الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

د.باسم السواح لـ«روزاليوسف»: لا نملك منظومة صحية.. والتأمين الصحى ضحك على الذقون

د.باسم السواح لـ«روزاليوسف»: لا نملك منظومة صحية.. والتأمين الصحى ضحك على الذقون
د.باسم السواح لـ«روزاليوسف»: لا نملك منظومة صحية.. والتأمين الصحى ضحك على الذقون




حوار – مروة فتحى

واقع صحى مأساوى نعيشه ونتعايش معه وأزمات عديدة نواجهها بداية من إنفلونزا الطيور مرورا بإنفلونزا الخنازير وغيرها لم يعد أحد قادر على مواجهتها بل ويكون مصير كل من يتولى منصب وزير الصحة هو الفشل فى مواجهتها الأمر الذى يتطلب دماء جديدة  وإدارة مختلفة وأفكارًا من خارج الصندوق يحملها فى جعبته الدكتور باسم أشرف عبد العزيز محمد وشهرته باسم السواح، طبيب الأسنان الذى تخرج من كلية طب الأسنان جامعة القاهرة عام 2000، وحصل على زمالة البورد الألمانى لجراحة زرع عظام الفك، وماجستير إدارة المستشفيات من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجية، بجانب دبلومة إدارة المستشفيات من جامعة جورج ماسون الأمريكية، كما عمل كمساعد مدير بمستشفى طب الأسنان التعليمى بقصر العينى جامعة القاهرة، عضو اللجنة العليا لتجهيز وتطوير مستشفيات مصر، وكان عضوًا بمجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر المصرى ثم رئيس لجنة الشباب بالجمعية.
«روزاليوسف» طرحت عليه العديد من الأسئلة ليكشف ما فى جعبته من حلول مبتكرة للوضع الصح الحالى وذلك فى السطور التالية…

 

