الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علامات قبول الحج

علامات قبول الحج
علامات قبول الحج




كتب - كمال عبدالنبى

الحج ميلاد جديد، وأول من ينبغى أن يفتخر به هذا الميلاد هو توبة العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، وعزمه على إصلاح ما هو عليه، وأن يظن الإنسان فى مواسم الطاعة فرصة للتخفيف عن السيئات والذنوب، ثم إذا ذهب هذا الموسم وقع بعدها فى المخالفات وتنتهى فترة إقباله على الله سبحانه وتعالى بانتهاء هذه المواسم والأيام المباركة، بل يجب على المسلم أن يجعل مواسم الخير فى العبادة، ومن حياة الغفلة والإعراض عن الله إلى حياة الاستقامة والإقبال على الله. كما يجب أن ننتظر دائما أفضال وعظمة الله، حيث إنه مع كثرة ذنوبنا وخطايانا يكرمنا الرحمن بالوقوف بين يديه وأن نستغفره لكى يكرمنا وأن ييسر لنا الحج يغفر لنا خطايانا وذنوبنا.
فما أكرمه من إله واحد أحد، وما أعظمه من رب غفور رحيم، وإن من إغواء الشيطان وخداع النفوس الأمارة بالسوء أن يعود كثير من الناس بعد الحج إلى سالف ذنوبه ومعاصيه والله سبحانه وتعالى، يناديه بنداء الإيمان أن نستقيم على شرعه ونستجيب له ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) ونتقيه حق تقاته ونعبده حق عبادته فى حياتنا إلى مماتنا.
إن من أفضل أيام الله تعالى العبادة والطاعة فى موسم الحج ويجب على كل مسلم أن يحافظ على ما يقوم به من أعمال صالحة والازدياد فى التعبد والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بعد رحلة الحج الجميلة الممتعة الحافلة بأنواع الطاعة التى وقف فيها الحجاج مع المشاعر المقدسة فى بيت الله الكعبة المشرفة، ويذكر الله تعالى فيها ويسأله حاجته الدنيوية والأخروية والتضرع إلى الله فى مغفرة ذنوبه وستر عيوبه ويعود إلى بلده ليبدأ حياة جديدة يبعد فيها عما يخالف ما عاهد عليه ربه فى طوافه ووقوفه من التوبة والعزم على فعل الطاعة والتنزه عن المحرمات ويكون قدوة لأهله وجيرانه وأقاربه فى حب عمل الخير للناس، ثم إنه لم يعد إلى بلده ثم لا يلبث أن ينسلخ من حاله الذى كان عليه، فيفرط فى الطاعة ويعود إلى ما كان عليه بعمل المحرمات.
إن المسلم الذى أكرمه الله سبحانه وتعالى بمناسك الحج ينبغى أن يستلهم الدروس المستفادة من هذا الركن العظيم الذى هو الركن الخامس من أركان الإسلام وتجتمع فيه مختلف أنواع العبادات وأن يطبقوها بعد عودتهم لأوطانهم وبيوتهم مع أهلهم.
إن ضيوف عباد الرحمن العائدين من رحلة الحج عليهم المحافظة على استمرار الخير والمداومة على كل عمل خير وترك المنكرات وتجنب أى شىء خطأ، حتى يكون فى معية الله سبحانه وتعالى ورحمته ومغفرته، مؤكدين أن المداومة على طاعة الله من علامات قبول العمل، وأن مواسم الخير فى العبادات والطاعات التى نوعها الشرع الحكيم تعد فرصة للالتزام بالتقوى والاستقامة ورفع الدرجات والتخفف من السيئات، محذرين الحجاج من الوقوع فى المعاصى والذنوب وارتكاب السيئات حتى لا يضيع ثواب حجهم هباء بعد أن تحملوا العناء والمشقة وعناء السفر وفراق الوطن والأهل والأحبة وأنفقوا المال فى سبيل أداء الركن الخامس للدين.
إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» وأن علامة الحج المبرور أن يرجع الحاج وحاله أفضل مما كان عليه قبل سفره.
وعلى الحاج أن يكون قدوة فى السلوك والعمل ويبتعد عن أى شىء يخالف الله ويترفع عن المحظورات، حيث من العيب أن يرجع الحاج من رحلته كما ذهب وأطالب لكل من أنعم الله عليه بنعمة الحج أو أى طاعة وشعيرة من شعائر الله بأن يقابل ذلك بالشكر لربه سبحانه وتعالى والإنابة إليه، وليس الشكر محصورا فى الشكر اللسانى كما يظن البعض من الناس بل هو عام يشمل الشكر القلبى بحيث يظل متعلقا قلبك بالله ولا يخالف أى شىء لا يرضى الله وبحيث تكون بعيدا عن كل ما يغضبه منك قريبا من كل ما يحبه ويرضاه منك.
وعلى المسلم العائد من أداء مناسك فريضة الحج أن يتصور أن صفحة ذنوبه صارت نقية فليحرص على أن تظل كذلك ولا يكون هذا بالأمانى أو الانخراط فى الأعمال المشبوهة التى يداوم عليها بعض من ضل سعيهم فى الحياة الدنيا.
وإنما ينبغى أن يعمل على أن تظل صفحاته نقية وأن يزيد من عمله الصالح وأن يجتهد قدر استطاعته ألا يكون إلا فى طاعة خالقه سبحانه وتعالى.. فمن فعل ذلك يغفر الله له من أخطائه وينير طرائقه إلى الخير.