الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إبداع




رسوم: الحسين فوزى ـ مأمون
 
شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم الثاقبة غشاوة أبصارنا بإبداعهم الذى طالما كان شاهد عيان لأجيال طويلة، نجوم لا تأفل وإن غابت تظل خالدة الذكر بإبداعاتهم، فنحتفى وتحتفى صفحة «إبداع» اليوم بأحد أهم أحداثنا الدينية وهى الهجرة النبوية الشريفة.
نعرض اليوم عددا من قصائد شعرائنا الكبار التى تناولت هذا الحدث المهم بالكلمة، تنقل لنا انطباعات روادنا عن الدروس المستفادة عن الهجرة النبوية والتى كان لها أبلغ الأثر فى بناء الدولة الإسلامية وخروجها إلى النور بعد فترات من التضييق.
 
 
الهجرة الكبرى
 
 
 
شعر ـ محمود سامى البارودى
وَلَم يَـزَل سَيِّـدُ الكَونَيـنِ مُنتَصِبـاً
لِدَعوَةِ الدِّين لَـم يَفتـر وَلَـم يَجِـمِ
يَستَقبِلُ النّاسَ فى بَدوٍ وَفـى حَضَـرٍ
وَيَنشُرُ الدِّينَ فى سَهـلٍ وَفـى عَلَـمِ 
حَتّى اِستَجابَت لَهُ الأَنصارُ وَاِعتَصَمُوا
بِحَبلِهِ عَن تَـراضٍ خَيـرَ مُعتَصـمِ 
فَاِستَكمَلَـت بِهِـمُ الدُنيـا نَضارَتَهـا
وَأَصبَحَ الدينُ فى جَمـعٍ بِهِـم تَمَـمِ
قَومٌ أَقَرُّوا عِمادَ الحَـقِّ وَاِصطَلَمُـوا
بِيَأسِهِـم كُـلَّ جَـبّـارٍ وَمُصطَـلِـمِ
فَكَم بِهِـم أَشرَقَـت أَستـارُ داجِيَـةٍ
وَكَم بِهِم خَمَـدَت أَنفـاسُ مُختَصِـمِ 
فَحينَ وافـى قُرَيشـاً ذِكـرُ بَيعَتِهِـمِ
ثارُوا إِلى الشَّرِّ فِعلَ الجاهِـلِ العَـرِمِ
وَبادَهُوا أَهلَ دِينِ اللَـهِ وَاِهتَضَمُـوا
حُقُوقَهُـم بِالتَّمـادِى شَـرَّ مُهتَضَـمِ
فَكَم تَرى مِن أَسيـرٍ لا حِـراكَ بِـهِ
وَشارِدٍ سـارَ مِـن فَـجٍّ إِلـى أَكَـمِ
فَهاجَرَ الصَّحبُ إِذ قالَ الرَّسُولُ لَهُـم
سيرُوا إِلى طَيبَـةَ المَرعِيَّـةِ الحُـرَمِ
وَظَلَّ فـى مَكَّـةَ المُختـارُ مُنتَظِـراً
 إِذناً مِنَ اللَـهِ فـى سَيـرٍ وَمُعتَـزَمِ
فَأَوجَسَت خيفَـةً مِنـهُ قُرَيـشُ وَلَـم
تَقبَل نَصيحاً وَلَم تَرجـع إِلـى فَهَـمِ
فَاِستَجمَعَت عُصَباً فـى دارِ نَدوَتِهـاَ
بغى بِهِ الشَّرَّ مِن حِقـدٍ وَمِـن أَضَـمِ
وَلَـو دَرَت أَنَّهـا فِيـمـا تُحـاوِلُـهُ
مَخذولَةٌ لَم تَسُـم فـى مَرتَـعٍ وَخِـمِ
أَولى لَها ثُمَ أَولـى أَن يَحيـقَ بِهـا
ما أَضمَرَتهُ مِـنَ البَأسـاءِ وَالشَّجَـمِ
إِنّى لَأَعجَبُ مِن قَـومٍ أُولـى فِطَـنٍ
باعُوا النُّهى بِالعَمى وَالسَّمعَ بِالصَّمَـمِ
يَعصُـونَ خالِقَهُـم جَهـلاً بِقُدرَتِـهِ
وَيَعكُفُونَ عَلى الطاغُـوتِ وَالصَّنَـمِ
فَأَجمَعُـوا أَمرَهُـم أَن يَبغـتُـوهُ إِذا
