الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دعه يعمل دعه ينجو من الموت

دعه يعمل دعه  ينجو من الموت
دعه يعمل دعه ينجو من الموت




 عيسى جاد الكريم يكتب:
شعار «دعه يعمل، دعه يمر» أطلقه الفيلسوف والباحث الاقتصادى الأسكتلندى آدم سميث، وهذا الشعار يختصر ضرورة  تقليص تدخل الدولة فى الحياة الاقتصادية إلى أضيق ما يمكن، بهدف الدفع بعجلة التنمية نحو التنمية الحقيقة ومنه تحرير التعاملات والعلاقات الاقتصادية على أوسع نطاق ممكن، فتصبح  بذلك الأسواق حرة تلقائية تحكم نفسها بنفسها، فيشبع الأفراد احتياجاتهم فيتحقق لهم جزء من السعادة، هذا الشعار كان يمكن أن يصبح دفعة حقيقية للأفراد لكل من يريد أن يعمل يجد ويجتهد فى بيئة صالحة بعيداً عن الحروب والكوارث والقوى الاستعمارية التى تنهب الدول والشعوب.
أفريقيا ومنطقتنا العربية ومصر من الدول التى ابتليت بالاحتلال الذى كتم على انفاسها لسنوات، نهب ثرواتها وترك التخلف والجهل ينال من شعوبها، ولم يسمح به إلا فى الحدود التى تحقق له أغراضه؛ الاحتلال الأوروبى الأجنبى الذى البس نفسه صيغة المستعمر الذى يريد تعمير البلاد، التى احتلها لينتشل أهلها من الفقر والتخلف هو من كبل هذه الشعوب، حتى بعد أن سالت بحور الدماء للتحرر منه ترك هذه البلاد ممزقة، وما أن تحاول النهوض حتى يشغلها بحروب حدودية أو عرقية أو نزاعات طائفية تأكل مقدراتها ومدخراتها وتستنزف طاقات ابناءها وأصبحت هذه الدول سوق له ولمنتجاته وبضائعه وأسلحته، فى حين يستمر الاحتلال الأجنبى محصن ضد هذه المخططات يعمل على تنمية بلاده، فترتفع ثرواته وتزدهر بلاده على كافة المستويات العلمية والتكنولوجية محققا الرفاهية لشعوبه.
وأمام كل ذلك حدثت الهوة الرهيبة بين شمال الكرة الأرضية بدوله الأوروبية وجنوب الكرة الأرضية، أفريقيا وأمريكا اللاتينية التى عانت ويلات الاحتلال؛ فأصبحت هناك مجتمعات تتمتع بالرفاهية وأخرى تعانى شظف العيش مجتمعات وضعت لنفسها أطرًا اجتماعية ونسق قيمى يحافظ على كرامة القاطنين على أرضها ويحفظ كرامتهم ودول أنهكتها الحروب والصراعات فأصبحت حقوق الإنسان فى مرتبة ثانية بعد الحفاظ على حياة الإنسان نفسه وتوفير المأكل والملبس  له، وبدلا من ان تقوم الدول الغربية الأوروبية خلقت هذه الهوه بالمساهمة فى ردمها بإتاحة التكنولوجيا وتصدير العلم النافع لهذه الدول لمساعدتها فى تنميتها ونهوضها، بل استمرت فى المنع و تغذية الصراعات بتصنيع السلاح وبيعه للإطراف المتصارعة ومساندة الحكام الفاسدين أو إثارة الشعوب ضد حكامها بدعوى أنهم فاسدين لا يحترمون حقوق الانسان.
وكانت هذه اللعبة تروق للأوربيين ما بين شد وجذب وإشعال الحرائق هنا وهناك طالما أن كل شىء فى صالحهم  حتى خرج العفريت من القمقم وقررت الشباب أن يحصلوا على حقوقهم المنهوبة منذ زمن ووصلوا لعقر دار الدول الأوروبية نفسها التى أصبح حكامها فى حاله يرثى لها فهم غير قادرين على منع المهاجرين ومخالفة القوانين والنسق الاجتماعى الذى يحمى حق اللجوء فماذا هم فاعلون؟
أوروبا ليس أمامها حل لإيقاف جحافل المهاجرين عبر البحر إلا بالتخلى عن قيمها بمنع المهاجرين بالقوة من دخول أراضيها أو دعم الدول التى تعتبر معبر للمهاجرين ومنها دول شمال أفريقيا مصر وليبيا وتونس دعم مادى وتكنولوجى، والقروض والمنح أحد أهم وسائل دعم الدول لكى توفر العمل لشبابها وسكانها حتى لا يفكرون فى الهجرة خارج حدود دولهم واتفاق أوروبا مع تركيا التى فتحت طريق للهجرة لأوروبا مستغلة أزمة الحرب فى سوريا لابتزاز الأوروبيين  فحصلت منها على 6 مليارات دولار دعم ومنح.
ولذلك فعلى أوروبا دعم مصر ودعم حصولها على قرض صندوق النقد الدولى وإعادة سائحيها لمصر وعدم العبث على حدودها.
ومركب الموت الذى غرق قبالة سواحل مدينة رشيد والذى راح ضحيته العشرات من الشباب الراغبين فى الهجرة إلى جنة أوروبا والذين دفعوا الآلاف الجنيهات لتحقيق حلم الهجرة؛  يدق  نواقيس الخطر هنا فى مصر لضرورة توفير فرص العمل للشباب وكسر الروتين والقضاء على البيروقراطية وتفعيل خطط المشروعات الصغيرة للشباب بشكل فورى طالما أنه مشروع منتج لنحافظ على شبابنا وننهض بوطننا وليكون شعارنا « دعه يعمل دعه ينجو من الموت»  فالبنوك عليها توفير الدعم والدولة عليها الترخيص للشباب ومساعدتهم فى تنفيذ مشروعاتهم وطموحاتهم فى كل المحافظات.