■ المنظومة الصحية فى مصر تكاد تكون صفر.. ما هى رؤيتك لتطويرها؟
- لا يوجد من الأساس منظومة صحية حقيقة، ولدى قناعة تامة بأننا بحاجة إلى التغيير وطبيعة هذا التغيير جذرى، ولدى برنامج صحى قائم على فكر يتمثل فى أن جودة الخدمات الصحية المقدمة تتمثل فى احترام آدميتنا، ولابد أولا من توضيح ماهية المنظومة الصحية، وهى فى برنامجى الطموح تشتمل على خمسة أسس هى الأطباء، والمؤسسات العلاجية بمستوياتها المختلفة، والتمريض الذى يمثل 52% من القطاع الصحى،  والمريض وهو شريك أساسى فى هذه المنظومة، بالإضافة إلى العاملين فى القطاع الصحى ومراقبين جودة الخدمات الصحية المقدمة.
وإذا أردنا بناء مجتمع سليم وبلد محترم هناك وحدة بناء وتعد المستشفى وحدة بناء المجتمع لأنك تبنى أهم شىء فى المجتمع وهو الصحة وعندما تكون صحة المصريين فى أمان يكون ذلك مدخل رئيسى فى التنمية بأنواعها، وهناك نوعان من الصحة الأول الجانب الخدمى والعلاجى والثانى هو جانب الرعاية ونشر الوعى الصحى والتنبؤ بالأمراض.
■ ما الفلسفة التى يقوم عليها هذا البرنامج؟
- الفلسفة تقوم على عدة نقاط ومحاور ارتكازية أولها مفهوم شرعية محاربة الفساد، وترسيخ مفهوم بناء النظام الصحى الأمثل المناسب لظروف المصريين والملائم لاحتياجاتهم، حيث أن أفكارنا كلها خارج الصندوق أى غير تقليدية من حيث أسلوب التفكير، ويأخذ البرنامج خطواته إلى أرض الواقع فى مراحل متصلة.
وأول تلك المراحل مرحلة الصحوة، حيث تقوم هذه المرحلة على إحداث هزة وحراك فعال مؤثر داخل مستشفياتنا الحكومية والخاصة، وتقوم ألياتها على الرقابة التنفيذية الصارمة على جميع المؤسسات المقدمة للخدمة الصحية، والرقابة المجتمعية من خلال إنشاء جمعية أصدقاء الصحة تضم شباب مصر المهتم ومراقبى جودة الخدمات الصحية المقدمة للمصريين ولابد أن تدخل المستشفيات النقابية فى الرقابة وعمل هيئة خاصة للرقابة على المستشفيات، وثانى المراحل هى مرحلة تجفيف منابع الفساد، وتتم من خلال التنسيق الفعال المستمر بأجهزة الدولة المعنية بالرقابة وعلى رأسها جهاز الرقابة الإدارية، وبالتالى تحويل الفاسدين والمتورطين للمحاكمات العادلة، فضلا عن دراسة نظام إدارى ومالى يغلق الأبواب والثغرات أمام الفاسدين المحترفين حيث نصفهم فى البرنامج بهذا الوصف.
أما ثالث المراحل فهى مرحلة التمويل وإيجاد مصادر جديدة للتمويل، وذلك من خلال التعامل مع الخدمة الصحية على إنها منتج اقتصادى يتطلب مصادر خلاقة للمال حتى نصل إلى منتج عالى الجودة لأن ميزانية وزارة الصحة لا تتعدى 4.8% من الموازنة العامة للدولة وهذا لا يكفى فجاءت فكرتنا من خارج الصندوق وهى إنشاء بنك الصحة الاستثمارى على طريقة بنك الإسكان والتعمير وبنك الائتمان الزراعى وبنك قناة السويس ولدى وعود من رجال أعمال بالخارج  بالتبرع كما لدينا جاليات مصرية بالخارج أكثر وطنية ولديهم استعداد للتبرع وللأسف المصريين فى الخارج لديهم فى الأفراد أكثر من الحكومة  وهذا البنك الاستثمارى تدور ودائعه فى مشاريع صحية ومشاريع أخرى تعود أرباحها على قطاع الصحة وبالتالى أخفف على الدولة عبء مالى وأحسن من الخدمات الصحية، والمرحلة الرابعة تتمثل فى مرحلة تغيير قطاع التمريض، وذلك بأن يولى القطاع رعاية علمية ومعنوية وأدبية لممرضات مصر إيمانا بأهمية وحيوية دور هذا القطاع فى جودة الخدمات الصحية المقدمة للمصريين سيتم إنشاء هيئة معنية بالتمريض غير نقابة التمريض التى فشلت فى تخريج ممرضة بمواصفات عالمية، ووضع برامج علمية ناجزة لإكساب ممرضات مصر مهارات تعود على الخدمة الصحية بجودة عالية وتمكنها من المراقبة على الطبيب كما حدث فى الخارج، ووضع زى موحد لممرضات مصر والاهتمام بوسائل التعقيم والنظافة.
إذا أردت قطاعًا صحيًا محترمًا أبدًا بالممرضة التى تمثل 52% من القطاع الصحى بأكمله وأقترح بعمل نوع من البرامج المكثفة مع دول لديها ريادة فى قطاع التمريض ونرسل الممرضات بعثات علمية ويرجعن يدربن غيرهن ويطورن ويقومن بعمل توطين للمهارات والمعلومات وعندما نصل بممرضة قوية نقلل بذلك العبء المادى على الدولة لأنه سيكون لديك عنصر بشرى مدرب.
وخامس المراحل هى مرحلة مشروع قانون التأمين الصحى الاجتماعى، وذلك من واقع الإيمان بأنه لا تأمين صحى إلا بعد تغيير البنية التحتية المتكاملة للنظام الصحى وخدماته مع الأخذ فى الاعتبار توفير الخدمات الصحية وجودتها لغير القادرين ومحدودى الدخل.
■ هل يعنى ذلك أنك ضد نظام التأمين الصحى؟
- التأمين الصحى ضحك على الدقون فكيف أعمل تأمينًا صحيًا والبنية التحتية الصحية منهارة ومتردية ولا يوجد منظومة صحية ولا تجهيزات، الأولى أن أحارب الفساد وأبنى منظومة جيدة  وأعير اهتمام بالمستشفيات والمنظومة الصحية ثم أعمل تأمينًا صحيًا ونأخذ فى الاعتبار توفير خدمات لغير القادرين والفقراء ويتم تحديدهم من قبل وزارة التضامن، وهناك فرق بين الفقراء وغير القادرين، فالفقير هو الذى لا يملك قوت يومه أو غير القادرين فهم المعاقون والمرأة المعيلة، ولابد من عمل عقد اجتماعى بين الطبيب والمريض. 