جَنَّ الظَّـلامُ وَخَفَّـت وَطـأَةُ القَـدَمِ
وَأَقبَلُوا مَوهِنـاً فـى عُصبَـةٍ غُـدُرٍ
مِنَ القَبائِلِ باعُـوا النَّفـسَ بِالزَّعَـمِ
فَجـاءَ جِبريـلُ لِلـهـادِى فَأَنـبـأَهُ
بِمـا أَسَـرُّوهُ بَعـدَ العَهـدِ وَالقَسَـمِ
فَمُـذ رَآهُـم قِيامـاً حَـولَ مَأمَنِـهِ
يَبغُـونَ ساحَتَـهُ بِالشَّـرِّ وَالفَـقَـمِ
نـادى عَلِيّـاً فَأَوصـاهُ وَقـالَ لَـهُ
لا تَخشَ وَالبَس رِدائـى آمِنـاً وَنَـمِ
وَمَرَّ بِالقَومِ يَتلُـوُ وَهـوَ مُنصَـرِفٌ
يَس وَهيَ شِفاءُ النَّفـسِ مِـن وَصَـمِ
فَلَم يَـرَوهُ وَزاغَـت عَنـهُ أَعيُنُهُـم
وَهَل تَرى الشَّمس جَهراً أَعيُنُ الحَنَـمِ
وَجـاءَهُ الوَحـيُ إِيذانـاً بِهِجـرَتِـهِ
فَيَمَّمَ الغـارَ بِالصِّدِّيـقِ فـى الغَسَـمِ
فَمـا اِستَقَـرَّ بِـهِ حَـتّـى تَـبَـوَّأَهُ
مِـنَ الحَمائِـمِ زَوجٌ بـارِعُ الرَّنَـمِ
بَنـى بِـهِ عُشَّـهُ وَاِحتَلَّـهُ سَكـنـاً
يَأوى إِلَيـهِ غَـداةَ الرّيـحِ وَالرّهَـمِ
إِلفـانِ مـا جَمَـعَ المِقـدارُ بَينَهُمـا
إِلّا لِسِـرٍّ بِصَـدرِ الغـارِ مُكتَـتَـمِ
كِلاهُمـا دَيدَبـانٌ فَــوقَ مَـربـأَةٍ
يَرعَى المَسالِكَ مِن بُعـدٍ وَلَـم يَنَـمِ
إِن حَنَّ هَذا غَرامـاً أَو دَعـا طَرَبـاً
بِاسمِ الهَديـلِ أَجابَـت تِلـكَ بِالنَّغَـمِ
يَخالُها مَـن يَراهـا وَهـيَ جاثِمَـةٌ
فى وَكرِهـا كُـرَةً مَلسـاءَ مِـن أَدَمِ
إِن حَنَّ هَذا غَرامـاً أَو دَعـا طَرَبـاً
بِاسمِ الهَديـلِ أَجابَـت تِلـكَ بِالنَّغَـمِ
يَخالُها مَـن يَراهـا وَهـيَ جاثِمَـةٌ
فى وَكرِهـا كُـرَةً مَلسـاءَ مِـن أَدَمِ
إِن رَفرَفَت سَكَنَت ظِلّاً وَإِن هَبَطَـت
رَوَت غَليلَ الصَّدى مِن حائِـرٍ شَبِـمِ
مَرقُومَةُ الجِيدِ مِـن مِسـكٍ وَغالِيَـةٍ
مَخضُوبَةُ السـاقِ وَالكَفَّيـنِ بِالعَنَـمِ
كَأَنَّما شَرَعَت فـى قانِـيءٍ سـربٍ
مِن أَدمُعِـى فَغَـدَت مُحمَـرَّةَ القَـدَمِ
وَسَجفَ العَنكَبُـوتُ الغـارَ مُحتَفِيـاً
بِخَيمَـةٍ حاكَهـا مِـن أَبـدَعِ الخِيَـمِ
قَد شَدَّ أَطنابَها فَاِستَحكَمَـت وَرَسَـت
بِالأَرضِ لَكِنَّهـا قامَـت بِـلا دِعَـمِ
كَأَنَّهـا سـابِـريٌّ حـاكَـهُ لَـبِـقٌ
بِأَرضِ سابُورَ فى بحبُوحَـةِ العَجَـمِ
وَارَت فَمَ الغارِ عَن عَيـنٍ تُلِـمُّ بِـهِ
فَصارَ يَحكـى خَفـاءً وَجـهَ مُلتَثِـمِ
فَيـا لَـهُ مِـن سِتـارٍ دُونَـهُ قَمَـرٌ
يَجلُو البَصائِرَ مِن ظُلمٍ وَمِـن ظُلَـمِ
فَظَـلَّ فيـهِ رَسـولُ اللَّـهِ مُعتَكِفـاً
كَالدُرِّ فى البَحر أَو كَالشَمسِ فى الغُسَمِ
حَتّى إِذا سَكَنَ الإِرجـاف وَاِحتَرقَـت
أَكبادُ قَـومٍ بِنـارِ اليَـأسِ وَالوَغَـمِ
