الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبير الفقى: الشعر المحرك الأساسى فى بث الهمة والعزيمة فى نفوس الشعوب

عبير الفقى: الشعر المحرك الأساسى فى بث الهمة والعزيمة فى نفوس الشعوب
عبير الفقى: الشعر المحرك الأساسى فى بث الهمة والعزيمة فى نفوس الشعوب




حوار - خالد بيومى

عبير الفقى شاعرة ومترجمة وأكاديمية فهى تعد أطروحتها للدكتوراه فى فلسفة السياسة الإفريقية، كما تعمل فى مجال التنمية الإدارية بالقطاع الحكومى بمجلس الوزراء. وهى شاعرة تكتب قصيدة النثر، صدر لها ثلاثة دواوين شعرية هي: روح قديمة بنافذة عرض، أنا لا أكتب إليك، كل شيء يحدث هناك. كما تترجم الشعر والقصة القصيرة.. عن رؤاها وأفكارها كان حوارنا معها.


■ أنت أكاديمية وشاعرة ومترجمة.. كيف توفقين بين هذه الاهتمامات؟
- أولا لا أرى تعارضا بين الدراسة الأكاديمية وبين الموهبة، والتوفيق بينهما يعود إلى القدرة على الاستفادة من الوقت وتنظيمه. فأنا لا أدرس طوال الوقت ولا أكتب الشعر أو أترجم طوال الوقت، بالإضافة إلى أن طبيعة شخصيتى تتميز بالقدرة على فعل أشياء متعددة فى وقت واحد، أحب دائما أن أكون مشغولة بعمل شيء مفيد.
■ برأيك.. هذا التعدد ثراء أم تشظى للموهبة؟
- التعدد له جانبه الإيجابى وجانبه السلبى أيضا خاصة إذا لم تستطع إدارة هذا التعدد فى المواهب والاستفادة منه.
■ لماذا اخترت كتابة الشعر فى زمن الرواية والدراما التليفزيونية؟
- أنا لم أختر كتابة الشعر، أنت لا تقرر فجأة أن تصبح شاعرا. ولم أتخير أن أكتب قصيدة النثر. تستطيع القول إننى أكتب ما أشعر به، سواء كان شعرا أو قصة قصيرة (لى محاولات فى كتابة القصة القصيرة). لا أعرف ربما يوما أجرب كتابة الرواية. الدراما التليفزيونية لا أشعر أنى أرغب فى تجربتها.
■ تترجمين الشعر.. برأيك هل يشترط فى المترجم أن يكون شاعرا؟
- أولا أنا لا أترجم الشعر فقط. لى تجربة فى ترجمة القصة القصيرة لكن لم ينشر منها الكثير، نشرت قصة واحدة بعنوان «اقتحام» لتشارلز بوكوفسكي، الذى بالمناسبة قمت بترجمة مجموعة شعرية له على وشك الطباعة. بالطبع لا يشترط، فى من يترجم الشعر أن يكون شاعرا، ولكن يفضل أن يكون على دراية أو يتذوق الشعر حتى يستطيع نقل إحساس الشاعر الذى يترجم له. بالإضافة إلى أنه من المهم الدراية والقراءة عن حياة وبيئة الشاعر الذى سيتم ترجمة أعماله للمساعدة فى فهم نصوصه.
■ أطروحتك للدكتوراه عن فلسفة السياسة الإفريقية.. لماذا اخترت هذا الموضوع؟
- اهتماماتى الدراسية تتعلق بإفريقيا دراستى للماجستير والدكتوراه فى معهد البحوث والدراسات الإفريقية أتاحت لى الاطلاع على موضوعات ومشكلات متعلقة بالقارة الإفريقية وهى قارة للأسف لم تأخذ حقها رغم ثرائها على جميع المستويات.
■ لماذا لم يأت شاعر بعد الفيتورى للإشادة بالقارة السمراء؟
- من قال ذلك؟ هناك شعراء أفارقة تغنوا وكتبوا الشعر فى القارة السمراء، ولا يعنى عدم وصول شعرهم إلينا أنه لم يكتب أحد عن القارة. المشكلة هنا فى عامل اللغة فقط. فالقارة الإفريقية بها تعدد لغوى وتعدد فى اللهجات كبير جدا. بالإضافة إلى عدم تسليط الضوء على هؤلاء الشعراء أو الأدباء نتيجة للتهميش الذى تعانى منه القارة على جميع المستويات. فى نهاية الأمر الجهل بالشيء لا ينفى وجوده بالفعل، وهو ما أحاول عن طريق الترجمة بتسليط الضوء عليه، بترجمة نصوص لشعراء أفارقة لتعريف المجتمعات العربية بهم. على سبيل المثال ترجمت بعض النصوص للشاعر كوفى أونور وهو شاعر من غانا عمل أستاذا للأدب المقارن وسفيرا وتوفى فى تفجيرات كينيا عام 2013. أيضا على وشك الانتهاء من ترجمة نصوص للشاعرة ورسان شاير وهى من جيل الأفارقة الذى نشأ فى بريطانيا ومن أصول كينية - صومالية ولها أعمالها الشعرية وحاصلة على عدة جوائز شعرية. أعتقد أن من الأدوار المهمة التى تقوم بها الترجمة هى التعريف بثقافات الشعوب وتقديمها لبعضها البعض.
