السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الرى» تهدد 2000 فدان بالبوار فى «المنيا»

«الرى» تهدد 2000 فدان بالبوار فى «المنيا»
«الرى» تهدد 2000 فدان بالبوار فى «المنيا»




المنيا - علا الحينى

نقص مياه الرى أصبح مأساة كل فلاح بالمنيا وشغله الشاغل بعد أن باتت شكاواهم بلا مجيب من مسئولى الرى، فوزارة الرى تلتزم الصمت تجاه جميع استغاثات المزارعين وظلت الأرض عطشانة والترع شبه خالية من المياه وتحتاج إلى التطهير بعد أن غطتها الحشائش وورد النيل التى تستهلك ما وجد من أيام المناوبة من مياه، الأمر الذى وضع الفلاحين فى مأزق ويعرضهم إلى خسائر فادحة تفوق طاقتهم المادية بمراحل فى ظل الغلاء وراتفاع الأسعار.
المحاصيل عطاشنة.. والترع
فلاحو قرية «أسطال» إحدى قرى مركز سمالوط ومسقط رأس المشير عبدالحكيم عامر، وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الجمهورية فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، استغاثوا بـ«روزاليوسف» لحل مشاكلهم مع رى المنيا، بعد أن هددت نقص مياه الرى أكثر من 2000 فدان بالبوار، مؤكدين أن الزرع بيموت، وبيوتهم خربت بسبب مصاريف الرى من المياه الجوفية، حيث إن ماكينات الرفع تهالكت بسبب سحب المياه من أعماق كبيرة التى تصل فى المرة الواحدة لأكثر من 150 جنيها ونتكلف شهريا ما يقرب من 300 إلى 450 جنيها شهريا.
كما أن أيام المناوبة أيام وهمية يأتى الميعاد ولا تأتى المياه رغم أن هناك محاصيل تحتاج لريات إضافية مع اقترب الحصاد مثل محصول الذرة الشامية الذى نقوم بزراعته هذه الأيام وفى حالة عدم ريه يتساقط المحصول على الأرض، الأمر الذى جعل صرخات المزارعين تعالت من نقص المياه واتهموا مديرية الرى بعدم توفير المياه لهم فى الترع لرى الأرض، مطالبين مسئولى المحافظة بالتدخل، خاصة أن زراعة الأرض هى مصدر رزقهم الوحيد فى الوقت الذى تجد فيه الترع خاوية على عروشها من المياه.
فى البدية يقول محمد محسن، من أهالى قرية أسطال: إنه منذ فترة ويتم الرى ارتوازى من خلال المياه الجوفية بماكينات الرفع وهو ما يكلفهم الكثير من الأموال، حيث إن الرية الواحدة تصل تكلفتها لأكثر من 150 جنيها للفدان الواحد ونروى شهريا مرتين أو 3 مرات بتكلفة تصل لـ450 جنيها شهريا حتى أصبح تلكفة المحصول بعد حصاده تقترب من نفس ناتج بيعه.
ويضيف محسن: إننا تقدمنا بعدة شكاوى إلى الرى يدويا، ومن خلال الخط الساخن الخاص بالوزارة، لكن مع الأسف دون جدوى، فلا أحد يسمعنا ولا مجيب لشكوانا والزراعات تعانى من الجفاف وبعض الأرضى قاربت على البوار، ما ينذر بوقوع كارثة وثورة مجاعة، خاصة مع ضعف الإمكانات المادية واعتبار أن الزراعة مصدر الدخل الوحيد لجميع الأسر.
ويشير وحيد أحمد، أحد مزارعى القرية، إلى أن هناك ترعتين بالقرية بلا مياه وهى ترعة العور والتى تمر بقرية العور بمنقطين وتصل لقرية أسطال وتمر بوسط القرية من أمام نقطة الشرطة، وفرع ترعة مختار التى يسميها أهالى القرية أبوجعيبة التى تصل إليها المياه من ترعة سبخة داقوف.
وينوه إلى أن هذه الترع تعانى أيضا من عدم التطهير وتغطيهم الحشائش وورد النيل، الذى يستهلك كميات من المياه القليلة التى قد تتوافر فى أيام المناوبة، مطالبين وزارة الرى بتنقية المياه من ورد النيل والمخلفات لمنع أى إعاقة للمياه، لافتا إلى أن أيام المناوبة تأتى ولا يدخل أراضيهم أى قطرة مياه واحدة ولا يستفيدون منها على الإطلاق.
ويضيف أحد المتضررين: إننا نتكلف المزيد من الأموال حتى نستطيع رى أراضينا، حيث إن الفدان الواحد يتكلف فى الرية الواحدة أكثر من 150 جنيها، بسبب أننا نروى أراضينا ارتوازى بسحب المياه من أعماق كبيرة، علاوة على أن ضعف المياه والنقص الشديد، أدى إلى عدم تشغيل الماكينة بالشكل الأمثل وعدم رى الأرض بأكملها، خاصة أن الرى لا يصل إلى باقى الزرع.
ويوضح سمير عبدالمسيح، أحد المزارعين، أن هذه الفترة نزرع محاصيل الذرة الشامية وفصول الصويا ويعتبر محصول الذرة الشامية من المحاصيل الهامة والاستراتيجية مثل القمح، وتحتاج هذه المحاصيل للرى كل 5 أيام مع اقتراب حصادها، ما يزيد من أعبائنا المستمرة بارتفاع تكاليف الزراعة لهذه المحاصيل ولأنه لا يوجد أمامنا سوى هذه الطريقة.
ويضيف عبدالمسيح: إن أيام المناوبة التى تحددها الرى للقرية لرى الأرض والمحددة بـ5 أيام مناوبة وهمية لأن المعياد يأتى ولا نجد المياه فى الترع وتنتهى فترة المناوبة لأن كل شهر المناوبة عبارة عن 5 أيام للمناوبة و10 أيام تغيب عنها المياه، لكن الواقع ان جميع الأيام نجد أن الترع دون مياه.
وينتقد أشعية عوض، دور الجمعيات الزراعية، التى تخلت عن دورها وأصبحنا نروى على حسابنا بالمياه الجوفية ولا تقدم الجمعية الزراعية أو الزراعة أى دعم للمحاصيل المزروعة، مؤكدا أن الفلاح يقرر لنفسه نوعية المحاصيل التى يرغب فى زراعتها ولا توجد دورة ثلاثية ولا إرشاد لزراعة الأفضل وكل مزارع ومزاجه، حتى الأسمدة والبذور فنقوم بشرائها من السوق السوداء.
ويشير خلف كرم، أحد المزارعين من أهالى قرية أسطال المتضررين، إلى أن هناك مشكلة خطيرة هى أن بعض المزارعين بسبب جفاف مياه الرى وارتفاع أسعار الرى بنظام الماكينات ارتوازى من المياه الجوفية يقومون برى أراضيهم بمياه المصارف الزراعية المحملة بالمبيدات، خاصة الخضراوات ما يهدد الصحة العامة لأن المياه لا تصلح للرى، قائلا: مشكلة قرية أسطال مثلها مثل قرى أخرى كثيرة بالمنيا تعانى من نقص مياه الرى مثل مشكلة مطاى ونقص المياه والذى يهدد أراضى حوض أباظة لنقص منسوب ترعة درويش وعدم كفايتها لرى الأراضى الواقعة بجانبها.