أَوحى الرَّسولُ بِإِعدادِ الرَّحيـلِ إِلـى
مَن عِندَهُ السِّرُّ مِن خِلٍّ وَمِـن حَشَـمِ
وَسـارَ بَعـدَ ثَـلاثٍ مِـن مَباءَتِـهِ
يَـؤُمُّ طَيبَـةَ مَـأوى كُـلِّ مُعتَصِـمِ
فَحِيـنَ وَافـى قُدَيـداً حَـلَّ مَوكِبُـهُ
بِـأُمِّ مَعبَـدَ ذاتِ الـشَّـاءِ وَالغَـنَـمِ
فَلَـم تَجِـد لِقِـراهُ غَيـرَ ضائِـنَـةٍ
قَدِ اقشَعَـرَّت مَراعِيهـا فَلَـم تَسُـمِ
فَمـا أَمَـرَّ عَلَيهـا داعِـيـاً يَــدَهُ
حَتّى اِستَهَلَّت بِذِى شَخبيـنِ كَالدِّيَـمِ
ثُمَّ اِستَقَلَّ وَأَبقى فـى الزَّمـانِ لَهـا
ذِكراً يَسيـرُ عَلَـى الآفـاق كَالنَّسَـمِ
فَبَينَمـا هُـوَ يَطـوى البِيـدَ أَدرَكَـهُ
رَكضاً سُراقَةُ مِثلَ القَشعَـمِ الضَّـرِمِ
حَتّى إِذا ما دَنا سـاخَ الجَـوادُ بِـهِ
فـى بُرقَـةٍ فَهَـوى لِلسَّـاقِ وَالقَـدَمِ
فَصاحَ مُبتَهِلاً يَرجُـو الأَمـانَ وَلَـو
مَضى عَلى عَزمِهِ لانهارَ فى رَجَـمِ
وَكَيـفَ يَبلُـغُ أَمـراً دُونَــهُ وَزَرٌ
مِـنَ العِنايـةِ لَـم يَبلُغـهُ ذُو نَسَـمِ
فَكَفَّ عَنهُ رَسـولُ اللَّـهِ وَهـوَ بِـهِ
أَدرى وَكَـم نِقَـمٍ تفتَـرُّ عَـن نِعَـمِ
وَلَم يَزَل سائِراً حَتّـى أَنـافَ عَلـى
أَعـلامِ طَيبَـةَ ذاتِ المَنظَـرِ العَمَـمِ
أَعظِـم بِمَقدَمِـهِ فَـخـراً وَمَنقـبَـةً
لِمَعشَرِ الأَوسِ وَالأَحياءِ مِـن جُشَـمِ
 فَخـرٌ يَـدُومُ لَهُـم فَضـلٌ بِذِكرَتِـهِ
ما سارَت العِيـسُ بِالـزُّوّارِ لِلحَـرَمِ
يَـومٌ بِـهِ أَرَّخَ الإِســلامُ غُـرَّتَـهُ
وَأَدرَكَ الدِّيـنُ فيـهِ ذِروَةَ النُّـجُـمِ
ثُمَّ اِبتَنـى سَيِّـدُ الكَونَيـنِ مَسحِـدَهُ
بُنيانَ عِـزٍّ فَأَضحـى قائِـمَ الدّعَـمِ
وَاِختَصَّ فيـهِ بِـلالاً بِـالأَذانِ وَمـا
يُلفى نَظيـرٌ لَـهُ فـى نَبـرَةِ النَّغَـمِ
حَتّى إِذا تَـمَّ أَمـرُ اللَّـهِ وَاِجتَمَعَـت
لَهُ القبَائِـلُ مِـن بُعـدٍ وَمِـن زَمَـمِ
قـامَ النَّبِـيُّ خَطيبـاً فيهِـمُ فَـأَرى
نَهجَ الهُدى وَنَهى عَن كُـلِّ مُجتَـرَمِ
وَعَمَّهم بِكِتـابٍ حَـضَّ فيـهِ عَلـى
مَحاسِـنِ الفَضـلِ وَالآدابِ وَالشِّيـمِ
فَأَصبَحُوا فى إِخـاءٍ غَيـرِ مُنصَـدِعٍ
عَلى الزَّمـانِ وَعِـزٍّ غَيـرِ مُنهَـدِمِ
وَحِينَ آخـى رَسُـولُ اللَّـهِ بَينَهُـمُ
آخى عَلِيّاً وَنِعمَ العَـونُ فـى القُحَـمِ
هُوَ الَّـذى هَـزَمَ اللَّـهُ الطُغـاةَ بِـهِ
فى كُـلِّ مُعتَـرَكٍ بِالبِيـضِ مُحتَـدِمِ
فَاِستَحكَم الدِّيـنُ وَاِشتَـدَّت دَعائِمُـهُ
حَتّى غَدا واضِحَ العِرنيـنِ ذا شَمَـمِ
وَأَصبَـحَ النـاسُ إِخوانـاً وَعَمَّهُـمُ
فَضلٌ مِنَ اللَّهِ أَحياهُـم مِـنَ العَـدَمِ
 
