الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنا والوليد والنصابين!

أنا والوليد والنصابين!
أنا والوليد والنصابين!




إيمان مطر يكتب:
صرخ مهللا من الغرفة المجاورة «انا كسبت» ثم جلس بجانبى «ابن شقيقتى الطالب فى الجامعة حينئذ» منتظرًا أن امنحه رقم كارت البنك الخاص بى وعندما استوضحته الأمر قال إن بريده الإلكترونى قد فاز بجائزة احدى الشركات العالمية وعليه أن يرسل لهم رقم حساب بنكى لكى يتم تحويل النقود ويبدو أن مرسل الإيميل كان نصابا مبتدئًا، حيث وضع رقم تليفون مصرى فى الإيميل على أنه رقم فرع الشركة بالقاهرة وعندما اتصلت بالرقم اتضح أنه سوبر ماركت بمدينة شرم الشيخ،
ورغم مرور سنوات على هذه الواقعة إلا أن الكثير من النصابين «يستسهلون» اتباع نفس الأسلوب مع إضافة بعض التحابيش الضرورية لاتمام عملية النصب فمنهم من هداهم تفكيرهم بـ «حشر» اسماء لمشاهير مثل «بيل جيتس» أو بعض الامراء والاميرات المشهورين بدول الخليج فى الأمر مما يُضفى (من وجهة نظرهم) الكثير من المصداقية وبالتالى يسهل الايقاع بالضحية ومنها على سبيل المثال لا الحصر «ماسورة» الايميلات التى انفجرت فى بريدى الإلكترونىفاكتظ بها على مدار الأسبوع الماضى وتتلخص بأن الامير الوليد بن طلال قد اختار «إيميلى» لجائزته الكبرى وهى مبلغ 5 ملايين دولار امريكى وبغض النظر بأن المبلغ فى حد ذاته قد اصابنى بالدوخة عند تحويله للجنيه المصرى، إلا أن الصياغة الادبية للإيميل «تسد نفسك» وتجعلك تفيق بسرعة الصاروخ فتلعنهم فى داخلك على عدم اتقانهم لفن بيع الوهم،
وهناك نوعية من النصابين ذوى «اللعبة الحلوة والتى تستحق الإشادة» من يفكرون بجدية فى إخراج عملية النصب بصورة بالغة الاتقان، حيث يصمم النصاب صفحة لمنتج يتبع شركة عالمية وكانت فى حالتى شركة بيرة مطالبا بتقدمى لاستلام الجائزة واضعا «لينك» لصفحة الشركة للتأكد، وبالطبع عندما ضغطت على اللينك فتحت صفحة باسم الشركة والمنتج والجائزة وبالطبع كانت مزورة بإتقان،
وهناك نصابون تفوقوا على الست أمينة رزق فى اسلوب الشحتفة والميلودراما الفاقعة جدا، حيث يرسلون بأنهم بين الحياة والموت وقد ورثوا ثروات ضخمة لا يجدون من يرثها من بعدهم، ويستعطفونك لترسل بياناتك لتفوز بهذه الجائزة الكبرى،
ومن السطر الأول فى الإيميل تستطيع تمييز النصابين الافارقة من الأوروبيين فالفئة الأولى «حافظة مش فاهمة» ولا يتجاوز أسلوبهم بأنهم مديرو بنوك ويريدون تحويل مبالغ طائلة لحسابك حتى يستطيعون الخروج من البلد واستثمارها فى بلدك أو أنهم أبناء ملوك ورؤساء حدث عليهم انقلاب ويريدون الفرار والتمتع باموالهم، أما الفئة الثانية فاكثر اتقانا لفن النصب.
ومن الإيميل إلى الفيس بوك حيث تجد صفحات قد أنشأت بأسماء الوليد بن طلال والشيخة «مهرة بنت محمد بن راشد ال مكتوم» وأسماء لشخصيات أخرى تدعو الناس إلى نشر بوست معين على نطاق واسع ومن ينشره فسوف يدخل فى سحب على جوائز ضخمة وللأسف صدق الكثيرون حلم الثراء السريع فبادروا بالنشر ليكسب النصاب إعلانات بمبالغ هائلة على صفحته التى لاقت انتشارًا كبيرًا.
الطريف أن أغلبهم لم يتعد مبلغ الخمسة مليون دولار أمريكى فى أحيانا كثيرة وبعضهم تجاوزه بــ 2 مليون دولار فقط، يعنى حتى فى النصب شحاتين ولم تتجاوز مخيلتهم خانة العشرات إلى مئات الملايين أو المليار دولار.
وبما أن الرسائل الخاصة بالوليد بن طلال جاءت فى المركز الاول فى «إيميلى» طوال الأسبوع الماضى فقد فاز بوجبة مصرية رائعة وهى ساندوتشات فول وصاية من عربية الفول بتاعة «جمعة» اللى جنب المجلة، والعرض مستمر لمدة أسبوع واحد فقط و«يا تلحق يا متلحقش»!