■ برأيك.. لماذا ضعفت العلاقات المصرية مع إفريقيا مقارنة بالخمسينيات والستينيات من القرن الماضي؟
- شهدت العلاقات المصرية ازدهارا خلال فترة الخمسينيات والستينيات، نتيجة لمرور معظم دول القارة بمرحلة التحرر والتى كانت هدفا عاما لمعظم دول القارة ومنها مصر، وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمثابة الرمز لهذه المرحلة، وما حدث هو أن النظم المصرية الحاكمة التى تلت حكم جمال عبد الناصر بلا استثناء تجاهلت القارة الإفريقية بداية من الثمانينيات وزاد التهميش خلال فترة التسعينيات. وبالرغم من المحاولات الحالية للتواجد المصرى فى القارة الإفريقية ألا أن هناك العديد من العقبات التى تحول دون ذلك، سواء التى ترجع إلى الدور المصرى (أرى أن هناك تخبطا وعدم وضوح فى النهج الذى يجب إتباعه تجاه القارة فى جميع المجالات) أومن جهة الدول الإفريقية ذاتها و التى مازالت تشعر بالاستياء وغضاضة نتيجة التهميش الذى تعرضت له خلال العقود السابقة والذى إحقاقا للحق لا نستطيع لومهم عليه.
■ ما رؤيتك لحل مشكلة سد النهضة؟
- أولا هى أزمة وليست مشكلة ولحلها كان علينا أن نفكر كما يفكر الجانب الإثيوبى (ضع نفسك فى مكان الخصم إذا صح التعبير). علينا أيضا أن نتكلم بوضوح وصدق مع أنفسنا ونعترف بأخطائنا فى معالجة هذه الأزمة. المسألة الآن تجاوزت الاتجاه للمفاوضات المتعلقة ببناء السد، فإثيوبيا ماضية فى البناء (حوالى 70% من المنشآت تمت ولا يتم التصريح بذلك)، ولن تتوقف، وكل ما يمكن للجانب المصرى فعله هو المفاوضة على مسألة تخزين المياه، ومحاولة تحسين العلاقات مع الجانب الإثيوبى والاتجاه لمشروعات التنمية بين الدولتين.
■ ما الذى يمكن أن يقدمه الشعر فى عالم يتفاقم فيه الظلم؟
- يمكن للشعر أن يكون أداة تنبه العالم إلى الظلم المتفاقم به، فكثير من الفترات الحالكة فى تاريخ الشعوب كان الشعر المحرك الأساسى فى بث الهمة والعزيمة فى نفوس الشعوب لمقاومة الظلم الواقع عليها. الشعر هنا يلعب دورا تنويريا وتحفيزيا فى ذات الوقت.
■ بمن تأثرت من الشعراء محليا وعربيا وعالميا؟
- لا أستطيع ذكر اسم دون آخر، فكل من قرأت له كان له دور فى تشكيل ذائقتى وتكوينى الشعرى والأدبي. أنا أقرأ منذ الصغر، وأدعى أنى قارئة نهمة، غير أن هناك شعراء أحب القراءة لهم بالرغم من قراءتى أعمالهم من قبل، من هؤلاء الشعراء: أمل دنقل، ومحمود درويش الذى أهديت له أول عمل أصدرته، وعلى المستوى العالمى تشارلز سيميك، هنرى ميشو، تشارلز بوكوفسكي، مايا أنجلو، سارة تسدال، آنا أخماتوفا وآخرون قمت بترجمة نصوص شعرية لهم.
■ هل توافقين على التمييز بين أدب نسائى وأدب رجالي؟
- لا أوافق، أرفض التمييز و التصنيف من الأساس، ولا أعرف من اخترع ذلك المصطلح، فأنا أعتبره إهانة للمبدعين بأنواعهم.
■ طموحك.. إلى أين يقف؟
- أن أترك أعمالا ذات قيمة تذكر، يستفاد بها سواء على المستوى الأكاديمى أو الأدبى.