الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى ذكرى «فوكنر» صاحب رواية «الصخب والعنف»

فى ذكرى «فوكنر»  صاحب رواية «الصخب والعنف»
فى ذكرى «فوكنر» صاحب رواية «الصخب والعنف»




إعداد - رانيا هلال
تسطع علينا هذه الأيام ذكرى الروائى الامريكى ويليام فوكنر والذى ولد فى نيوألباني، مسيسيپي، وقضى معظم حياته فى أكسفورد، بنفس الولاية. فى عام 1929 تزوج إستيلا أولدهام التى كان يعرفها منذ الطفولة. عمل كاتبا سينمائيا لسنوات فى هوليوود وكان هذا من عام 1932 إلى غاية عام 1945.


يُعَدُّ وليم فوكنر من أبرز الوجوه فى الأدب الأمريكى والعالمى المعاصر. كتب روايات وقصصاً تجمع فى سردها بين تيار الوعي، والابتكارات اللغوية، والرسم الحيّ للشخصيات. حاز جائزة نوبل للأدب فى العام 1949، وجائزة الكتاب الوطنية لعام 1951، وجائزة بولتيزر مرتين فى العامين 1959 و1963. ولِدَ فوكنر فى مدينة نيو ألباني، وتوفى فى أكسفورد، مسيسيبى فى الجنوب الأمريكي. وخلال ثلاثة عقود ونيّف من العمل نشر تسع عشرة رواية، وأكثر من ثمانين قصة، وديوانين من الشعر، وعدداً كبيراً من المقالات. حاول فوكنر بعد الحرب العالمية الأولى الدراسة فى جامعة مسيسيبى إلا أن إقامته فيها لم تطل، وعلَّمَ نَفسه الفرنسية ليقرأ الشعراء الفرنسيين بودلير وفيرلين ومالارميه. تزوج عام 1929 إستل أولدم حب شبابه، وكان منتصف الخمسينيات أسعد فترة فى حياته قضاها كاتباً مقيماً فى جامعة فرجينيا بالقرب من ابنته وأحفاده.
تمثّل مقاطعة يوكناباتوفا مسرح الأحداث الأساسى فى أعمال فوكنر، وهى منطقة متخيّلة لكنها ترتبط بقوة بالأماكن التى عاش فيها والأشخاص الذين عرفهم. وكانت عائلة فوكنر قد تركت أثراً مهمّاً فى تاريخ ولاية مسيسيبي، فأحد أجداده (وهو النموذج الذى صاغ على غراره شخصية جون سارتوريس فى عدد من رواياته) كان محامياً وجندياً ورساماً وبانياً للسكك الحديدية وشاعراً وروائياً. وقد ترعرع فوكنر محاطاً بعائلة مأخوذة بالتقاليد، والقصص المحلية، والحكمة الشعبية، والفكاهة الريفية، والروايات البطولية والمأساوية عن الحرب الأهلية الأمريكية. وجاءت حياته وأعماله نوعاً من الشهادة على التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهائلة التى طرأت على الجنوب الأمريكي.
كان فوكنر الشاب قارئاً نهماً، وقد أبدى منذ مراهقته شغفاً بالكتابة والتزاماً بحياة الكاتب، حيث كان يخطّ بيده كتباً مزينة برسوم توضيحية يوزّعها على أصدقائه، ومن بينها دواوين شعر ومسرحية واحدة على الأقل، وقصص وحكايات للأطفال. ولم تقتصر سنوات فوكنر الأولى على الريف الجنوبيّ الذى صاغه فى النهاية على هيئة يوكناباتوفا. فقد تلقى تدريباً فى تورنتو كطيار مقاتل فى سلاح الجو الملكى الكندى فى الحرب العالمية الأولى. واستوعب التأثيرات الحداثية التى كانت تغيّر وجه الفن والأدب فى القرن العشرين. ففى أواسط العشرينيات، عاش بين الكتّاب والفنانين فى الحيّ الفرنسى فى مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا،