■ ما رأيك فى أداء وزير الصحة الحالى د.أحمد عماد؟
- هو طبيب شاطر جدا فى جراحة العظام وعلى المستوى الأكاديمى ممتاز لكن يفتقد التخطيط إداريا، ففى أزمة ألبان الأطفال الأخيرة هل كان يجب أن يكون البديل هو القوات المسلحة بالطبع لا لأن دور القوات المسلحة مهم وحيوى فى حماية مصر من أعدائها وعندما تتدخل القوات المسلحة لحل مثل هذه الأزمة هذا يعنى أن الوزير لم يستطع أن يفعل شيئًا، وهناك فى الإدارة ما يسمى بالتنبؤ بالأزمات والكوارث وألا نتعامل بسياسة المفعول به ولا يجب الاعتماد على القوات المسلحة التى أصبحت بمثابة الأب والأم لجميع الوزارات والمؤسسات فى كل شىء حتى تصريحات الوزير فى هذه الأزمة كانت ضعيفة، وأرى أنه ليس شرطًا أن يتولى وزارة الصحة دكتور طبيب، فنحن فى أمس الحاجة إلى مدير قادر على الإدارة، وخير مثال على ذلك وزير الصحة اللبنانى وائل فعور ليس طبيبًا بل محاميًا ومعه إدارة أعمال وناجح جدا فى وزارة الصحة، نحتاج وزير يرتدى تيشيرت وبنطلون وليس وزيرًا يرتدى بدلة ومكتفى بالقيود والبيروقراطية ويعيش فى شرنقة يلتف حوله أصحاب المصالح والأهواء.
وأرى أن وزارة الصحة بها أكبر نسبة فساد فى مصر، خاصة فى عهد د.حاتم الجبلى وزير الصحة الأسبق، وأرى أن مرض انفلونزا الخنازير أكذوبة لم يكن موجودًا بل اختلقه الجبلى وأعوانه لنهب المزيد من الأموال ووقتها تم استيراد عقار معالج له اسمه تاميفلو  بكميات كبيرة للتربح من ورائه وملقى فى المخازن الآن دون استخدام وهذا يعد إهدارا للمال.
■ فى رأيك أيهما له الأولوية الصحة أم التعليم؟
- هناك بحث ميدانى تم إجراؤه فى مصر عن أولويات المواطن المصرى فى الشارع وجاءت لقمة العيش والصحة  على رأس تلك الأولويات أى أن الصحة أهم من التعليم بالنسبة للمواطن ويكاد يكون التعليم فى مصر ليس له أولوية، وكثير من الدول التى كانت تحت الخط ثم تقدمت كماليزيا أول شىء وضعوه نصب أعينهم لتحقيق تقدم وتنمية الصحة والتعليم، وفى إدارة المستشفيات بالخارج الوصف التوظيفى للمستشفى بجانب تقديم العلاج تقديم مهام تنويرية وندوات ولقاءات وتوعية وقائية بل إن المواطنين فى هذه الدول لا يثقون إلا فى المستشفيات الحكومية ولديهم ريبة من المستشفيات الخاصة عكس الوضع هنا الذى يسود فيه نظرية الغنى الفقير أى أن المريض يملك المال لكن يدخل المستشفى ويفتقر للخدمة العلاجية الجيدة.
■ ما أول قرار ستأخذه إذا  أصبحت وزيرا للصحة؟
- أقوم بجولة على المستشفيات لأرى بعينى الوضع فى كل مستشفى، وسأضرب بيد من حديد أى مستشفى لا تحترم أدمية المريض، فأى مستشفى أيا كانت تتعامل مع المريض من الناحية المالية على حساب آدميته وصحته وعلاجه يتم غلقها فورا فالقانون يحتم على المستشفى أن تحافظ على راحة المريض وبعد مرحلة الخطر نخبره بأن يذهب لمستشفى حكومى أو يكمل علاج فيها.
■ ما الذى ينقصنا لتكون مصر مصنعة للدواء؟
- تصنيع الدواء رغبة وطنية وينقصنا الإرادة وللأسف هناك أشياء بسيطة نستوردها من الخارج فالماسك الذى يرتديه الطبيب على أنفه نستورده من الصين.
■ كنت بصدد تأسيس حزب صحة المصريين.. ما مصيره الآن؟
- كنت بالفعل بعد ثورة 25 يناير أجهز لتأسيس حزب ليس له أى أهداف سياسية إنما هو حزب نوعى يهتم بالتنمية الصحية على شاكلة حزب الخضر الذى يهتم بشئون الإنسان وعلاقته بالبيئة، ولكن سأستبدله بحركة سأطلق عليها «أنا إنسان» تضم كل شباب مصر بدون تصنيف سياسى وستكون بمثابة أداة ضاغطة لتغيير الواقع الصحى فى مصر بكل وسائل الضغط سواء أفكار وندوات وسوشيال ميديا وليس لدينا هدف سياسسى بل هدفنا فى المقام الأول والأخير هو صحة المواطن المصرى.
ولدى منحة كويتية ألمانية لبناء وحدات صحية على مستوى محافظات الجمهورية مازالت تحت الدراسة وستكون تحت رقابة الدولة، فهناك ثلاث مستويات من الخدمات العلاجية الأول هو الرعاية الصحية والثانى يجمع بين الوحدة الصحية وحجرة لإجراء عمليات صغيرة والمستوى الأخير هو المستشفى، وهذه المنحة ستقوم بعمل توأمة بين المستوى الأول والثانى وسيتم عمل مؤتمر صحفى قريب للإعلان عن تفاصيل هذه المنحة.
■ ما الرسالة التى توجهها للرئيس السيسى؟
- رسالتى للرئيس هى استيعاب شباب مصر وتوجيه طاقاتهم فى المسارات السليمة وإذا فعل ذلك سيكون شباب مصر كله فى «ضهره»، وللأسف الشباب حتى الآن لم يأخذ حقه كاملا فنحن نمتلك ثروة شبابية هائلة لديها أفكار خلاقة ومبدعة تستطيع العبور بمشاكل مصر إلى بر الأمان، فعلى سبيل المثال وزارة الصحة بها 5 آلاف موظف، يمكن إدارتها بـ100 شاب مؤهل إذا سنحت لهم الفرصة ذلك.