 

 
 
طلع البدر
 
 
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
طلع النور المبين نور خير المرسلين
نور أمن وسلام نور حق ويقين
ساقه الله تعالى رحمة للعالمين
فعلى البر شعاع وعلى البحر شعاع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
مرسل بالحق جاء نطفة وحى السماء
قوله قول فصيح يتحدى البلغاء
فيه للجسم شفاء فيه للروح دواء
أيها الهادى سلام ما وعى القرآن واع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
جاءنا الهادى البشير مطلق العانى الأسير
مرشد الساعى إذا ما أخطأ الساعى المسير
دينه حق صراح دينه ملك كبير
هو فى الدنيا نعيم وهو فى الأخرى متاع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
هات هدى الله هات يا نبى المعجزات
ليس لللات مكان ليس للعزا الثبات
وحد الله و وحد شملاً بعد الشتات
أنت ألفت قلوباً شفها طول الصراع
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع
 
 
 

 
 
 
إلي رحاب اليثــرب
 
إلي رحاب اليثــــــــــــــــــرب
إلي النبي الطيـــــــــــــــــــــب
هيا بنا إلي النبــــــــــــــــــــي
سعيا إلي نور النبي الهــــادي
ومن يعادى الله فليعــــــــادى
نفر بالروح من الضـــــــلال
فهون لله كل غالــــــــــــــــى
ربنا أنت الأحــــــــــــــــــــد
وعدك الحق وهــــــــــــــــذا
سنري الفجر القريــــــــــــب
وبأيدينا سنرمــــــــــــــــــي
هذه الأمة قــــــــــــــــــــوة
وإن تحداها عــــــــــــــــدو
كلنا يبغي شهـــــــــــــــادة
نحن نمضي للسعـــــــــادة إلي ضياء الموكــــــــــــــــب
إلي النبي إلي النبـــــــــــــــي
هيا بنا إلي النبـــــــــــــــــي
والرحمة الكبرى علي العبــاد
صبرا جميلا يا أخي الجهـــاد
وغير وجه الحق لا نبالـــي
من جيرة وصحبة وهـــــال
باسمك الجمع اتحـــــــــــد
يومنا والجد جـــــــــــــــد
من دجى الليل العصيــــب
ويد الله تصيـــــــــــــــــب
من صفاء وأخـــــــــــوة
راح في أظلم هـــــــــوة
في يقيـــــــــــن وإرادة
انتصارا أو شهــــــــادة
شعر ـ عبد الفتاح مصطفى
 