واستلهم فوكنر معظم أعماله من مسقط رأسه، ولاية ميسيسپي، حيث يعد أحد أهم كتاب الأدب الجنوبى بالولايات المتحدة، بجانب مارك توين، وروبرت بين وارين، وفلانرى أوكونور، وترومان كابوت، وتوماس وولف، وهارپر لي، وتنسى وليامز. وكان فوكنر قليل الشهرة قبل فوزه بجائزة نوبل للأدب لعام 1949، بالرغم من أن أعماله نشرت منذ 1919، وفى عشرينات وثلاثينات القرن العشرين. هذا، ويعتبره البعض الآن أعظم روائى فى التاريخ.
يقول جبرا ابراهيم جبرا « كتب فوكنر حوالى الثلاثين كتابا، ونجد أن «الصخب والعنف» مازال أحسن ما كتب. وقد يضع البعض رواية «نور فى آب» فى المرتبة العليا، ليسر لتناولها ووضوحها، غير أن التركيب الفنى فى الصخب والعنف مازال فى جماله وبراعته معجزة من معجزات الخيال.
هذه عدة فوكنر، ولكنها وسيلة لا غاية. سوف يتوقف نجاحه على مقدار ما أصاب من غايته، وغايته هى أن يصور انحلال أسرة «آل كمبسن» ضمن إطار الانحلال العام فى الجنوب، وعليه أن يجعل من ذلك شيئا فنياً مؤثرا وهذا بالضبط ما نجح فى انجازه».
« قصة اخوة ثلاثة هم كونتن، جاسن، وبنجامين (أو بنجي)، واختهم كاندس (كادي)، وابنتها كونتن (وسميت باسم خالها)
وقد كتبت على شكل سيمفونية فى أربعة أقسام، كل قسم من الأقسام الثلاثة الأولى يرويه أحد الإخوة بالدور، كل على طريقته، والقسم الأخير يرويه المؤلف.
«وردة لايميلى» هى قصة قصيرة  لفوكنر تم نشرها 1930، تجرى احدث هذه القصة فى مدينة جيفرسون وهى مدينة خيالة من صنع الكاتب فى ولاية ميسيسبي، وتعد أول قصة للكاتب تم نشرها فى مجلة ناشونال.
وضح ويليام فوكنر سبب اختياره لهذا العنوان بانه عنوان مجازى لقصة عن امرأة عانت من مأساة لا نهاية لها، وقد اظهر الشفقة عليها وان هذه الوردة بمثابة تحية لها.
تبدأ هذه القصة بجنازة كبير للانسة ايميلي، التى لم يدخل بيتها طوال ثلاثين عام سوى خادم زنجى (توبي)، بالرغم من أن بيتها قديم إلا انه كان فى مضى من أفخم البيوت فى البلدة، علاقة الناس مع ايميلى علاقة فريدة من نوعها منذ رفضها لدفع الضرائب المترتبة عليها، لكن مع مرور الزمن لم يوافق الجيل الجديد على رفض الآنسة ايميلى لدفع الضرائب وفتوجهوا إليها لمطالبتها بدفع الضرائب لكنها أنكرت ما عليها فوبختهم وطردتهم من المنزل.
شعر الناس بالأسف على ايميلى لان والدها مات وترك لها البيت ولكن بدون مال. وعندما مات أبوها رفضت ايميلى الاعتراف بان والدها مات إلا بعد مرور ثلاثة أيام على موته. لكن أهل البلدة لم يظنوا أنها جنت، بل اعتقدوا أنها شعرت بالصدمة لموت والدها. ويعود الراوى إلى الخلف وذلك بعد وفاة والدها كانت اميلى قد بدأت بمواعد هومر بارون، الذى كان يعمل فى مشروع بناء فى البلدة، انزعج أهل البلدة من تلك العلاقة حتى أنهم قاموا باستدعاء أقاربها من الخارج الإيقاف هذه العلاقة.
وتتوالى الأحداث التى تفضى إلى موتها فى النهاية بشكل مأساوى وصفه فوكنر ببراعة ورهافة شديدة تؤكد موهبته وحرفيته التى تعيش بيننا حتى الآن وتلهم  المبدعين والموهوبين فى كل مكان.