيرة المرتبطة بهذه المناسبة المقدسة، بدلا من استفادة الصين وتركيا فى كلتا الحالتين (حيث تبلغ واردات الصين لمصر حوالى 8 مليارات دولار وواردات تركيا 3 مليارات دولار).
آن الاوان أن نستفيد بصورة عملية من سلوك شرائى شعبى، اتاحته لنا الظروف، وليت الأمر يتم دراسته فى احدى منظمات الاعمال، والتى تخرج علينا من فترة لأخرى بمطالب كبار رجال الأعمال فيما لا تهتم بالورش الحرفية الصغيرة، والتى ينعقد عليها الأمل فى الإصلاح الاقتصادى أسوة بالاقتصاد الصينى.
عزيزى صاحب الورشة أو صاحب فكرة أى مشروع صغير صدقنى ابدأ وبيع منتجك بأسعار تنافسية (مش لازم تكسب كتير فى الاول) وانت حاتلاقى نفسك توسعت خلال عدة سنوات قليلة لتصبح صاحب مصنع قد الدنيا.