يا هجرة المصطفى والعين باكية
 
يا هجرة المصطفى والعين باكية
يا هجرة المصطفى والعين باكيـةٌ
والدمـع يجـرى غزيراً من مآقيها
يا هجرة المصطفى هيّجت ساكنةً
من الجوارح كــاد اليأس يطويهـا
هيجـت أشجاننا والله فانطـلقت
منا حناجرنا بالحـزن تأويهــا
هاجرت يا خير خلق الله قاطبــةً
من مكـــةً بعد ما زاد الأذى فيها
هاجرت لما رأيت الناس فى ظلـم
وكنت بــدرا مـــنيراً فى دياجيهـا
هاجرت لما رأيت الجهل منتشـراً
والشــر والكفـــر قد عمّا بواديهـا
هاجرت لله تطوى البيد مصطحباً
خلاً وفـــيـاً .. كريم النفس هاديها
هــــو الإمـــام أبو بكـــر وقصتــه
رب السماوات فى القرآن يرويها
يقول فى الغار لا تحزن لصاحبه
فحسـبنا الله : ما أسمـى معــانيهـا
هاجرت لله تبغى نصـر دعوتنا
وتســأل الله نجحـاً فى مباديهــا
هاجرت يا سيد الأكوان متجهاً
نحو المدينــة داراً كنت تبغـيها
للشاعر العراقى وليد الأعظمى
 
 

 
الهجرة
 
شعر ـ حافظ إبراهيم
أَطَلَّ عَلى الأَكوانِ وَالخَلقُ تَنظُرُ
تَجَلّى لَهُم في صورَةٍ زادَ حُسنُها
وَبَشَّرَهُم مِن وَجهِهِ وَجَبينِهِ
وَأَذكَرَهُم يَوماً أَغَرَّ مُحَجَّلاً
وَهاجَرَ فيهِ خَيرُ داعٍ إِلى الهُدى
يُماشيهِ جِبريلٌ وَتَسعى وَراءَهُ
بِيُسراهُ بُرهانٌ مِنَ اللَهِ ساطِعٌ
فَكانَ عَلى أَبوابِ مَكَّةَ رَكبُهُ
مَضى العامُ مَيمونَ الشُهورِ مُبارَكاً
مَضى غَيرَ مَذمومٍ فَإِن يَذكُروا لَهُ
وَإِن قيلَ أَودى بِالأُلوفِ أَجابَهُم
إِذا قيسَ إِحسانُ اِمرِئٍ بِإِساءَةٍ
فَفيهِ أَفاقَ النائِمونَ وَقَد أَتَت
وَفي عالَمِ الإِسلامِ في كُلِّ بُقعَةٍ
تَواصَوا بِصَبرٍ ثُمَّ سَلّوا مِنَ الحِجا
فَسادوا وَشادوا لِلهِلالِ مَنازِلاً
هِلالٌ رَآهُ المُسلِمونَ فَكَبَّروا
عَلى الدَهرِ حُسناً أَنَّها تَتَكَرَّرُ
وَغُرَّتِهِ وَالناظِرينَ مُبَشِّرُ
بِهِ تُوِّجَ التاريخُ وَالسَعدُ مُسفِرُ
يَحُفُّ بِهِ مِن قُوَّةِ اللَهِ عَسكَرُ
مَلائِكَةٌ تَرعى خُطاهُ وَتَخفِرُ
هُدىً وَبِيُمناهُ الكِتابُ المُطَهَّرُ
وَفي يَثرِبٍ أَنوارُهُ تَتَفَجَّرُ
تُعَدَّدُ آثارٌ لَهُ وَتُسَطَّرُ
هَناتٍ فَطَبعُ الدَهرِ يَصفو وَيَكدُرُ
مُجيبٌ لَقَد أَحيا المَلايينَ فَاُنظُروا
فَأَربى عَلَيها فَالإِساءَةُ تُغفَرُ
عَلَيهِم كَأَهلِ الكَهفِ في النَومِ أَعصُرُ
لَهُ أَثَرٌ باقٍ وَذِكرٌ مُعَطَّرُ
سُيوفاً وَجَدّوا جِدَّهُم وَتَدَبَّروا
عَلى هامِها سَعدُ الكَواكِبِ يُنثَرُ